اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

شعب واحد أذهل الاستعمار بتماسكه أمسية فى حب مصر

 شعب واحد أذهل الاستعمار بتماسكه أمسية فى حب مصر 





كتب - د. عبد الرحيم ريحان


تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو

 وزير الثقافة

 وبدعوة من الدكتور أشرف عزازي

 الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والدكتور محمد عبد الغني

 مقرر لجنة التاريخ والآثار.


 عقدت ندوة بعنوان 

"الشخصية المصرية فى تاريخ الفترة المسيحية"

 بقاعة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة.


أدار الندوة الدكتور محمد السيد محمد عبد الغنى أستاذ التاريخ اليوناني والروماني بكلية الآداب جامعة الأسكندرية ومقرر اللجنة.



شارك بها حسب الترتيب الألفبائى الدكتور اسحق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية والدكتورة مارى ميساك أستاذ الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان .





وأشار الدكتور اسحق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية إلى فضائل مصر من خلال كتابات المؤرخين المسلمين وأوضح أن مصر لؤلؤة بيضاء حين يعم الفيضان وعنبرة سوداء بما يجلبه الفيضان من طمى النيل وزمردة خضراء بعد إنبات الزرع بماء النيل وفى أرضها الخصبة وديباجة رقشاء بعد حصاد المحاصيل.



وأكد أن المخزون الحضارى داخل الشخصية المصرية له دور فى غرس منظومة القيم واصفًا مصر بأنها هبة النيل وهبة المصريين وفجر الضمير ورمز الوسطية والاعتدال يميل شعبها إلى الاستقرار والمرونة والتكيف مع الظروف.


وعرض لسير القديسين فى عصر الشهداء وسير الرهبان وكيف انتقلت الرهبنة من مصر إلى العالم وسير البطاركة من القديس مار مرقص إلى قداسة البابا تواضروس الثانى البطريرك رقم 118، ومشاهير أطباء القبط فى العصر الإسلامى ومؤسسو معهد الدراسات القبطية.


وأشارت الدكتورة مارى ميساك كيبليان أستاذ الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان إلى 4 شخصيات كان لها دور وطنى وثقافى فى حماية التراث وهم المعلم إبراهيم الجوهرى والبابا كيرلس  الرابع بابا الإصلاح ومرقص سميكة باشا وإيزاك فانوس.


وكان المعلم إبراهيم الجوهرى وزيرًا للمالية وأنفق الكثير على الثقافة والتعليم ولم يفرق بين مسلم ومسيحى وله مدفن بمجمع الأديان بمصر القديمة وتقوم وزارة السياحة والآثار على ترميمه لفتحه مزارًا سياحيًا ضمن مزارات مجمع الأديان.


أمًا البابا كيرلس الرابع فكان واسطة بين مصر وأثيوبيا للعلاقات الجيدة بينهم ورفض التوسط لإعفاء المسيحيين من التجنيد وأنشاء المدارس والمطابع فى القاهرة والمنصورة.


ويعد مرقص سميكة باشا صاحب الفضل الأول فى تجميع الآثار القبطية وإنشاء المتحف القبطى المتحف الوحيد فى العالم المتخصص فى العمارة والفنون القبطية وهو من اختار واجهة الجامع الأقمر الفاطمى لتكون نموذجًا لواجهة المتحف القبطى والذى حافظ على الآثار القبطية من الاندثار.





والفنان إيزاك فانوس هو رائد فن الأيقونات والموزايك وقد حافظ على استمرار الفنون القبطية وازدهارها.


واختتمت الدكتورة مارى ميساك كيبليان بأن كل هذا يتأتى من منطلق الشخصية المصرية التى تتسم بالمودة والتعايش فى بيئة خصبة ساعدت على كل هذا وهى أرض مصر المقدسة.


