زيارة إلى كهف الجارة أجمل كهوف مصر
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
رحلتنا اليوم إلى أحد الكهوف النادرة فى مصر الذى يجسّد واحة للجمال بصحراء مصر الغربية مستمرين فى رحلاتنا السياحية بربوع مصر المحبوبة مع الرحّالة المهندس فاروق شرف إستشاري وخبير الترميم والمنشآت التاريخية.
يقع كهف الجارة في الصحراء الغربية المصرية بالقرب من واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وهو من أجمل الكهوف المصرية، ويقع بالقرب من كثبان أبو محرق الرملية بالقرب من درب قديم للقوافل يربط واحة الفرافرة في الصحراء الغربية بأسيوط
في صعيد مصر.
يشير المهندس فاروق شرف إلى اكتشاف كهف الجارة عام 1873 على يد المكتشف الألماني
(جيرها رد رولفز)، والكهف يتميز بما يطلق عليه جيولوجيًا رسوبيات الصواعد والهوابط.
ويتكون كهف "الجارة" من مجموعة من المغارات على عمق يزيد عن 50 مترًا نزولًا في باطن الأرض، ونشأ كنتيجة طبيعية للماء النقي ومناخ الصحراء الجاف خلال ملايين السنين، كما يختلف عن جميع كهوف المنطقة في تكويناته وشكل رسوبياته الفريدة من نوعها حيث تبدو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة أشبه ما تكون بشلالات مياه متجمدة، وهي نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلقت هذا الكهف الارضى ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة. وتصل ارتفاعات التكوينات الرسوبية حسب وصف رولفز إلى ثلاثة أو أربعة أقدام.
ويتابع المهندس فاروق شرف أن مدخل الكهف على هيئة فتحة صغيرة فى مستوى سطح هضبة الحجر الجيري التي يقع بها الكهف تعطي انطباعًا للزائر بالهبوط فى حوض صغير من الحجر الجيري يؤدى إلى ممر صغير ضيق يشكل مهبطًا مليئًا بالرمال التي تزحف بفعل الرياح من خارج الكهف إلى داخله بسبب هبوط مستوى الكهف فى الداخل عن السطح فى الخارج.
في مدخل الكهف تطالعك إحدى الحجريات النابتة فى أرضية الكهف على هيئة صواعد والتي تجملها الرسوم الشهيرة أو المخربشات، ومن المدخل إلى ساحة الكهف الرئيسية والوحيدة والتي تغطي مسطحًا هائلًا من التجويف الصخري الملىء بالهوابط الحجرية الرائعة المنظر والبديعة والتي يرسلها الكهف من سقفه نزولًا حتى تلتحم بأرضيته. وتمثل الساحة الأساسية للكهف فى مجملها مسطحًا من 30 مترً مربع بارتفاع من خمسة إلى ستة أمتار.
كان أول مسح أثرى على أسس علمية للرسوم الموجودة بالكهف عام 1990 على يد مجموعة من المتخصصين فى هذا المجال من كولونيا وبرلين والقاهرة وفي بداية عام 1999 وحتى 2002 تمت دراسة الرسوم والزخارف بصورة مكثفة ضمن مشروع علمي متكامل.
ورغم أن الكهف يقع فى منطقة من الحجر الجيري إلا أن التحاليل الجيولوجية قد أثبتت أن رسوبيات الصواعد والهوابط تتكون فقط من الحجر الرملي
ما قد يلقى الضوء علميًا على التاريخ الجيولوجي للمنطقة. ويُفضل عند زيارة كهف الجارة استخدام إنارة لرؤية التكوينات الرسوبية.