ليس مجرد بلد
بقلم : منال الشبيني
مرت الدقائق والساعات مرت وكأنها دهر وجاء وقت الوصول .
بدأت أشاهد بيوتا صغيرة تبدو من بعيد كاللآلئ تقترب وتقترب .
فجاة إذا بصوت يُخرجني من هذا التأمل العميق ،كان نداء كابتن الطائرة يعلن عن قرب موعد الوصول ويطلب من السادة المسافرين ربط الأحزمة فقد اقتربنا من مطار الكويت الدولي دقائق ونهبط إن شاء الله بسلام.
نشاط وحركة سريعة هنا وهناك .
وهنا بدأت أشعر بالتوتر لقد عاد لي الشعور بالخوف من جديد ، يا إلهي ما تلك الرعشة التي أشعر بها وبدأت لحظة الصفر نعم إنها لحظة الصفر لبداية حياة جديدة .
وبدأت تجول بخاطري كثير من
التساؤلات ؟؟؟
كيف ستكون الأيام القادمة ؟
وكيف سيكون المستقبل ؟
دقات قلبي سريعة ما هذا أهو الخوف من المستقبل؟ وما يحمله لي مع علمي أنه غيب والغيب لا يعلمه إلا الله .
وفجأة بدأت أشعر بالاستسلام للواقع وأشعر بهبوط ولا أعلم أهو هبوط الطائرة أم هبوط دقات قلبي من الخوف
والمجهول ؟
وتذكرت كلام أمي وكأنها تعيش معي اللحظات بروحها تذكرت عندما أكون خائفة وأرتمي بحضنها فتذكر الله فتسري الطمأنينة بقلبي حينها رددت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر رددتهم حتى شعرت بالطمأنية وعادت دقات قلبي لطبيعتها ، عادت وكأن شيئا لم يكن ، ما هذا الإرتياح فقد ارتاحت نفسي وهدأ قلبي وهدأ معه محرك الطائرة فقد استقرّت الطائرة بسلام في أرض الكويت .
وبكل إيمان وثقه بالله وبكل قوة وإصرار قررت أن أكون على قدر من المسؤولية أعلم أنه اختياري فقد تربيت على أن أتحمل مسؤولية قراراتي وعاهدت أسرتي أن أكون صورة مشرفة لهم ولوطني الحبيب مصر فأنا الآن سفيرة لوطني في هذا البلد ، سيشاهدون بلدي من خلالي.
وهنا تذكرت دعوة أمي وكانت آخر جملة سمعتها منها قبل مغادرتي :
" الله يوقف لكِ أولاد الحلال"
تمنيت أن تلازمني تلك الدعوة كل ثانية وكل دقيقة تمر علي .
وبدأت الطمأنينة تلمس قلبي
وأنا اتعجب من أين جاءتني تلك القوة؟ من أين جاءت تلك الطمأنينة، لعلها دعوة
أمي تلازمني وتتحقق بركاتها
بقبول الله تعالى.
يتابع ....