اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

ندوة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر : العبث بآثار مصر خيانة عظمى

 ندوة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر : العبث بآثار مصر خيانة عظمى





كتب - د .عبد الرحيم ريحان


عقدت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ندوتها الشهرية لشهر فبراير تحت عنوان ( قراءات في مصر القديمة ) وقد حذر الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة كل صاحب ولاية على الٱثار المصرية من العبث بهذا الإرث الحضارى، أو إهماله ، لأن ذلك يعد خيانة عظمى لذاكرة الحضارة الإنسانية وجريمة كبرى في حق ذاتنا الحضارية.



وأوضح الكاتب عبدالله مهدى أن الحضارة المصرية القديمة قد حظيت باهتمام العالم بأسره، وخصص لها علم باسم مصر وهو علم المصريات الذى يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة وعمارتها ولغتها وٱدابها وفنونها .... منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد.






وأكد مهدى أننا في حاجة ماسة لإعادة قراءة هذا الميراث الفكرى والثقافي لعلماء المصريات أجانب ومصريين، وإعادة قراءته بشكل تحليلى يوظف مهارة التفكير الناقد، من خلال ملاحظة جميع التفاصيل التى تقرأ، وغربلتها حتى نخلص إلى الاستفادة الكاملة.



أسرار الأهرامات

وعرض عالم المصريات العالمى الدكتور حسين عبد البصير كتابه ( أسرار الأهرامات ) موضحًا أن الأهرامات المصرية من أكثر الآثار التي تثير خيال الناس في العالم كله، ويحاول هذا الكتاب أن يجيب عن الكثير من الأسئلة مثل لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟ وكيف بنى المصريون القدماء الأهرامات؟ وما أول هرم في تاريخ العمارة المصرية القديمة وفي تاريخ العالم؟ وما عدد الأهرامات المصرية القديمة؟ وما آخر هرم تم بناؤه في مصر القديمة؟ وما هم مجانين الأهرامات؟ وهل بنى البعض أو كائنات فضائية الأهرامات المصرية؟ وهل هناك علاقة بالماسونية والأهرامات؟ وغيرها الكثير والكثير من الأسئلة التى تشغل أذهان الجميع حول العالم.





وأكد عالم المصريات الكبير الدكتور حسين عبدالبصير بأن هذا الكتاب المهم سعى فيه إلى توضيح الحقائق العلمية الأثرية عن الأهرامات المصرية بطريقة علمية مبسطة تقدم أحدث المعلومات عن الأهرامات المصرية منذ أقدم العصور إلى عصر الدولة الحديثة.



ويعد كتاب ( أسرار الأهرامات ) أهم كتاب حديث يتكلم بلغة عربية علمية مبسطة في مجلد واحد وهو محاولة جادة وجديدة لتقديم الأهرامات المصرية وفقًا لأحدث الاكتشافات الأثرية في مصر.



الدين فى مصر القديمة

وتحدث الباحث والروائى والإعلامى محمد جراح عن ( الدين والسياسة في مصر القديمة ) وقد وصل المصرى القديم إلى مستوى متميز من الرقي الخلقى وعمل بدأب على فلسفة الحياة من حوله ومن ثم بدأ في مراقبة ودراسة الظواهر المختلفة من حوله  فالسماء بها من الأسرار ما لا يعرفه ، والأرض إن جادت له ببعض خيرها، فإن فيها هى الأخرى مالم يدركه، فنظر إلى الرياح والعواصف والفيضان وغيرها ، وما فاق قدراته ساسه بالتدين فعظّم قوى وقدّس أخرى، ثم انتقل الباحث محمد الجراح إلى نظريات الخلق ، فذكر بأننا لا ننفى تأثر المصرى القديم بشرائع سماوية ربما ظهرت في ذلك التاريخ القديم ، ولكننا للأسف لا نستطيع إثباتها بما نملكه من ٱثار.



وتوقف الجراح مع قصة الخلق الأول، وكانت نظرية عين شمس الأقدم واستمرت طوال حكم الأسرات المصرية ... وتعد الأهرامات رموزًا لعبادة ( رع ) 

 كما احتوت أسماء ملوكها على اسم رع 

( جدف رع / خفرع / منكاورع ...)