وكانت من الندوات الثرية جدًا حيث أبدع المشاركون فى عرض دور الشخصيات القبطية فى تاريخ مصر على مر العصور وأبدع القامات الكبرى من كبار العلماء الدكتور محمد الكحلاوى أستاذ العمارة الإسلامية بآثار القاهرة ورئيس مجلس الآثاريين العرب والدكتور أيمن فؤاد سيد المؤرخ الكبير والشهير على مستوى مصر وكافة أرجاء الوطن العربى والدكتور أحمد الشربينى عميد آداب القاهرة الأسبق ورئيس اتحاد المؤرخين العرب والدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بآثار القاهرة والدكتورة علا العجيزى عالمة المصريات الشهيرة عميد آثار القاهرة الأسبق فى مداخلات جسّدت روح الوطنية من واقع التاريخ والآثار.


وأكد الدكتور محمد الكحلاوى  أن مخربشات الأديرة هى كتابات للحجاج المسلمين حين تستضيفهم هذه الأديرة للتزود بالطعام والماء فى طريق الحج.


ونوه إلى أن مصر من البلاد التى استقبلت الإسلام والعروبة أى الدين ولغة القرآن الكريم عكس بلاد أخرى مثل إيران كما أن المسيحيون كانوا يعيشون فى بلاد مثل المغرب فى أحياء خاصة ولكن فى مصر لا نعرف حى للمسيحين وآخر للمسلمين بل البيت الواحد يضم عنصرى الأمة.


وأشار الدكتور أيمن فؤاد سيد إلى أن اللغة العربية انتشرت فى مصر بعد 400 عام من الفتح الإسلامى وقد ساهم الأقباط فى تعريب الدواوين واستخدام اللغة العربية التى أصبحت لغة المعاملات الحكومية والتحادث بين المصريين ولغة القداس داخل الكنائس.


وأوضح الدكتور أحمد الشربينى أن تلاحم الشعب المصرى وتآلف نسيج الأمة كان حائط الصد ضد قوى الاستعمار التى حاولت اللعب على هذا الوتر فأثبت لها شعب مصر أنه شعب واحد ورفض حتى مصطلح الأقليات فى مصر فلا يوجد أقليات لأننا شعب واحد لا تعرف المسيحى من المسلم إلا عندما يتوجهون إلى دور العبادة.






وطرح الدكتور جمال عبد الرحيم سؤالًا لماذا اختار مرقص سميكة واجهة الجامع الأقمر بالذات لتكون واجهة المتحف القبطى فى تلاحم لن تجده إلا فى مصر؟ كما تساءل عن استخدام لقب المعلم فى المسيحية والإسلام على السواء وأجاب الدكتور محمد الكحلاوى بأن هذا يعود لفكرة الثنائية أو السمترية فى الفن الإسلامى، وبخصوص لفظ المعلم اتفق المشاركون بأنه يعنى الأول فى مهنته المتفوق في عمله.


واختتم الدكتور محمد عبد الغنى مقرر لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للآثار والذى أدار الجلسة بحنكة وبراعة قتحولت لأمسية فى الوطنية بأنه يتمنى استكمال هذه الندوة بأخرى ترصد تأثيرات الشخصيات القبطية فى شخصية مصر نفسها وأضاف شخصيات قبطية عديدة يجب إلقاء الضوء على دورها الوطني ومنها الدكتور يونان لبيب رزق ودوره العظيم فى قضية طابا واللواء باقي زكي يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط برليف في سبتمبر عام 1969 والتي تم تنفيذها في حرب أكتوبر عام 1973 وغيرها من الشخصيات.


وتعد هذه الندوة من الندوات الثرية تاريخيًا وأثريًا ووطنيًا نتمنى إذاعتها عبر كل الفضائيات باعتبارها درسًا فى الانتماء والوطنية تزرعه هذه القامات التى تحدثت فى الندوة وشاركت بمداخلاتها بروح لن تجدها إلا فى شعب مصر وهذه الروح هى التى تحافظ على تراب الوطن وهى حائط الصد فى أى وقت ضد كل من تسول له نفسه مس أمن مصر.


من الجدير بالذكر أن الندوة يعاد بثها عبر صفحة أمانة المؤتمرات على فيسبوك وقناتها على اليوتيوب نتمنى من كل الشباب متابعتها ومن الفضائيات وكل وسائل الإعلام نشرها على نطاق واسع.

google-playkhamsatmostaqltradent