اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

وقيدت ضد مجهول

 وقيدت ضد مجهول




     وقيدت ضد مجهول

 كتب - د . عبد الرحيم ريحان


حضرت فيلم سينمائى عرض فى  سبتمبر 1981 ﺇﺧﺮاﺝ وقصة وسيناريو  مدحت السباعي بطولة محمود ياسين وعزت العلايلي وصفية العمري.


تروى قصة الفيلم حكاية صابر الفلاح في حراسة بعض المنشأت لكن لا تلبث أن تقع بعض السرقات أثناء نوبة حراسته، حتى يتم نقله إلى منطقة الأهرامات حيث لا توجد هناك أشياء قابلة للسرقة وتقع المفاجأة عندما تتم سرقة هرم خوفو وتبدأ رحلة البحث عن الجناة.


توقفت أمام كل هذا وأنا أرقب وأرصد ما يحدث فى موقع مسجل تراث عالمى باليونسكو ممفيس ومقبرتها، منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور سجلت عام 1979 لعدة معايير.


1- يمتل بناء الأهرامات إبداع بشرى مميز لحضارة المصريين القدماء فى البناء من حيث الحجم وطريقة البناء والموقع وعلاقته بانعكاسات الشمس لضبط أوقات الحصاد، ومن حيث التكوين الداخلى السرى الذى عجزت أمامه عقليات كثيرة لحل سر الأهرامات وكيفية رفع أحجارها وقت البناء علاوة على المصاطب والمقابر المنحوتة فى الصخر.





2- تقف هذه المنطقة شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالعمارة الجنائزية فى عهد مصر القديمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل.


3-  اقترنت المنطقة بأحداث كثيرة على مدار تتويج الملوك بممفيس وعلى أحداث إنشاء الأهرامات ومدينة العمال وبمعتقدات الحياة بعد الموت والفكر الجنائزى للأهرامات كمقابر.


4- احتلت أهمية استثنائية لأول حضارة عرفت على وجه الأرض لأن ممفيس عاصمة مصر من 2700 إلى 2150 قبل الميلاد، ولعبت دورًا بارزًا فى تاريخها حتى العصر الرومانى حتى أن تتويج الإسكندر تم فى ممفيس، أمّا الأهرامات الثلاثة فترجع إلى تاريخ 2500 قبل الميلاد.


5- تعد فى حالة حفظ جيدة وهناك صيانة وقائية دورية، كما تمثل قيمة استثنائية لما توفره من موارد ناتج الدخل السياحى .


ومنذ 25 يناير هذا العام وتتوالى مشاكل غريبة على مجتمع الآثار ولم نسمع عنها من قبل، بدأت بالإعلان عن مشروع القرن من داخل حفرة أسفل هرم (من كاو رع) فى غياب الوزير ثم ردمت الحفرة بعد عودة معالى الوزير تلاها تسريب فيديو لمعاملة الآثار كالطماطم فى سقارة تلاها تسريب فيديو عن دخول بلدوزر موقع حفائر مسجل تراث عالمى بسقارة وأحدثها اليوم حيث قامت المرشدة السياحية سارة الطحان بتصوير مياه جوفية بمنطقة الأهرامات، وكل مشكلة مما سردناها كفيلة بتحويل كل المسئولين عنها إلى جهات التحقيق وإبعاد من تثبت إدانته عن أى مناصب قيادية، ولكننا حتى الآن نجد كل هذه المشاكل تقيد ضد مجهول، وبالطبع إذ لم يكن الأمناء على هذه الآثار هم المسئولين فربما توجه التهم إلى الجمهور نفسه محليًا وإقليميًا ودوليًا باعتباره أساء تقدير الأمور ويجب إحالة الجمهور للتحقيق.


مشروع القرن

من البداية طرحت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان  رؤيتها العلمية فى مشروع القرن كعادتها فى كل المواقف التى تخص الآثار وأصدرت بيانها عن رفض مشروع تكسية الهرم الأصغر لعدة أسباب.


1- ممفيس ومقبرتها، منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور مسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 1979 بناءً على معايير معينة يجب أن تلتزم بها مصر ممثلة فى وزارة السياحة والآثار ومنها ضمان السلامة والأصالة.





2- هناك مواثيق دولية للترميم يجب الالتزام بها مثل ميثاق البندقية لترميم وحفظ المعالم والمواقع وضعها مجموعة من المتخصّصين في الحفاظ المعماري بعد انعقاد مؤتمر دولي لهم في مدينة البندقيّة الإيطاليّة عام 1964، والتي توفِّر إطارًا دوليًا للحفاظ والترميم للمباني التاريخيّة.