وظل ( رع ) هو الأبرز وديانته الأولى حتى نافسه

 ( ٱمون ) اعتبارًا من عصر الدولة الوسطى، والتصق اسمه بأسماء كثير من الملوك، كما تسيد لفترة في عصر الدولة الحديثة، وٱخى المصريون بين الإلهين وبرز لنا إله جديد هو ( ٱمون رع ) وقد عاد اسم رع ليلتصق بأسماء الملوك ومنهم الرعامسة.



ورغم تعدد المعبودات، إلا أن المصرى القديم استطاع أن يدير تلك المنظومة ويفسرها بما يرضى نفسه التواقة إلى المعرفة، والاحتكام إلى شريعة تنظم العلاقة بين البشر والخالق ، ثم غاص ليجيب عن سؤال جد مهم وهو كيف استفاد العرش من العقيدة في توطيد وتأكيد سلطانه؟



فالكاهن إلى جانب الملك ، وأوضح الباحث بأن المعابد والمقابر والأهرامات في عصر الدولة الحديثة فسرت معنى الدين وقدمته للناس فكان مردوده عظيمًا ، وأكد الجراح بأن من يدعى أن السخرة هى من أنجزت بناء الأهرامات ، مردود عليه فالعمائر الدينية تتأثر بالأوضاع الاقتصادية في زمنها ، بما يعنى أن من بنوها كانوا يعملون ويتقاضون مقابل عملهم وكدهم ، أما الطاعة والاقبال على ذلك سببه أن الملك خليفة الله على الأرض.



وتوقف الجراح مع عصر الدولة الحديثة الذى استطاع فيه المصرى القديم دحر الهكسوس ، ولولا الإيمان الذى يسكن القلوب لكان المصريون قد نسوا وتكاسلوا ..والفريد في الشخصية المصرية أن الغالب مولع دوما بها ومهموم بتقليدها على نحو ( الهكسوس / البطالمة ) .. واتفق باحثنا محمد الجراح مع ٱخرين على أن الأمة المصرية أمة وسطا منذ القدم ، ولم تجنح إلى التعصب أو الشطط ، وأكد بأن المصرى لم يحمل سلاحًا في مرة ليقاتل أخاه ..بل حمله دفاعًا عن الأرض.



المرشد فى آثار سيناء

وتحدثت الباحثة ابتسام محمد أبوزيد عن كتاب

 ( المرشد في ٱثار سيناء ) للدكتور عبدالرحيم ريحان الذى صدر عن دار ( عين حورس ) للنشر والتوزيع باللغتين العربية والإنجليزية، في إطار مشروع التجلى الأعظم فذكرت أن هذا الكتاب توقف مع اسم سيناء وجغرافيتها ، وٱثار ما قبل التاريخ ، وطرق سيناء التاريخية ومعبد سرابيط الخادم وٱثار الأنباط بسيناء ، وتشمل ٱثار قصرويت بشمال سيناء والفرضة البحرية لميناء دهب البحرى ، وهو الموقع الذى يخدم الميناء، ويشمل المخازن وفنار لارشاد السفن ومنازل العمال، كما حوى الكتاب كما أوضحت الباحثة ابتسام محمد أبوزيد الٱثار المسيحية بسيناء وتشمل دير الوادى بطور سيناء وأبرشية فيران وكنائس شمال سيناء وكنيسة جزيرة فرعون بطابا ودير سانت كاترين.



كما تطرقت الباحثة ابتسام محمد أبوزيد ، إلى ما ورد في الكتاب من الٱثار الإسلامية في سيناء ، وتشمل حصن رأس راية بطور سيناء ، وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ، والحصن البيزنطى بجزيرة فرعون ، وقلعة الباشا أو الجندى بوسط سيناء على الطريق الحربى لصلاح الدين طريق صدر وأيلة 

( العقبة حاليا )، وقلعة نخل على طريق الحج المصرى القديم، والنقطة العسكرية المتقدمة بنويبع والتى تعد أقدم مركز بوليس في سيناء وفي مصر عامة .



وقد علقت الدكتورة رانيا الوردى أستاذ اللغة الألمانية بجامعة عين شمس قائلة إن كتاب

 ( المرشد في ٱثار سيناء ) للدكتور عبدالرحيم ريحان  مهم جدًا لمعرفة تاريخ هذه القطعة الغالية من أرض مصر عبر العصور، من خلال ٱثارها ... فهى معلومات موثقة، ومهمة للاستفادة بها في تعريف الناس بمشروع التجلي الأعظم وأهمية سيناء الحضارية والروحية.



