اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتب عماد الدين محمد- يكتب - سرطان الدراما المصرية

سرطان الدراما المصرية لماذا تغير الهوية والتنصل من كل القيم والأخلاق في الدرام المصرية؟ 





سرطان الدراما المصرية

بقلم الكاتب : عماد الدين محمد


مازلت الدراما التلفزيونية في مصر تخرج علينا بأبشع الصور من العادات والتقاليد التي تفجر كارثة أخلاقية للمجتمع في 

مصر .


لماذا معظم الأعمال الفنية يجب أن تحتوي على البلطجة والإجرام والفساد الأخلاقي والتعري الجسدي والانحراف الأخلاقي ما بين الفتونة وتجارة المخدرات والسلاح والادمان والدعارة والتفكك الأسري .


ولم نكتفي بكل ذلك بل تغير مفاهيم المجتمع عن الحرية والاستقلال وأن كل شخص من حقه عمل ما يريد كيفما يريد من عصيان وإنحرفات أخلاقية  تمرد وخيانة. 


لقد شاهدنا خلال ما مضي من شهر رمضان الكريم ما يقرب من ٨٠ عمل درامي لم يخلوا معظمهم من قنابل  موقوته تهدم كل القيم وكل تعليم الأديان وكل العادات الجميلة وتزرع في عقول الشباب حرية الإنحراف والتمرد .


وأعود بالفن بالزمن الجميل زمن عندما كان للفن رسالة هادفة تخدم المجتمع وترتقي به وتحاول أن تجسد الخير والفضيلة وتزرع الانتماء للخير .


كان للشر والإنحراف الأخلاقي وأبطال الشر نهاية معروفة تحتوي على رسالة تحذر من عواقب إتباع كل طرق الشر وأن الخير ينتصر في النهاية وأبطال الشر ينالون شر الجزاء ويتملكهم الندم وينهرهم المجتمع .


ولكن الآن وكما تنقل لنا الأعمال الفنية المعروضة الظالم لا أحد يقدر عليه والقانون والعدالة ليس لها قيمة عنده مقابل المال والسلطة والفساد .


أصبح تاجر المخدرات أسطورة والبلطجي حامي الحمى والعاهرة سيدة مجتمع والتفكك الأسري وعقوق الوالدين حرية .


وأصبح الإنتحار حق للتخلص من الحياة القاسية وقتل الزوجة لزوجها حق للتخلص من ظلمه أو لإفساح الطريق للنزوات والخيانة .


والسرقة جريمة المجتمع والنصب شطارة. 

ماذا حدث للفن ؟

وهل أصبح سلاح لهدم الأمم

بعدما كان رسالة تنوير وتوعية .


لقد سبق لي أن تحدث في إحدى اللقاءات علي شاشة التلفزيون من قبل عن أن الوضع أصبح يحتاج إلى التدخل السريع من الأجهزة الرقابية المختلفة سواء من الرقابة الفنية أو الأزهر الشريف لمنع تلك السفاهات والتجاوزات التي تهدم الأمة وتأخذ بشبابها إلى طريق النهاية والضياع .



حتى بعض الأعمال التي تحمل قصة جميلة وهادفة كان لبد من إدخال الإنحرافات الاخلاقية وأعمال البلطجة بها وكأن تلك الإنحرافات هي من اساس نجاح العمل الفني من وجهة نظر صناع الدراما التلفزيونية في مصر.


إن تلك الأعمال الفنية الهابطة ومن وجهت نظري ما هي إلا مخطط لهدم الأمة وقتل شبابها وزرع الفساد ونشر الفحشاء في عقول الشباب والكبار .


ما جعل إنتشار الجريمة والبلطجة والإدمان والتحرش

والخيانة الزوجة والتفكك الأسري والإنتحار والإغتصاب والتعري وهدم اللغة والدين والأخلاق شيء عادي وثوب من التطور في ظل ضياع رسالة الفن والفنان.


ما جعل عقول الشباب محصورة في أشياء أبعد ما يكون عن الدين و الثقافة والابتكار والتقدم .


وأذكر ما حدث منذ عصور في الأندلس :

عندما أراد أعداء الإسلام أخذ الأندلس من المسلمين أرسلوا جاسوس ليعرف حال المسلمين فيها وحين وصل هذا الجاسوس إلى غرناطة

وجد غلام يبكي فقال له ما يبكيك

 يا غلام ؟

 فقال له الغلام : أطلقت سهم لإصيب عصفورتين فأصبت واحدة فقط .

فقال له : ألهذا تبكي؟ 

فقال الغلام نعم  

فرجع الجاسوس إلى قومه 

وقال : ليس الآن .

وبعد أعوام عاد الجاسوس إلى نفس المكان فوجد شابا يبكي فقال له ما يبكيك أيها الشاب؟

 فقال له :

اهدتني محبوبتي منديل  طار مني مع الرياح 

فقال لها ألهذا تبكي ؟

قال الشاب نعم

فأسرع إلى قومه فقال لهم الآن الآن .

ولا ننسي حديث رسول الله صل الله عليه وسلم 

قال : «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» 

فقال قائل : مِن قلة نحن يومئذ؟ 

قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن» فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت» صدق رسول الله صل الله عليه وسلم. 


لذا أكرر أن تلك السموم الدرامية يجب أن يتوقف بثها وتداولها وصناعتها وهذا دور الرقابة الفنية والأزهر الشريف ووزارة الداخلية التي يقع على عاتقها الثقل الأكبر جراء محاربة من يساهم في نشر الفساد الأخلاقي والبلطجة والإتجار  بالمخدرات والإدمان كل ذلك يساهم في صناعة مجرم وبلطجي و صناعة الجريمة  بكل أشكالها وتعتبر تحريض للفساد وانتشار الجريمة وأعتقد أن هناك العديد من القضايا تثبت صحة ما سبق .

google-playkhamsatmostaqltradent