مخاطر التمويل والمتغيرات الاقتصادية
كتب - السيد عبد الحي
التمويل من ابرز الموضوعات التي تطرح على الساحة العالمية في الوقت الراهن لتعدد وتباين العلاقة بين كفاءة الاستثمار ومستويات الامان العام لها .
والتمويل ببساطة هو توفير الاموال لعمل او تطوير او التوسع في المشروعات سواء على مستويات الافراد او الشركات او على مستوى الحكومات اي بمفهوم اخر المشروعات الخاصة والعامة .
وترتبط سياسة التمويل بشكل عام بطبيعة المجتمع والسياسة العامة للدول والاهداف العامة والخاصة المرتبطة بالتمويل .
ففي حالات التمويل الخاص يرتبط التمويل بإنشاء او تطوير النشاط التجاري او الاستثماري مثل انشاء مصنع او التوسع فى خطوط الانتاج اما على صعيد الدول فيرتبط بالاهداف العامة للدولة التي تبحث عادة عن توفير السيولة للتنويع فى مشروعاتها الاقتصادية والتنموية لتحقيق استدامة السلع والخدمات وتطوير البنية التحتية لاعادة دوران الاستثمار وتحقيق رفاهية المجتمع .
ولاشك ان مخاطر التمويل تتعدد وفق المتغيرات الاقتصادية المتوقعة والغير متوقعة وتؤثر بشكل كبير فى القدرة على الاستمرارية والقدرة على السداد
وتتطلب استراتيجية الاستثمار العام والخاص متابعة المتغيرات العالمية والمحلية التى قد تؤثر حاليا او مستقبليا فى الاستثمار ومعدلات الثقة به وكلما تباينت المتغيرات الاقتصادية بتباين الاحداث السياسية والاقتصادية تتغير نظرة الاستثمار ومخاطره
التمويل يرتبط بالقدرة على تسويق المنتج اى بالطلب المستمر وفق متطلبات الاستثمار ويرتبط بدراسة مخاطر المنافسة وجاذبية الاستثمار .
وتشهد الساحة الاقتصادية العالمية العديد من مخاطر التمويل خلال العقدين الماضيين نتيجة الاندفاع الاستثمارى والمضاربى فى العديد من الانشطة فى صورة موجات القطيع الاستثمارى اي اندفاع الاموال الى انشطة استثمارية بهدف ركوب موجة الاستثمار السائد للتربح السريع مع الثورة المضاربية التي تسود الاسواق في العديد من الدول ولكن ماذا بعد هذه الموجات التصاعدية .
ارتفاع مخاطر الاستثمار وتناسى ابسط معايير الحرص مع الاندفاع الاستثمارى المبني على التفاؤل المفرط وعدم حرص جهات التمويل ورغبتها فى التربح تزيد من دوران السيولة في موجة المخاطر .
ويجب ان نعرف ان تفاقم الازمة الاقتصادية نتيجة التوسع فى التمويل بدون مراعاة المتغيرات الاقتصادية المحتملة يتسبب في تعثر العديد من الشركات والدول ايضا ولجوء العديد من الدول الى سياسة التقشف ومحاولات دعم الاقتصاد مثل ما حدث في الازمة المالية العالمية الاخيرة والذى ما زالت اصداؤه تتردد حتى الان وتنعكس على كفاءة تسديد الديون للعديد من الدول حتى الان .
الاستثمار في المفهوم البسيط هو منتج يشتمل على ركنيين اساسيين مصدر للتمويل وناتج التمويل وفى المفهوم الاحترافي هو القدرة على توظيف السيولة بافضل الوسائل المتاحة والفعالة لادارة نشاط استثماري مع مراعاة المخاطر المرتبطة به والحرص على تكوين مخصصات للمخاطر المتعددة حسب طبيعة وحجم النشاط الاقتصادى واهدافه
من الجميل ان ننظر الى المستقبل بروح التفاؤل والاجمل ان نزين ذلك بالحرص على الحفاظ عليه.