اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

التركيبة الخاصة للمواطن المصري

 التركيبة الخاصة للمواطن المصري 




بقلم : علي امبابي 


  أثمر تعلق المواطن المصري  شبه المطلق بالدخل المضمون للوظيفة الحكومية أو الخاصة، الذى لا يسد احتياجاته نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية الدائرة لعهود طويلة، والمثمرة لفرد غير مؤهل، بدون امكانيات حقيقية فعالة .


 خطوات إعداد مصر لتكون مركزا عربياوأفريقيا منافسا بالأسواق العالمية، سيجعل العنصر البشري مع التمني بتحسن الأحوال ـ ومواجهة صادمة مع متطلبات وشروط طلب العمل أو الخدمات وفقا للمعايير الدولية! 


للمصرى تركيبة خاصة طبقا لمنظومة التعليم والإعلام والتدريب المتوارثة! تركيبة تجمع الذكاء الفطري، مع التعليم الهش، مع التدريب النظري، مع الإمكانيات المحدودة، وتمزج الكل ببوتقة مصرية خاصة تعرف بالفهلوة والشطارة، النتيجة اقتناع المصرى بقدرته لعمل وبلورة واختراق أى شيء، وحقيقتها ضعف محصوله المعرفي وتشتت وعيه الثقافب الإعلامي وافتقاده لتدريب حقيقي مثمر بنتائج محددة. 


عندما أقول "المصري" أقصد كل فرد ينخرط بمنظومة التعليم المصري، ويشاهد التلفاز والفضائيات ويهتم  بمنصات التواصل الاجتماعي، ويتخذ شهادات التدريب كمسوغ تعيين فقط!

وبالتالى ما المتوقع عند فتح الأسواق، وبزوغ استثمارات، واستغلال الآخرين لموقع مصر وبنيتها التحتية المتطورة ويطالبون بعمل أبنائها؟ لو استمر اقحام الفرد لمجالات تنويع وزيادة دخله بدون ضوابط وبدرع الفهلوة، فلن تصل قيمة دخله النقدي لمرتبة تساوى قيمة الاستثمارات المتدفقة لمصر، وللأسف سيظهر كالمتطفل على الأغراب.


آليات السوق للعرض والطلب المستقبلي حتما ستطلب؛ التخصص، الجودة، الانضباط، التطوير الذاتي، الوعي، الدقة، احترام مفهوم الزمن، التزام فريق العمل، تقبل الآخر، الموضوعية الفكرية والدينية والثقافية. تحدد هذه المتطلبات عرض وطلب خبرات الفرد بالأسواق العالمية وبدورها تُشكل أنواع وقيم دخله وأي مصادر أخرى يعتمدها لسداد التزاماته الحياتية بعدالة.


حقيقة مصطلح تحرير دخل المواطن المصري ؛ هى مبادرة قومية لإعادة النظر بمثلث مصدر الدخل الحقيقى للفرد، ألا وهو التعليم والإعلام والتدريب. بضبط أضلاع المثلث، سيتحقق لنا مُنتج بشرى جديد، قابل للمنافسة طبقا لآليات العرض والطلب العالمية.


يلاحظ أن المطالبة بتحرير دخل الجيل الحالي  ، سيكون غير موضوعي فللأسف الإفرازات الحالية للتعليم متمثلة في المحتوى التعليمي، منهجية التعلم، دخل ورواتب المعلمين ، إنتاج المُعلمين،  والتدريب فى مراكز تحت السلم والشهرة، والميديا والفن المرئي والمسموع، ومنصات التواصل الاجتماعي،  ضربت بمقتل 3 أجيال على الأقل، الأمل الحقيقي تصميم منظومات معالجة جديدة، تتبني مواليد 2015 ضمن خطة قومية حقيقية لإنتاج مواطن مصري، مؤهل لمصادر دخل حقيقية بضوابط ومتطلبات آليات السوق العالمية.


كذلك؛ فمن الصحي لمنظومة المعالجة الجديدة اعتبار وتقسيم المصرى الحالي للفئات العمرية من 22 لـ 45، بمحاولة عمل تصحيحات موضوعية بمنهجية التعليم ورسالة الإعلام والمحتوى الثقافى والإعلامي، الموجه لبروزة السواد ونحت فن مشوه وثقافة مبتورة. تحرير دخل المواطن الحقيقى يكون بتدخل الدولة كأم واعية تستدرك مصالح أبنائها الفاسدين والعاقين والمشتتين والمُضللين والضالين، فلا يصلون لمرحلة المغضوب عليهم المستحقين العقاب.

تحرير دخل المواطن المصرى ، سيكون بتأسيس معنى جديد للفرد، يستهدف معالجة أُسس تكوين وعيه وقيمه ومعلوماته وسلوكه، بما يثمر تحرير وعيه الشامل بمشاكل مجتمعه وتنميته ودور الدولة ودوره بنهضتها، لينعكس حتما على عمله وقيمه وسلوكه بمنظومة العرض والطلب الجديدة.


قد يُبدأ ذلك بإطلاق مشروع قومي المصرى الجديد، مدته 20 سنة ـ موازيا للنظم الجارية ـ ويُنفذ  بسيطرة واعية، بأحياء كاملة متكاملة بالعاصمة الإدارية والمدن الجديدة "مثل تجارب المدارس التجريبية والنموذجية" ولكن بمنظومة شاملة لا يلوث فيها محل التجربة بمثلث الضعف الحالي، ببساطة تخطيط لمجتمع جديد ينتج جنودا مستقبليين.


الأمل فى تبنى نُظم خبيرة تستهدف التنظيم البشرى لمواجهة المستقبل، بغير ذلك فتحرير دخل الفرد ينتظره مستقبل مُعاق، ولن يصمد أمام آليات عرض وطلب قادمة حتما، وستلفظ الفهلوة المصرية الأصيلة.

التركيبة الخاصة للمواطن المصري


google-playkhamsatmostaqltradent