زيارة إلى متحف التمساح بكوم أمبو
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
رحلتنا اليوم مع الرحّالة المهندس فاروق شرف إستشاري وخبير الترميم والمنشآت التاريخية إلى أغرب متحف فى العالم، إنسان برأس تمساح يمثل الإله سوبك ( إله الشر) الذي رمز قدماء المصريين حيث كانت تنتشر عبادته في الجنوب، بل وبنى قدماء المصريين معبدًا لعبادته بقرب شاطئ النهر.
ويقع المتحف بجوار معبد كوم أمبو، ويعد أكبر متحف عالمي يخص حيوانًا واحدًا فقط حيث يحتوي على تماسيح محنطة من أيام مصر القديمة.
يشير المهندس فاروق شرف إلى أن التمساح في ذلك الوقت كحيوان مقدس، وتقام له طقوس التحنيط كاملة ويدفن في جبانة خاصة وتدفن معه قرابين تخصه من أوانٍ فخارية مملوءة بالطعام، والدفن كان يتم في شرق النيل في منطقة من الطين الجاف في مجرات خاصة لها قبو تغطى بسعف النخل ويلف بعد التحنيط بلفائف من الكتان.
وتعظيمًا لشأنه كانت عيونه تطعم بعيون صناعية مطعمة حتى يصبح مرهوب الشكل قبل الدفن وبعضها يوضع في مقاصير من الخشب الملون.
إعتمدت فكرة إقامة المتحف فى البداية على وجود غرفة صغيرة كانت على يمين المعبد مخصصة لعرض نماذج لتماسيح محنطة لمشاهدتها وبعد ذلك تم اختيار مبني كان مخصصًا للشرطة لإقامة المتحف بعد عمل بعض التعديلات.
ويشير المهندس فاروق شرف إلى وجود أضخم عرض للتماسيح في العالم وطريقة عرضها تميل على الرمال كأنها متجهة لتقترب من شاطئ النيل علي ضوء القمر باستخدام لمبات صناعية توحي بهذا الجو الأسطوري بالإضافة إلى مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف.
كما يضم المتحف 22 تمساحًا من 50 تمساحًا تم العثور عليها بالمنطقة القريبة من المعبد وتم وضعها في فتارين العرض وتمثل مختلف الأعمار، حيث يعرض تماسيح كانت مازالت في مرحلة الجنين وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة وكذلك مختلفة في الأطوال والتي تصل إلى حوالي 5.5 متر بجانب 8 تماسيح في توابيت ولفائف الدفن.
ويستعرض المتحف كيفية تحنيط التماسيح من خلال خمس مومياوات توضح مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أو الأفراد.
كما يضم المتحف لوحات مختلفة للمعبود سوبك أحد معبودات مدينة كوم امبو
وأيضًا نموذج لمقبرة تحاكى ما تم قاكتشافه من تماسيح محنطة مع توضيح طرق الدفن.