اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

إشراقة السحر القديم : رحلة مثيرة إلى عالم الألواح السحرية وأسرارها الغامضة في مصر القديمة!

إشراقة السحر القديم : رحلة مثيرة إلى عالم الألواح السحرية وأسرارها الغامضة في مصر القديمة!




        إشراقة السحر القديم

   كتبت  - دكتورة ميرنا القاضي

باحثه في علم المصريات والشرق الأدنى


اكتشافات الماضي العريق تحمل في طياتها أسراراً وألغازاً لا تزال تثير فضول البشرية حتى يومنا هذا. ومن بين هذه الاكتشافات الرائعة التي تأخذنا في رحلة عبر الزمن، نجد تمثالاً مسحوراً في المتحف المصري، يحمل في تفاصيله العديد من الأسرار والحكايات الغامضة.



تتميز هذه القطعة الفنية الفريدة بروعة تصميمها وتفاصيلها الدقيقة، إذ تم نحتها على كتلة صخرية سوداء من البازلت الأسود، وتزينها طلاسم هيروغليفية مبهمة. ولكن الأمر المثير للدهشة هو نحت الرجل المبتسم بغموض في آخر التمثال، فهل يكمن في ابتسامته سرٌ ما؟ هل يملك هذا التمثال القوة الخارقة لشفاء المرضى من الأمراض؟





تعود أهمية هذا التمثال إلى أساطير قديمة تداولتها الحضارة المصرية القديمة حيث أصبحت قصة التمثال المسحور تثير حيرة العلماء والعقول الباحثة.

 وهناك اسم آخر لهذه القطعة الفريدة وهو " ألواح حورس الطفل" والتي كانت تستخدم في العصور القديمة لأغراض علاجية وخاصة لعلاج لدغات الحيات والعقارب السامة.



وما يجعل هذه القطعة أكثر جاذبية هو اللوحة الغامضة التي تحملها  والتي تحكي قصة معقدة عن أهمية السحر في مصر القديمة وعالم النجوم المرتبط بالعالم البشري. 



فهل يمكن أن يكون هذا التمثال المسحور هو مفتاح لأسرار عالم السحر والشفاء القديمة؟ هل يمكن أن تكشف هذه الألواح القديمة عن أسرار مزدهرة تعود لحضارة قديمة؟ انضم إلينا في رحلة استكشاف هذا التمثال المذهل واكتشف ما يخبئه في طياته من أسرار وحكايات تجذب العقول وتثير الفضول والتساؤلات.





يعود التمثال لكاهن مصرى قديم يجلس القرفصاء اسمه "دجد حر"

او"دجد – حور" اي "المنقذ" التمثال من الحجر البازلتي الأسود ويبلغ طوله 78 سم وطول لوحة حورس43 سم وعرضه 35 سم. ويستند على قاعدة ارتفاعها 38 سم وطولها 93 سم وعرضها 56 سم اللوحة التي يحملها الكاهن تحتوي بالكامل على نصوص وطلاسم سحرية تهدف إلى حماية الأطفال من الأمراض والسموم . 



تم اكتشافه عام 1909 بمدينة "أتريب" الأثرية بمحافظة القليوبية يعود تمثال الكاهن "دجد - حور" الى العصر المتأخر (حوالي 323 - 317 ق.م.) العصر البطلمي


اللوحة تحكي قصة حورس الطفل ، الذي كان ابنًا للإلهة إيزيس والإله أوزوريس  وكيف أنه تعرض للدغة أفعى سامة وتم شفاؤه بواسطة الإله تحوت ، إله الحكمة والسحر .






يعتبر سرد الأساطير والقصص في الميثولوجيا المصرية القديمة وسيلة لتوصيل الرموز الكونية والمعاني الروحية بطريقة بشرية وتشكيل فهم الناس للعالم والعلاقة بين الكون والإلهة والبشر.



