حكايات نفسية
بقلم : د. هند أحمد
استشاري نفسي وأسري
حكاية انتصار
فتاة عادية، تعيش حياة طبيعية بين الدراسة والأصدقاء والعائلة. كل شيء كان طبيعيًا جدًا، حتى بدأت تشعر بتغيرات لم تفهمها؛ مثل استمرار الأرق الذي فسّرته والدتها بأنه نتيجة اقترابها من حدث مهم، وهو مرحلة الثانوية العامة.
لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك؛ إذ بدأت تفقد الحماس للأشياء التي كانت تحبها وصارت تعاني من تعب لا يزول بالراحة. في البداية اعتقدت أن الأمر مجرد ضغط مؤقت بسبب الدراسة، لكن الأعراض تطورت سريعًا، ففقدت شهيتها، وبدأت تشعر بثقل على صدرها وكأنها محاصرة.
ومع مرور الوقت ازدادت حالتها سوءًا فصارت تبكي بلا سبب واضح، وبدأت تفقد ثقتها بنفسها. عند هذه المرحلة قررت أسرتها عرضها على طبيب نفسي. وبعد جلسة طويلة وفحص دقيق شُخِّصت حالتها بالاكتئاب.
كانت لحظة صادمة للفتاة وأسرتها، لكنها مثّلت بداية جديدة. فقد أوضح الطبيب أن المرض النفسي لا يقل أهمية عن المرض العضوي، وأن العلاج متاح وفعّال. ثم وضع لها برنامجًا علاجيًا يجمع بين:
العلاج النفسي (المعرفي السلوكي).
العلاج الدوائي الذي يساعد في تنظيم كيمياء المخ.
كما درّبها على استراتيجيات جديدة مثل:
تنظيم يومها بأنشطة صغيرة تمنحها شعورًا بالإنجاز.
ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس.
مشاركة مشاعرها مع صديقتها المقرّبة دون خجل.
كتابة يومياتها لتفريغ الضغوط.
ومع مرور الوقت، بدأت ترى تحسنًا واضحًا. لم يكن التعافي سريعًا، لكنه كان حقيقيًا. وبعد أن صارت أكثر وعيًا بنفسها وبمشاعرها، انتصرت على المرض، لأنها خرجت منه أكثر قوة وصلابة.
هل تحب أن أجعل النص في صياغة مقال صحفي قصير يصلح للنشر في جريدة، أم تفضل أن يظل في شكل قصة ملهمة كما هو الآن؟