3- لا يوجد دليل علمى على اكتمال هذه التكسية حيث أن الملك من كاو رع نفسه لم يكمله ولا ابنه شبسكاف أكمل هذا التكسية.


4- لا يوجد أدلة علمية تؤكد أن جسم الهرم سوف يتقبل إعادة تركيب الأحجار دون حدوث أضرار.


5- هناك بعد بصرى وجمالى حرص عليه المصرى القديم وتعود عليه كل زوار الهرم من مصريين وأجانب والتكسية ستؤدى إلى تشويه الهرم.



6- لا يوجد أى تأكيد من أن الأحجار المتناثرة حول الهرم الأصغر كانت أحجار التكسية فهى غير مشذّبة وغير معروف هل تخص هرم من كاو رع فقط أو باقى الأهرامات، ولم تستخدم قبل ذلك لأن المصرى القديم كان يجلب الحجارة بشكلها الغشيم ويقوم بتشذيبها فى الموقع لاستخدامها والأحجار حول الهرم الأصغر غير مشذبة كما أعيد استخدامها ونحت منها تماثيل فى عصر مصر القديمة نفسها، وبالتالى فلا تتوافر أحجار كافية للتكسية.



7- الآثار المصرية ليست حقل تجارب لمن يدفع أكثر فالقضية ليست من سيتحمل التكاليف، ففى عام ١٩٧٨ فشل الدكتور يوشيمورا كرئيس للبعثة اليابانية فى بناء هرم صغير فى المنطقة وتحمل النفقات بالطبع واعطيناه كل الموافقات ليقوم بتجربة فى آثارنا وفشل فى ذلك ورفض المصريين فكرته من البداية.



إهانة الآثار

أعلنت حملة الدفاع عن الحضارة رؤيتها بخصوص مقطعين فيديو الأول للدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق يعلن عن كشف أثرى فى يوم التراث العالمى 19 أبريل 2020 ، والفيديو الآخر مجموعة من الأشخاص يتعاملون مع الآثار بشكل مهين كأنها أقفاص طماطم وبطريقة تعرضها للتدمير





وأوضحت الحملة أن الفيديو يظهر العبث بآثار مصر المسجلة تراث عالمى باليونسكو وتوجهت بعدة أسئلة إلى معالى وزير السياحة والآثار هل هذه الآثار مسجلة أم غير مسجلة منذ اكتشافها عام 2020 ؟


 وهل هى آثار مخصصة للتصوير فقط ومن يضمن لنا عدم سرقة جزء كبير من هذه الآثار منذ عام 2020 ؟ 


وما هو موسم الحفائر وكيف كانت تدار أعمال الحفائر فى هذا الموسم من واقع التقارير اليومية للحفائر والتقارير العلمية؟ 


وأين تحفظ اللقى الأثرية المستخرجة من هذا الموسم؟



وأوضحت الحملة  فى تقرير علمى نظام التعامل مع اللقى الأثرية حين اكتشافها حيث يتم وضع (تاج) على كل قطعة أثرية أثناء اكتشافها وهو نوع من الورق المقوى ورقة مستطيلة 10 سم طول ، 5سم عرض، يسجل عليها رقم حفائر يشمل رمز البعثة العالمة فى المنطقة ورمز الموقع ورقم مربع الحفائر ورمز لنوع اللقى الأثرية فخار أم خزف أم معادن ويتم تصويرها فى الموقع أثناء الاكتشاف لتظهر فى خارطة التقرير اليومى للحفائر الذى يرفق بالتقرير اليومي لأعمال الحفائر.



ثم تنقل الآثار بعد توثيقها فى الموقع بشكل علمى فى وجود إخصائى الترميم كل قطعة بمفردها ليتم التعامل معها أثناء الاكتشاف ومعالجتها معالجة مبدأية للحفاظ عليها ، وتنقل بشكل سليم إلى معامل الترميم بالموقع للترميم العاجل وتنشيفها لو كانت مبللة أو معالجة الصدأ فى العملات والقطع المعدنية  بعدها يتم تسجيل القطع المستخرجة بدفتر يوميات الحفائر الموقع يوميا من رئيس البعثة ومعتمد من مدير عام المنطقة التى يتم بها العمل.