"وصف اللوحه واستدعاء القوى الكونية"


تصف اللوحة دور إيزيس في السحر من خلال قصة تحكي عن مرض حورس الطفل   الذي يدوس على تمساحين يسيران في اتجاهين متعاكسين وأن الرموز المنقوشة تستهدف العالم النجمي. تعتقد أن المصريين القدماء كانوا يرون هذا العالم متصلاً بعالمنا وأنه مصدر الحياة والموت والمرض. ويسمي هذا العالم بالعالم النجمي.






في واجهة اللوحة نرى حورس الطفل وهو يدوس بقدميه 

التمساح يرمز للخطر الكامن الذى لا يراه الانسان . فهو يقبع تحت سطح الماء ويتربص بضحيته, حتى اذا توهمت الضحية أن الماء آمن انقض التمساح عليها من تحت الماء فجأة وبدون مقدمات .


يطأ حورس التمساحين بقدمه كرمز للتغلب على الأسباب الكامنة للأمراض مهما كانت خفية .


حورس الطفل يقف فى المنتصف عاريا متزنا تماما, بالرغم من أنه يقف فوق تمساحين ويحمل فى احدى يديه غزالا والأخرى أسدا .


الأسد والغزال : يمثلان الشراسة والوداعة، وهما من جوانب النفس الإنسانية حورس يحملهما في يديه لإظهار الاتزان فوق  حورس رأس "بس" وهو رمز حماية الأطفال، وهو حماية الطفل حورس أثناء أداء مهمته .


الحيات والعقارب: تمثلان السموم والأمراض. تحيط باللوحة للدلالة على الخطر.


الرمز حكا : يمثل السحر الأزلي أو الكوني، وهو الطاقة السحرية التي خلق بها الكون. يوضع فوق ظهر اللوحة للتواصل مع العالم النجمي.


 يقف حورس في حماية تحوت إله السحر و والحكمة في حماية حتحور  إله الحب و الجمال و النشوة الروحية وفوق رأس حورس صف من القوى الكونية (الكاوات) تقوم بطقوس خاصة لاستقطاب طاقة  (السحر الأزلی) و فوق هذه الكاوات تقف ثمانية من قرود البابون لتحیی اله النور"رع" 


تصف لوحة   نص يحكي عن سقوط حورس صريع المرض و محاولة ايزيس العثور على طبيب ينقذ ابنها و لكنها لم تجد من بين البشر من يمتلك قدرات سحرية على الشفاء من سم الحيات و العقارب و لم تجد ايزيس من يمتلك الكلمات التي تحمل طاقة الشفاء.






فهل يضيع النتر (الكيان الالهی) آتوم ابنها حورس و يتركه يموت ؟!!


رفعت ايزيس ابنها من فراشه و حملته بين يديها و صاحت صيحة شقت السماء 

و بلغت من شدتها أن جعلت ملاحی مرکب (رع)

يتوقفون عن الابحار و ظل الملاحين متوقفين لا يستطيعون المضي قدما في ابحارهم بمركب (رع) بسبب حدة صرخة ايزيس التي أطلقتها فزعا على ولدها وهددت ایزیس ملاحی مركب الشمس بأنها لن تسمح لقارب رع باستكمل طريقه الا اذا شفى الطفل حو(حورس)


و صرخت منادية الكيانات الالهية وطالبة منها المساعدة في شفاء ابنها و أنذرتهم أنه اذا مات حورس فسيختفى النور من العالم . فأجابتها الكيانات الالهيةو أمرت السم أن يخرج من جسد حورس و خاطبت حورس.


بهذه الكلمات:- "انهض یا حورس أن السم فقد قوته و لن يستطيع أن يؤذيك ... لقد شفى حورس و عاد النور و النظام.



كما يتضح من القصة، يتم استخدام طاقة السحر عن طريق التأثير على النترو والقوى الكونية والكائنات الإلهية. الشخصيات مثل إيزيس وحورس ورع وتحوت ليست شخصيات حقيقية، بل هي جزء من أحداث "السب تبي"، أي الزمن الأول في الميثولوجيا المصرية. يُعتبر السب تبي فترة النشأة الأولى للكون وتعتمد قصصها على الأحداث الميثولوجية التي حدثت في ذلك الزمن.



