سر صحتك الجسمية في نفسيتك
د. ساره نصار
دكتوراة في علم النفس
الحالة النفسية للإنسان لها أثر عظيم في كل الأعراض والشكاوى الجسدية التي يُعانيها الفرد ، فكثيرًا ما يُعاني الفرد من أمراض جسدية وعند الفحص الجسدي والأشعة والفحوصات الطبية يتبين أن ليس هناك أي سبب عضوي يُفسر الشكوى التي يُعانيها المريض ولكن السبب الحقيقي يكمُن فى الحالة النفسية السيئة والضغوط المستمرة التي يمر بها الفرد والتي تظهر في صورة أمراض جسدية وهذا ما يُسمى في علم النفس بالإضطرابات السيكوسوماتية وهى إضطرابات وشكاوى جسمية أسبابها نفسية، وهذا يوضح التأثير المتبادل للنفس والجسد و أن كل منهما له أثر على الآخر ولكن الخطير في الأمر أن الاضطراب السيكوسوماتيك لا يشفى منه المريض إلا بزوال السبب النفسي المُسبب له، فمهما تناول الشخص أدوية وعقاقير طبية أو ذهب لأكثر من طبيب فإنه لا يُعالج إلا بتجاوز السبب النفسي الذي أدخله في تلك الحالة الجسدية السيئة، وهناك فريق في علم النفس يُفسر ذلك أن هناك عضو يكون ضعيف جسمانيًأ وبعد مرور الفرد بحالة نفسية سيئة يتم التنفيس عن هذه الحالة بزيادة الضغط والهجوم على هذا العضو المُعتل فيزداد مرضًا وسوءًا ، وهناك فريق آخر يرى أن التعرض المُستمر للضغوط والحزن والغضب يفجر أزمات جسدية حادة وعنيفة مثل إرتفاع الضغط أو السكري والجلطات التي يُصاب بها الشخص فجأة بعد تعرضه لأزمة نفسية أو حالة شعورية سيئة، لذا يجب أن لا نعطي للحزن مجال للاستمرار والعمل على تجاوز الضغوط والأزمات، وعدم تحميل النفس أكثر من طاقتها وتهوين الأمور الصعبة والتسليم لله في كل شيء والوضع في الإعتبار أن الضغوط والمشاعر السلبية يجب تجاوزها حتى يتفادى المرء الاضطرابات الجسمية وينعم بحياة صحية وسليمة.