وفى نهاية الموسم يتم اختيار القطع التى تسجل بصفة نهائية فى دفاتر التسجيل الرسمية وتشمل بيانات خاصة باسم البعثة المكتشفة وتاريخ الاكتشاف وموقع الاكتشاف ومقاسات القطعة ونوع المادة وتوصيفها توصيفًا دقيقًا وتأريخها وحالتها الفنية ووضع صورة أو أكثر للقطعة ورسم لها بمقياس رسم لو أمكن وتحفظ بمخازن الآثار وتشمع بالشمع الأحمر بخاتم آحد الآثاريين ولا تفتح إلا بلجنة متخصصة فى أمن الوزارة ووجود شرطة السياحة والآثار، وتحفظ القطع الخاصة بالدراسة من كسر الفخار أو الخزف فى مخازن أخرى وتسجل أيضا فى دفاتر خاصة بالدراسة.



وأشارت الحملة بأنه بخصوص الفيديو الأول الخاص بالدكتور خالد العنانى فهو واضح مفهوش كلام، أمّا الفيديو الثانى التى أعلنت وزارة السياحة والآثار أنه فيديو قديم أيام كورونا وتبرر التعامل بهذه الطريقة مع الأثر بظروف كورونا.





فإن حملة الدفاع عن الحضارة شكت فى ذلك أولًا لإعلان الوزارة أنه أيام كورونا ولا يوجد أى شخص فى الفيديو يضع كمامة، ثانيا كيف يكون فيديو بنفس تاريخ فيديو الدكتور خالد العنانى فى 19 أبريل والأشخاص به يرتدوا بلوفرات تحت القميص وفوقه سويتر مما يؤكد أنه مصور فى شهر شديد البرودة مما يعرف فى مصر من الشهور القبطية طوبة ويكون بين يناير وفبراير.


ومن هذا المنطلق طالبت حملة الدفاع عن الحضارة بعرض الفيديو على لجنة فنية من خارج وزارة السياحة والآثار لتحديد تاريخه بالضبط.



بلدوزر سقارة

أرسل أحد الأشخاص لحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان صورًا كارثية فى حق الآثار وهى وجود بلدوزورات فى موقع حفائر سقارة المسجلة تراث عالمى استثنائى باليونسكو عام 1979 والتى قالت عنها اليونسكو "أنها احتلت أهمية استثنائية لأول حضارة عرفت على وجه الأرض فهى عاصمة مصر من 2700 إلى 2150 قبل الميلاد"



وفى هذه المنطقة التى تعد أول حضارة عرفت على وجه الأرض وبمخالفة لكل النظم المتعارف عليها دوليًا فى أعمال الحفائر العلمية رأينا بلدوزورات تعد كارثة بكل المقاييس فى أى موقع حفائر.



وتوجهت حملة الدفاع عن الحضارة إلى معالى وزير السياحة والآثار أحمد عيسى للرد على هذا الأمر ما هى مهمة هذه البلدوزورات فى موقع حفائر؟ وفى أى موسم حفائر؟ وما مصير الآثار التى تم استخراجها فى هذا الموسم؟ وكيف كانت تدار أعمال الحفائر فى هذا الموسم من خلال تقارير الحفائر اليومية؟



وأكدت أن هذا المنظر المروّع ينم عن ممارسة مرفوضة فى كل النظم والمعايير الخاصة بالحفائر وتعد جريمة كبرى فى حق الآثار لا يقوم بها إلّا أشخاص لا ينتمون إلى هذه الحضارة ولا يهمهم شأنها ويحرصون فقط على تشويه معالمها وجمع أكبر قدر من الآثار وهذا ما فعلته سلطة الاحتلال الإسرائيلى أثناء احتلال سيناء.



وأكدنا من خلال التقارير العلمية لبعثة آثار يابانية مصرية مشتركة برئاسة الدكتور مؤتسو كاواتوكو فى منطقة تل راية بطور سيناء انتقاد البعثة لاستخدام سلطة الاحتلال الإسرائيلى البلدوزورات فى حفائر عشوائية بالمنطقة أدت إلى تدمير آثارها، وتشرف المنطقة على خليج السويس بطول 1200م



وقد قامت البعثة اليابانية بأعمال مسح أثرى فى منطقة رأس راية من 27 يوليو إلى 12 سبتمبر 2002 ومن 24 ديسمبر 2002 إلى 4 يناير 2003 ، ومنطقة راية هى موقع ميناء المدينة ويبعد 10كم جنوب الطور أما حصن رأس راية فيقع على بعد 200م من خط الساحل و يرتفع 10م فوق مستوى سطح البحر.