فجر الضمير

وقام الكاتب والأديب عبدالله مهدى بعرض كتاب (فجر الضمير) لعالم المصريات الأمريكى جيمس هنرى برستيد، والذى صدر عام ١٩٣٤ وترجمة الدكتور سليم حسن عام ١٩٥٦



وقد دلل برستيد في هذا الكتاب على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول بل في مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، فنشأ الضمير الإنسانى بمصر وترعرع ، وبها تكونت الأخلاق النفسية ، وذكر الكاتب والباحث عبدالله مهدى أن برستيد أخذ يعالج في كتابه ( فجر الضمير) هذا الموضوع منذ أقدم العهود الإنسانية، إلى أن انطفأ قبس الحضارة في مصر حوالى عام ٥٢٥ قبل الميلاد.



كما أكد الباحث والكاتب عبدالله مهدى أن برستيد قضى بكتابه هذا على الخرافات والترهات، التى كانت شائعة بين السواد الأعظم من علماء التاريخ القديم والحديث قضاءً مبرمًا، وهى أن الصين والهند وبلاد اليونان كانت مهد الحضارة العالمية وعنها أخذ العالم الحديث، والواقع أن مصر هى التى أخذ عنها العالم حضارته .



وأوضح الباحث والكاتب عبدالله مهدى أن روائع المؤلفات اليونانية القديمة والتى نسج على منوالها الكتاب الأوروبيون قديمًا وحديثًا ، يرجع في عنصره إلى أصل مصرى قديم ، وقد دعم برستيد هذا التأكيد بالوثائق الأصلية القديمة.



وقد قسّم برستيد في كتابه ( فجر الضمير)

 تاريخ الإنسانية إلى عصرين بارزين

الأول عصر كفاح الإنسان مع المادة والقوى الطبيعية والتغلب عليها نهائيا، والثانى عصر كفاح الإنسان بينه وبين نفسه الباطنة، وذلك حينما أخذ ضميره يبزغ وأخلاقه تتكون، ويقدر برستيد زمن كفاحه المادى بنحو مليون سنة ، فقد بدأ منذ أن عرف كيف يدون أفكاره بالكتابة، ويقدر عمره بنحو خمسة ٱلاف عام تقريبا.



ويتوافق الكاتب والباحث عبدالله مهدى مع برستيد في تأكيده على أننا مازلنا في مستهل عصر تكوين أخلاقنا، وأننا على أبواب مملكتها الشاسعة المترامية الأطراف، والوصول إلى نهاية حدود تلك المملكة أهوال ومصاعب شاقة .



وقد علقت الدكتورة سميرة سليمان بأن مصر سباقة في كل شىء، فالصحة النفسية عند المصرى القديم كان لها وجود بيّن وواضح، وأوردت أمثله على ذلك من أقوال ونصائح الحكماء المصريين القدماء .



الجيش فى مصر القديمة

وعرضت الباحثة سهيلة على كتاب الدكتور عبد الرحمن ذكى (الجيش فى مصر القديمة) موضحة أن الجيش فى مصر القديمة لم يقتصر على طبقة المجتمع العليا فقط بل وصل الى تجنيد عامة الشعب الى جانب بعض الجنود المرتزقة و تألف الجيش المصرى قديمًا من وحدات حربية تحت قيادة ضباط محترفين تفرغوا للأعمال الحربية، وكان هناك بيتين للسلاح، بيت للوجه القبلى وآخر للوجه البحرى، ويشمل بيت السلاح عدة مديريات (مصالح) و هكذا نرى الجيش فى مصر لم يكن يقوم على السخرة أو السلب بل كان جيشًا منظمًا على الإدارة الحربية فى عدته وعتاده.



وكانت الخدمة العسكرية في الدولة القديمة أجبارية فكانت كل مقاطعة تجند الجنود للعمل في المحاجر

 أو للقيام بالأعمال الحربية ولم تكن الخدمة العسكرية وراثية، ومع ذلك كان معظم الرجال الذين أدوا الخدمة العسكرية يحرصون على إدخال أولادهم في التجنيد، وكان يؤخذ المجند وهو صغير السن إلى التجنيد حيث كان يتعلم كيفية الرمي بالقوس واستخدام بلطة القتال والدبوس والرمح وكذلك كانوا يتدربون على الألعاب الرياضية التي تجعل الجسم مرنًا وعند الانتهاء من التدريب كانوا يدمجون في الفرق المحلية ويمنحون امتيازات الجند.



