هل تخلت مصر عن القضية الفلسطينية؟ بين الواقع والتاريخ
كتبت - منى منصور السيد
مصر ظلت على مر العقود داعماً أساسياً للقضية الفلسطينية، واعتبرت هذه القضية جزءًا من أمنها القومي وأحد مكونات سياستها الخارجية.
ومع ذلك، فإن المتغيرات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية أحياناً تُثير تساؤلات حول مدى التزام مصر بالقضية الفلسطينية ودورها الراهن منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، لعبت مصر دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية.
قدمت الدعم العسكري في حروب عدة، مثل حرب فلسطين عام 1948 وحرب أكتوبر عام 1973.
على المستوى السياسي والدبلوماسي، كانت القاهرة مركزاً للجهود التي تهدف إلى التوصل لحلٍ عادلٍ وشاملٍ للقضية، بما يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
حتى يومنا هذا، تستمر مصر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، حيث تعمل على تسليط الضوء على قضية الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على رفض أي خطط أو اتفاقات تسعى لتصفية القضية أو تهميش حقوق الفلسطينيين.
كما أنها تمثل وسيطاً فعالاً في تحقيق المصالحة الفلسطينية بين الفصائل المختلفة لضمان وحدة الصف الفلسطيني
وهو عنصر أساسي لاستمرار النضال الفلسطيني.
يجب أن يُفهم الدور المصري من خلال السياق الإقليمي والدولي الراهن.
المنطقة تشهد أزمات سياسية واقتصادية تؤثر على الأولويات الوطنية لدول المنطقة، ومصر ليست استثناءً.
إضافةً إلى ذلك، الضغط الدولي والاقتصادي يجعل تحقيق الدعم الكامل للفلسطينيين تحدياً أكبر.
لكن مصر لم تتخلَّ عن القضية الفلسطينية فالدعم موجود وإن كان بشكل يتكيف مع الظروف الحالية.
لا تزال مصر تفتح معبر رفح لدعم الفلسطينيين في غزة، وتوفر المساعدات الإنسانية لهم.
كما تواصل المباحثات الدولية لحث المجتمع الدولي على الالتزام بحل الدولتين كإطار لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

