اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المتاحف حراس الذاكرة وتحديات التراث في ظل الإشعاع الحضاري ودمار غزة

 المتاحف حراس الذاكرة وتحديات التراث في ظل الإشعاع الحضاري ودمار غزة 




كتبت / منى منصور السيد

تحت رعاية الأستاذ الدكتور علاء عبدالهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب أقيمت في ديسمبر ألفين وخمسة وعشرين ندوة بعنوان المتاحف ذاكرة وطن وإشعاع حضارة ونقطة ضوء على آثار غزة المدمرة نظمتها لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة.

استهل الكاتب والأديب عبدالله مهدي رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة كلمته مؤكداً على ضرورة أن تبقى أرض المتحف للمتحف مشيراً إلى أهمية المتاحف كذاكرة حية للشعوب تحافظ على الإرث الثقافي والحضاري. كما سلط الضوء على متحف بورسعيد القومي وأهميته التاريخية ودعا إلى استغلال المواقع المجاورة مثل فنار بورسعيد ومبنى قبة هيئة قناة السويس والبيت الإيطالي لإقامة أنشطة فنية وثقافية تعبر عن حضارة المتوسط. وتناول مهدي دور المتاحف في نشر المعرفة والترفيه وصيانة الآثار، مؤكداً على أهمية تقنيات تصميم التطبيقات للمتاحف باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز لإعادة إحياء التراث وجذب الزوار، بهدف جعل زيارة المتحف تجربة فاصلة تؤثر على جودة حياة الزائر.

من جانبه، أشار الأستاذ الدكتور جلال أبوبكر أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة المنيا إلى أن المتاحف لم تعد مجرد دور عرض للآثار بل هي مؤسسات ثقافية تعليمية تهدف للبحث والدراسة. واستشهد بتعريف الايكوم (ICOM) للمتاحف كمؤسسات غير هادفة للربح. كما تطرق إلى علم المتاحف كتخصص مستقل، وإلى تنوع المتاحف إلى تراثية وفنية وتاريخية وعلمية وتعليمية وعامة، مع ذكر ملحقاتها مثل قاعات العرض المؤقت ومراكز الترميم ومتحف الطفل والمكتبة والحديقة المتحفية.

وفي سياق متصل، تحدث الباحث محمد حمادة المرشد السياحي عن آداب زيارة المتاحف والمحافظة على الآثار، مستشهداً بقصة رحلة تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف المصري الكبير، مشيراً إلى الجهود الهندسية المبذولة لنقل التمثال العملاق الذي يزن ثلاثة وثمانين طناً حفاظاً عليه من التلوث والاهتزازات.

وقدم الأب يسطس الأورشليمي، الباحث في التاريخ والتراث المصري الذي عاش في الأرض المحتلة فلسطين لأكثر من اثني عشر عاماً، عرضاً مؤلماً عن آثار غزة المدمرة، مستعرضاً المواقع الأثرية قبل وبعد تدميرها في الهجوم الإسرائيلي. وسرد قائمة طويلة من الآثار الفلسطينية التي تعود للعصور البرونزي والفينيقي والروماني والبيزنطي والإسلامي، مشيراً إلى تدمير مواقع بارزة مثل خان يونس والجامع العمري الكبير ومسجد السيد هاشم ومسجد الأبيكي وغيرها نتيجة القصف الإسرائيلي.

وفي الختام، شددت الندوة على دور المتاحف في الحفاظ على الهوية الثقافية، وعلى ضرورة التوعية بأهمية الحفاظ على التراث في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها فلسطين ومصر، كما دعت إلى تطوير تقنيات العرض المتحفي لجذب الأجيال الجديدة وضمان استمرارية التواصل مع الماضي الحضاري.

google-playkhamsatmostaqltradent