اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتبة منال خليل تكتب لم يرفع القلم بعد " ثغرات الألم"

 لم يرفع القلم بعد " ثغرات الألم"





        ثغرات الألم

بقلم : الكاتبة منال خليل


- كلٍ منا يرتدي رداء الحكيم، الواعظ والفيلسوف

يطلق الأحكام ويزايد في مجالس الجلادين 

طالما هو خارج دائرة الإبتلاء والمحنة والتي قد تكون متمثلة في الجلل من المصاب سواء كان فقد كل ماهو عزيز وغالٍ ، وِلد ... بيت .. سبل رزق ومستقبل .. روح وقلب،  أي شريان حياة وقد تمزق قدراً .. عفواً أو غصباً،

فلكل إنسان له الوجيعة العظمى الخاصة به .

-فلا تترصدوا للون الملابس الساترات ولا إبتسامات الصبر أوكحل العيون ...

 إسوارة الذكرى بمعصم ينزف أو ساعة توقفت عقاربها عند الفراق ...

- رجاء لا تقتحموا حياة البشر المتعبين بصوت ناعم وقلب كفحم الحجر ... لتمتصوا ما تبقى منهم من حياة وتمضوا لحيوات أخرى لربما أكثر إمتاعاً 

 لا تزيدوهم من الجراح لهيبا، فقط حتى تثبتوا لأنفسكم شيئا بالقلب مازال مريضاً قاسٍ وإن كان مبرر لديكم ومفروش بإستحقاق يبدو لكم حق و بداخلكم تعلمون تماماً  بأن باطنه " مسلوب " .

- داووا مابكم قبلاً او لا تطيبوا ، فهذا يعود لكم، إذ كنتم راضيين ودمتم بعيدين .. 

لكن ، لا تعبثوا بمنطقة الشعور عند البشر وتدعون تعاطفاً مفقود ومؤقت محسوب، ومحسوم بشبهة انانية ما وتهلكوا أرواحاً على جانبي الطريق ذهاباً وإياباً،  عند تراكم الخيبات العالقة بأطراف إسقاطاتكم.....

- فهل صعب أن تمروا كِراماً على القلوب دون أن تهدوهم خِذلان الخريف في مقابل سوافل الأمور  !!


"رفقاً بما لا تحيطوا به علماً أو تختبروا فيه شعوراً "

- فكل منا يسكن روحه بعض من كراكيب مهلكة وتراكمات وخبرات مع خيبات غير متوقعة ، وتتجول حية بأركان ذاكرة القلب رغماً عنه ترقص على عزف نبضاته قسراً عندما تضطرب شوقاً لما فقد  أو استعباداً لمن أحبه القلب ورحل أو غدر  ... 

الجميع يملك من ثغرات الألم المخفي الكثير والمبدع في ويلات الوجع ... ترفقوا بمن صمت وإنزوى أو أنطفأت فيه الحياة وخمد دون جدال 

 - طيب صدق عبارات القلب والثَغر ... هو العادل الدائم منها بوقت الإحتياج وذلك الإنكسار المرير ... بعض من الوقت الحاني وأيادي تربت وتشد إنحناء ظهر قلب جريح  تهادوا إبتسامات الود وصِلوا الطرق والسبل المقطوعة

لربما ذلك كل ما نستطيع أن نقدمه لجبر وترميم قلوب من حولنا ومساندتهم بالوقت الذي فيه غليان الصدور حزنا وإنكفاء النفس غلباً قد جاوز المدى دون إفصاح 

فعلوّا مؤشرات الشعور بالغير وأستثمروا في العطاء ..فهي دائرة ولابد أن تكتمل حتى تصل إليك وقت إحتياجك...

- تذكروا بأن للمحبة مقامات أيضا مثلما للناس مقامات ، فتمهلوا عند الحكم والرحيل،  ولا تخنقوا أحرف الكلمات .. 

فعند مفارق الوداع لا يوجد هناك متسع للعتاب ... 

فقد زف البعض إلى نفوس البعض الآخر  ما يكفيها من الأتراح لعمر بكامله ... من مداخل الأنانية وحب الذات

واتذكر هنا قول ابن الفارض :

"إنْ كانت مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ ما قد رأيتُ... فقد ضيّعْتُ أيّامي "

google-playkhamsatmostaqltradent