الحرس الملكي: كان يصرف لهم تعيين يومي مؤلف من رطلين من اللحم وخمسه أرطال من الخبز ومن الامتيازات التي كان يتمتع بها الجندي أن لا يذهب الى السجن ولا يقبض عليه بواسطة السلطة المدنية وكان الجندي يحتفظ بسلاحه.



الرتب العسكرية: كان تنظيم الجيش من فرق وكتائب يتطلب تعيين قادة لمختلف هذه القطاعات الحربية ولذلك كان لكل قائد رتبة عسكرية تتناسب مع نوع قيادته وعرف منها (القائد الأعلى- اللواء- قائد سرية قائد الجنود - المستجدين- رئيس الأسلحة

 أمير الأسطول- قبطان)



التدريب العسكري : كان المجند يلتحق بجماعة من ستة أفراد يطلق عليهم اسم جامون خربوا بمعنى جماعة الناشئين وكان يشرف عليهم مقدمون أصحاب رتب محدده وتطلبت تربية الضباط والقادة تحصيل قدر مناسب من الثقافة العامة إلى جانب الثقافة الحربية.



سيرة سليم حسن

تحدثت الباحثة منار محمد عن سيرة عالم المصريات المصرى الكبير الدكتور  سليم حس، ولد عام 1886 بأحد قري ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية، توفي والده وأشرف على تربيته وتعليمه الأم والأخت 

 درس في مدرسة المعلمين التي أنشأها أحمد كمال أحد الصامدين أمام الأجانب في أعمال الحفر والتنقيب وتصدى للعمل معهم حيث ضم لها مدرسة الآثار ليتعلم فيها تلاميذه علوم الآثار بمختلف فروعها وكان يدرس بنفسه الهيروغليفية.






ذهب في بعثة بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون حين إقناع أحمد كمال باشا وزير المعارف في ذلك الوقت (ذكي أبو السعود) لإرسال البعثات إلي أوروبا للتفقه في علم الآثار ، إلتحق قبل ذلك بمدرسة المعلمين بعد حصوله على البكالوريا وتم اختياره لإكمال الدراسة بقسم الآثار في المدرسة وتخرج بعد ٣ سنوات نظرًا لتميزه في علم التاريخ، حاول الالتحاق بالمتحف المصري لكن في هذا الوقت كان الأمر مقتصراً علي الأجانب فقط، فلم تتحقق رغبته لكنه واصل اهتمامه بالدراسات التاريخية والأثرية القديمة فظهر نشاطه واجتهاده في هذه الرحلة مبكرًا.



وضع عددًا من كتب التاريخ بالاشتراك مع عمر السكندري استمر تدريسها بالمدارس المصرية زمنًا طويلًا، تحقق ما كان بالأمس حلمًا عام 1921 حين تم تعيين سليم حسن ومعه محمود حمزة وسامي جبرة اللذين كانوا معه تلاميذ لأحمد كمال باشا أمناء مرشحين بالمتحف المصري بعد ضغوط متصلة من الحكومة المصرية، زار فرنسا وانجلترا وألمانيا وكتب عدة مقالات صحفية تحت عنوان(  الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية)، وكانت بمثابة صدمة لأنها كشفت عن الآثار التي تم نهبها ولم يكن المصرين يعرفوا عنها شيء وكان لما ذكره عن ( رأس نفرتيتي ) إهتمام خاص، عام 1928 اشترك مع الأستاذ بونكر عالم الآثار النمساوي في أعمال التنقيب والحفر في منطقة الهرم ثم سافر إلي النمسا وحصل علي دكتوراه في علم الآثار من جامعة فيينا.



فى نهاية الندوة تم توزيع شهادات شكر وتقدير لكل من شارك فيها، واختتم الكاتب والباحث عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر كلمته  بأن اللجنة  ستظل تفجر ينابيع المعرفة والوعى بحضارتنا العريقة بإعادة قراءة مساهمات علماء المصريات الأجانب والمصريين في الكشف عن كنوزنا المصرية.

google-playkhamsatmostaqltradent