يعتمد الساحر في تفعيل طاقة السحر على استحضار واستقطاب القوى الكونية التي تنتمي لهذا العالم الخفي، الذي يعد أحد الأبعاد الغامضة للكون. من خلال تواصله مع هذه القوى، يمكن للساحر الوصول إلى طاقة سحرية قادرة على التأثير على الحياة والواقع المحيط به.


بالتالي، يصبح السحر في هذا السياق ليس مجرد حيلة أو خدعة، بل هو تعبير عن تواصل الإنسان مع الأبعاد الأعمق للكون واستخدام الطاقة الروحية المتاحة فيها يتمكن الساحر من تحقيق تأثيرات قوية وإيجابية على النفس والبيئة المحيطة به من خلال هذا التواصل والتفاعل مع القوى الكونية.



في مصر القديمة، كان الكهنة يستخدمون الاتصال بعالم القوى الكونية والاستعانة به لعلاج المرضى، تعتبر الرموز الموجودة على ألواح حورس الطفل وسيلة للتواصل مع عالم النجوم، وتعيد التوازن إلى منظومة الطاقة لدى المريض. ويتم ذلك من خلال صب الماء فوق التمثال وتركه يتجمع في حوض صغير تحت أقدام حورس الطفل. يتفاعل الماء مع الرموز الموجودة في التمثال، ويتم شحن الماء بطاقة هذه الرموز القوية. بعد ذلك، يتم تقديم الماء للمريض ليشربه أو يغتسل به، حيث تعمل الطاقة المتواجدة في الماء على إحداث التوازن داخل جسم المريض ومساعدته على الشفاء.



كان القدماء المصريين يعتقدون في ارتباط وثيق بين عالم الطبيعة وما وراء الطبيعة، وكانوا يرى الإنسان موضعًا بين العالمين. ولذلك، لم تكن طقوس المعابد في مصر القديمة مجرد طقوس عبادة، بل كانت طقوسًا مقدسة تقوم بها الأفراد بهدف المشاركة في أحداث كونية. وكان انسحاب الإنسان من هذه المشاركة في الأحداث الكونية يُعتبر كارثة للإنسان والكون في نفس الوقت.



هذا التمثال وقصته الملهمة يُذكّرنا بأن العالم القديم كان يؤمن بالروابط العميقة بين الجسد والعقل والروح، وعندما نحن نعيش في توازن مع الكون ونتواصل مع تلك الالروابط، فإننا نفتح أبوابًا للشفاء والتجديد في حياتنا.


 قوة الابتسامة الساحرة وطاقة الشفاء العجيبة في تمثال"دجد-حور"!


إن ابتسامة الهدوء التي تزين وجه "دجد-حور" تنبعث منها الطمأنينة والسكينة ويعتقد البعض أن لها تأثيرًا ينتقل من التمثال إلى المريض ليساعده على الشفاء هذا الاعتقاد يعزز قوة التمثال ويزيد من ثقة الناس في قدراته العجيبة.



تتجلى قوة الابتسامة الساحرة في تمثال "دجد-حور" كرمز للأمل والشفاء. فهو يعكس الروح الإيجابية والقدرة على التجاوب مع الطاقة السحرية للكون. وبالتالي، يصبح التمثال وجهة مهمة للباحثين عن الشفاء والتجديد الروحي.


لذا أصبح التمثال مقصدا للعديد من للسائحين الباحثين عن السحر والشفاء. فقد يكون له تأثيرًا إيجابيًا على حياتهم وصحتهم، ويعيد لهم الأمل والسعادة في رحلتهم الروحية والعلاجية. 


لذا، لا تتردد في زيارة تمثال "دجد-حور" والانغماس في جماله وقوته الساحرة

قد يكون لديك تجربة فريدة ومثيرة تغير حياتك إلى الأبد.

google-playkhamsatmostaqltradent