الانقلاب الشمسي الشتوي أطول ليالي العام وبداية الشتاء فلكيًا
عماد الدين محمد
في مثل هذا اليوم، 21 ديسمبر من كل عام، يشهد العالم ظاهرة فلكية مهمة تُعرف بـالانقلاب الشمسي الشتوي وهي اللحظة التي تميل فيها أشعة الشمس إلى أقصى الجنوب، ما يجعل هذا اليوم أقصر نهار وأطول ليل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إيذانًا ببداية فصل الشتاء فلكيًا.
ويحدث الانقلاب الشتوي نتيجة ميل محور الأرض بزاوية تقارب 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى اختلاف توزيع ضوء الشمس على سطح الكوكب على مدار العام.
وفي هذا اليوم، تكون الشمس عمودية تقريبًا على مدار الجدي، بينما تنخفض زوايا سقوط أشعتها في المناطق الشمالية، فتقصر ساعات النهار وتطول ساعات الليل.
أهمية فلكية ومناخية
يمثل الانقلاب الشتوي نقطة تحول مهمة، إذ تبدأ بعدها ساعات النهار في الازدياد التدريجي حتى الوصول إلى الاعتدال الربيعي في مارس. كما يرتبط هذا الحدث بتغيرات مناخية ملحوظة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، وزيادة فرص تساقط الأمطار والثلوج في بعض المناطق.
طقوس واحتفالات عالمية
عبر التاريخ، حظي هذا اليوم باهتمام كبير لدى العديد من الحضارات القديمة، التي ربطته بدورات الحياة والخصوبة وتجدد الطبيعة. ولا تزال بعض الشعوب تحتفل به حتى اليوم بفعاليات رمزية وثقافية تعكس ارتباط الإنسان بحركة الكون.
رسالة علمية
ويؤكد علماء الفلك أن الانقلاب الشمسي الشتوي لا يشكل أي خطر، بل هو ظاهرة طبيعية منتظمة تعكس دقة النظام الكوني، وتُعد فرصة لتعزيز الوعي الفلكي لدى الجمهور، خاصة مع تزايد الاهتمام بالعلوم الفضائية.
وهكذا، يمر هذا اليوم كل عام حاملاً معه رسالة كونية مفادها أن الضوء يعود دائمًا، حتى بعد أطول الليالي ظلامًا.
