recent
أخبار ساخنة

آداب المعاملات

   آداب المعاملات 




           آداب المعاملات 

           بقلم  : إيهاب سمره 


 حياة الإنسان كثيرٌ من أوقاتها مشغولة بالحركة من أجل إشباع مطالبه التي تتعلق بمأكله ومشربه ، ومسكنه ، ودوائه ، وغير ذلك مما يريد تحقيقه في حياته من مقاصد وغايات . 


وهذه المقاصد والغايات تحتاج إلى التعارف والتعامل وتبادل المنافع والمصالح مع غيره ، مما يجعل الإنسان في حاجة إلى البيع والشراء ، والأخذ والعطاء ، وتبادل المنافع والمصالح مع عدد كبير من الناس وقد اختلفوا في وظائفهم وفي ثقافاتهم وفي أعمالهم وفي التعامل معهم .


وقد جاءت الشرائع السماوية لإصلاح المعاملات بين الناس بجملة من الأحكام القويمة ومن الآداب السامية ومن التوجيهات السديدة التي تهدي الناس في معاملاتهم إلى ما يزيد من تعاونهم ومحبتهم ومن أمنهم وسعادتهم .


ومن هذه الآداب والأحكام التزام الحلال . 

التزام الطرق التي أحلها الله في تعاملهم ، والابتعاد عن الشبهات فضلاً عن الحرام إن الشئ الحلال واضح لا يخفى على عاقل ، وإن الشئ الحرام يعرفه كل ذي قلب سليم . 

نداء الناس جميعاً بأن يلتزموا في حياتهم ما أحله الله تعالى وأن يبتعدوا عما حرمه قوله سبحانه وتعالى ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌّ مبين )

 سورة البقرة الآية ١٦٨ .


والتيسير على المعسر . 

والرأفة به وتأجيل ما عليه من دين حتى يغنيه الله من فضله . 

وقد رغب القرآن في ذلك فقال تعالى 

( وإن كان ذُو عُسرةٍ فنظرة إلى ميسرةٍ وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) سورة البقرة الآية ٢٨٠  .


والمحافظة على المال وهنا يقصد بالمال كل ما يمتلكه الإنسان من أموال سواء كانت من النقود ، ام من الحيوان أم من العقارات أم من غير ذلك من خيرات نافعة لصاحبها ، والمال عصب الحياة لكل إنسان ، والعاقل من الناس هو الذي يستعمل هذا المال في المعاملات التي أحلها الله تعالى وأن يجتهد في تنميته بكل صورة تقرها الشرائع السماوية . 


الصدق والسماحة . المعاملات التي تدور بين الناس من أخذ وعطاء أو بيع وشراء إذا قامت على الصدق والسماحة باركها الله تعالى وترتب على ذلك الخير الكثير للبائع والمشتري وللآخذ والمعطي وفي الحديث الشريف

 ( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا اقتضى ) .


أداء الحقوق والوفاء بالديون .

 فإذا اشترى إنسان من آخر شيئاً فعليه أن يدفع لمن اشترى منه حقوقه ، وإذا باع شيئاً لآخر فعليه أن يسلمه ما باعه دون نقص أو ظلم .


توثيق المعاملات بأنواعها المختلفة كتابتها والإشهاد عليها ، واتخاذ كافة الوسائل المشروعة لحفظها صيانة لها عن المنازعات التي قد تؤدي إلى عدم توثيقها ، وقد جاء التوثيق بأفضل طريق في أطول آية من آيات القرآن الكريم قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدينٍ إلى أجل مسمى فاكتبوه ) .


السعي في طلب الرزق باجتهاد ونشاط عن طريق البيع والشراء وغيرهم من ألوان المعاملات .

قال تعالى: 

 ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) سورة  الملك الآية ١٥ . 


وجوب العلم بأحكام وآداب المعاملات . لأن هذا العلم يجعل الإنسان في معاملاته يفرق بين الحلال والحرام وبين التصرف الصحيح والتصرف الغير صحيح والتصرف المستحب والتصرف المكروه ، ولا شك أن الإنسان الذي يتقرر عنده هذا الفهم .

 فهو الأقدر على التصرف السليم وعلى السلوك الحميد وعلى الابتعاد عن الشبهات فضلاً عن الحرام .


google-playkhamsatmostaqltradentX