وأشار تقرير الحفائر إلى تدمير سلطة الاحتلال للمنطقة السكنية رقم 27 جنوب شرق الحصن بالبلدوزورات الإسرائيلية أثناء احتلال سيناء فى الحفائر الذى قاموا بها برئاسة دهارى وتم تسوية الموقع بالبلدوزر وقامت البعثة بتصوير وتوثيق عجلة الآلة الخاصة بتسوية الأرض بالبلدوزر وهى مغطاة بطبقة رملية بيضاء كثيفة والتى تجمعت بشكل طبيعى بعد التدمير.



المياه الجوفية

واليوم 12 فبراير قامت الآستاذة سارة الطحان مرشدة سياحية بنشر صور لمياه جوفية بمنطقة الأهرامات وذكرت " صورت الصور دى حصريًا من منطقة الأهرامات بالجيزة، هذه المياه نتيجة حفريات في المنطقه وتم نزح هذه المياه إلى الخارج .. بس حقيقى المنظر تحفة بيفكرنا بمنظر الأهرامات قديمًا عندما كانت تطل على نهر النيل"



وذكر أحد المتخصصين رفض ذكر اسمه بأن مجموعة الملك منكاورع الهرمية موعودة بالتعدي عليها وتساءل أين المجلس الأعلى للآثار؟ أين وزارة السياحة والآثار؟ أين منطقة الهرم؟؟؟



بعد محاولة تشويه هرم منكاورع جاء الدور على الطريق الصاعد الخاص بهذا الملك ومعبد الوادي له حيث ورغم تحذيرات استخدام اللوادر فى التنقيب إلا أننا فوجئنا بصور مرعبة لأعمال حفائر فى منطقة أثار الهرم الشهيرة .الحفائر فى المنطقة الواقعة إلى الجنوب من تمثال أبوالهول بالقرب من هرم خنتكاوس وعلى ما يبدو أن القائمين على أعمال التنقيب فوجئوا بارتفاع منسوب المياه الجوفية فى موقع التنقيب وبدلًا من صرف هذه المياه وضخها فى نظام الصرف الصحي أو حتى عبر مواسير إلى ترعة المنصورية قاموا وباللوادر بعمل بحيرة كبيرة وبدأوا فى نقل المياه فيها دون مراعاة لخطورة هذه المياه على سلامة تمثال أبوالهول حيث ستؤدي مياه هذه البحيرة إلى ارتفاع منسوب المياه اسفل تمثال أبوالهول ومعبد الوادي للملك خفرع.



كما أن إنشاء بحيرة بهذا الشكل سيدمر معبد الوادي والطريق الصاعد للملك منكاورع، وكشف الأمريكي جورج ريزنر عن هذا المعبد وكشف فيه عن تماثيله الرائعة الموجودة فى المتحف المصري، وبعض منها فى أمريكا، ونظرًا لأن شبسسكاف ابن منكاورع أكمل بناء هذا المعبد بالطوب اللبن، فقد قام ريزنر بإعادة ردم هذا المعبد حفاظًا عليه، وبالطبع ستدمر هذه المياه المعبد.



إلى جانب هذا وهو الأخطر أن تلك البحيرة غيرت من الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية لمنطقة الهرم وستؤدي الى نمو النباتات والحسائش والبوص والذى ستؤثر بالسلب على منطقة الهرم  وعلى سلامة الهضبة المشكلة من الحجر الجيري.



ومن المعروف أنه تم تنفيذ مشروع لتخفيض منسوب مستوي المياه الجوفية أسفل تمثال أبوالهول وهذا المشروع تم تنفيذه بالتعاون مع الجانب الأمريكي ويتكون من طلمبات ضخ عبر مواسير لتصب فى ترعة المنصورية... والسؤال لماذا لم يتم ربط تلك المياه بنظام مواسير المشروع ؟؟ هل مشروع تخفيض منسوب المياه أسفل أبوالهول متوقف؟؟ 



الزائر لمنطقة للهرم هذه الأيام سيلاحظ نمو نبات البوص أمام معبد الوادي وارتفاع منسوب المياه انقذوا منطقة الهرم من هذا العبث والتدمير.



ويتساءل لماذا تأخر تقرير اللجنة العلمية الخاصة بمشروع القرن؟

ونحن نقدم هذا التقرير العلمى المتكامل لمعالى وزير السياحة والآثار أحمد عيسى ولكل الجهات الرقابية فى مصر وعلى الله قصد السبيل.

google-playkhamsatmostaqltradent