اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الدكتور ضياء الرفاعي ... يكتب ـ الطريق إلى البرلمان

 الطريق إلى البرلمان



د.ضياء الرفاعي

لايف كوتشينج واخصائي تطوير الذات 


تشهد الساحة السياسية في مصر خلال هذه الفترة حراكًا واسعًا استعدادًا لانتخابات مجلس النواب المقبلة حيث تملأ اللافتات والدعاية الانتخابية الشوارع والميادين منذ فترة كبيره وازدادت وتيرتها مع إعلان فتح باب الترشح الرسمي وتخصيص الرموز الانتخابية.


وبات المشهد العام يعكس حالة من النشاط والحيوية السياسية من مهرجانات ولقاءات جماهيرية وحوارات إعلامية بين المرشحين ومؤيديهم.


لكن وسط هذا الحراك اللافت هناك عدة ظواهر تستحق التوقف والتأمل.


 كثرة عدد المرشحين

يُلاحظ في هذه الانتخابات الإقبال الكبير على الترشح بصورة غير مسبوقة في العديد من الدوائر الإنتخابية وهو ما يعكس رغبة المواطنين في المشاركة في الحياة العامة وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي.


لكن من ناحية أخرى فإن العدد الهائل من المرشحين يؤدي إلى تشتيت أصوات الناخبين ويجعل عملية الاختيار صعبة خصوصًا في المناطق الريفية والشعبية حيث قد يمتنع بعض الناخبين عن التصويت تجنبًا للإحراج نتيجة تشابك العلاقات الأسرية والاجتماعية بين الناخبين والمرشحين.

كما أن هذه الكثرة تُحدث أحيانًا حساسيات وضغائن قد تمتد لما بعد انتهاء الانتخابات فضلًا عن أنها تُشكل عبئًا على المرشح نفسه في تمييز برنامجه الانتخابي وسط هذا الزحام الدعائي.


 التنافس بين المرشحين

التنافس جزء أصيل من أي عملية ديمقراطية لكن في بعض الدوائر الشعبية والريفية تحوّل التنافس إلى سباق نفوذ وتحالفات مصلحية أكثر منه سباق أفكار وبرامج.

فبعض المرشحين يعتمد على الثقل العائلي أو القبلي وآخرون على الدعاية المفرطة والإنفاق المالي الكبير بينما يلجأ البعض إلى تشويه صورة المنافسين بدل عرض برامج حقيقية.

هذا الواقع يُضعف فرص المرشحين أصحاب الفكر والكفاءة ويُربك الناخبين الذين يبحثون عن صوت العقل.


 الخطر الصامت

يُعد المال السياسي أحد أبرز التحديات التي تهدد نزاهة العملية الانتخابية إذ يُستخدم أحيانًا لكسب الأصوات بالوعود أو العطايا أو لتنظيم مهرجانات وسرادقات ضخمة توهم الناخبين بقدرة المرشح على تحقيق الخدمات.

لكن الحقيقة أن الكفاءة والنزاهة لا تُشترى وأن الإنفاق المبالغ فيه يحوّل الانتخابات من سباق لخدمة الوطن إلى سباق للوجاهة والإنفاق 

 وهذا الأمر يخلّ بمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين.


كلمة السر

رغم كل ما سبق يبقى الناخب الواعي هو كلمة السر في نجاح أي عملية انتخابية تقوم علي الديمقراطية.

فبقدر ما يمتلك المواطن من وعي وثقافة بقدر ما يُقيّم المرشحين بموضوعية بعيدًا عن المال أو الانتماء القبلي.

يستطيع أن يمنح صوته لمن يستحق فعلاً تمثيله من المرشحين لمن يحمل برنامجًا واقعيًا يخدم الناس ويعلم جيدا دوره في سنّ القوانين ومراقبة الحكومة بما يخدم الصالح العام.


ختاما 

 لكي تستعيد العملية الانتخابية توازنها يجب أن يكون هناك سقف واضح للإنفاق الانتخابي إلى جانب دور قوي للإعلام والمجتمع المدني في توعية الناخبين بأهمية دورهم الانتخابي بعيدا عن التأثر بما يسمي بالمال السياسي

 فالانتخابات البرلمانية ليست صفقة بل أمانة ومسؤولية أمام الله والوطن.

  

 وتبقى انتخابات مجلس النواب فرصة لتجديد الأمل في مستقبل أفضل

لكن بشرط أن نختار بعقولنا لا بعيوننا وبمبادئنا لا بمصالحنا

فالمستقبل لا يُشترى بالمال بل يُصنع بالإرادة والنزاهة والكفاءة 

ومن يصنع المستقبل حقًا هو الناخب الواعي والمواطن المسؤول

وفق الله الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد.

google-playkhamsatmostaqltradent