اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

عودة أخلاق الآباء والاجداد

الصفحة الرئيسية

عودة أخلاق الآباء والاجداد 




عودة أخلاق الآباء والاجداد 


بقلم : د. محمد إسماعيل 


في زمن تسارع فيه التغيير وأصبح المظهر يطغى على الجوهر نفتقد كثيرا لمعان إنسانية كانت تشكل جوهر الحياة وقيمها باتت الشهادات والتخصصات النادرة معيارا للتفاخر بينما تناسينا أن العلم لا يكتمل بلا أخلاق ولا قيمة له إن لم يزينه الأدب والاحترام.


نرى اليوم سباقا محموما نحو الماديات حيث أصبح التفاخر بما نملك هو المعيار الذي يقاس به النجاح نتنافس على أحدث صيحات الموضة وأرقى الوجهات السياحية وأغلى المقتنيات وكأننا نسعى للتميز عبر المظهر الخارجي فقط لكن هل توقفنا للحظة وسألنا أنفسنا هل نتطور حقا؟  أم أننا نبدل القشور ونهمل الجوهر؟





لقد كان أجدادنا يعيشون حياة أكثر بساطة لكنهم امتلكوا من القيم والمبادئ ما جعلهم عظماء في عيون أبنائهم وأحفادهم  لم يكن لديهم شهادات عليا ولم يتخرجوا في أرقى الجامعات.


 لكنهم كانوا أساتذة في الأدب ومعلمين في حسن المعاملة وخبراء في احترام الكلمة والمبدأ كانت كلمتهم عقدًا، وموقفهم ميثاقًا وإيمانهم يقينا.


كانوا يحترمون الصغير قبل الكبير ويعطون كل ذي حق حقه يقدرون العلم ولكنهم لا يجعلونه مقياسا وحيدا لتقييم الآخرين لم يكن الجهل عيبا ولكن سوء الخلق كان مرفوضا ومستهجنا كانوا يعلمون أبناءهم أن الشهادة ليست سوى ورقة أما القيم فهي ما يصنع الإنسان الحقيقي.





اليوم ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي نشهد تراجعا في منظومة القيم والأخلاق والزوق العام أصبح الأدب استثناء واللطف ضعفا والصدق سذاجة بينما أصبحت الجرأة في غير محلها تعتبر شجاعة والصراحة الجارحة تسمى قوة شخصية أصبح الناس يقاسون بما يملكون وليس بما يحملون من قيم ومبادئ.


لقد غرقنا في بحر التكنولوجيا فتقاربنا رقميا وتباعدنا إنسانيا أصبحت العلاقات قائمة على المصالح والأحاديث مليئة بالمجاملات الزائفة لم نعد نسمع عبارات الاحترام كما كان في السابق ولم نعد نرى حسن التعامل كسمة طبيعية في الحياة اليومية.


في خضم هذا التغيير نحن بحاجة إلى سباق جديد سباق نحو الأخلاق والقيم يجب أن ندرك أن النجاح الحقيقي لا يقاس بعدد الشهادات أو حجم الممتلكات بل يقاس بمدى تأثيرنا الإيجابي في حياة الآخرين بمدى احترامنا لأنفسنا وللآخرين بقدرتنا على نشر الخير والعطاء.


علينا أن نعلم أبناءنا أن العلم وحده لا يكفي وأن النجاح الحقيقي هو مزيج من المعرفة والأخلاق علينا أن نعود إلى الجذور إلى القيم التي صنعت رجالا ونساء كانوا رموزا للنبل والصدق والوفاء.


العلم نور لكنه لا يضيء درب صاحبه إن لم يكن مشبعا بالأخلاق  الأدب زينة لكنه لا يكون حقيقيًا إن لم ينبع من القلب احترام الآخر لا يتطلب شهادة بل يتطلب وعيا ونبلًا فلنحرص على أن يكون تقدمنا شاملا لا يقتصر على التطور المادي والعلمي بل يمتد ليشمل القيم والمبادئ.



ليتنا نجمع علم اليوم مع أخلاق الأمس فنحقق معادلة الحياة الحقيقية.

العلم بلا أخلاق لا يساوي شيئا والأخلاق بلا علم تبني مجتمعات أصيلة.

دعوي لبدء حمله قويه تحت عنوان 

عودة أخلاق الآباء والاجداد.

google-playkhamsatmostaqltradent