اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الفن القبطي حلقة هامة في شخصية مصر

 الفن القبطي حلقة هامة في شخصية مصر




كتب د. عبد الرحيم ريحان


تمثل هوية مصر جذور تاريخية ممتدة من عصور ما قبل التاريخ إلى عصر مصر القديمة فالفترة اليونانية والرومانية والبيزنطية والعمارة والفنون والثقافة القبطية والعمارة والفنون والثقافة الإسلامية، وقد تكونت شخصية مصر عبر تاريخها العظيم الممتد تأثيره وفكره فى حياتنا حتى اليوم، ومن هذا المنطلق جاءت دراسة الدكتورة شهد البياع المدير العام بوزارة السياحة والآثار والمتخصصة فى الآثار القبطية والتى تجسّد حلقة هامة فى سلسلة التاريخ المصرى وتأثرها بما سبق وتأثيرها فيما بعد

وتوضح الدكتورة شهد البياع أن الفن القبطى  فن أصيل ذو جذور راسخة في الفن المصري فهو وسيط بين الفترات المصرية القديمة والإسلامية، وقد اكتسب طابعه المصرى وجعل منه فنًا وطنيًا، وظهر بصوره شرعية رسمية في القرن الرابع الميلادى، ومع ظهور الرهبنة تطور الفن القبطي تطورًا سريعًا حتى بلغ قمته، وقد ولد هذا الفن في ظل الحكم الروماني ثم البيزنطي ثم اقتصر شيئًا فشيئًا على المجتمع المسيحي بعد الفتح الإسلامى ولا يزال حيًا حتى اليوم متعدد في مجالات شتى منها العمارة، النحت، الرسم والموسيقي ... إلخ

تكّون الفن القبطي تكوين حقيقي بين القرنين الثالث والخامس الميلاديين، أمّا الفترة الثانية من التألق والازدهار كانت في أواسط القرن الخامس حتى نهاية القرن السابع الميلادى، وتمكن من تحقيق طرازه الخاص وشخصياته المستقلة المنفردة منذ أن بدأ بتوجيهات حركة الرهبنة وتلك القوى التي ملكوها وأمتد إليها العالم البيزنطي عامة ووصل الفن القبطي إلى هذا الوضع فى القرن السابع مشاركًا لفنون العالم الأخرى .

الأصل اللغوي لكلمة قبطي

وتشير الدكتور شهد البياع إلى أصل كلمة قبطي ومعناها مصري وكانت الشعوب السامية المجاورة  تسمي مصري قديمًا باسم مصري وهكذا تسمي في الأشورية وسميت في الآرامية وهي اللغة التي كان يتحدث بها السيد المسيح مصرين) وفى العبرية  (مصرايم) و عرفها المسلمون باسم مصر في اللغة السامية بمعني الحد وقد أطلقت الشعوب السامية من أشوريين وآراميين وعبرايين وعرب البلاد المتاخمة لهم  مصر كما أسموا سكانها بالمصريين

ولقد كان اسمًا  لمعبد بتاح من منف ( حه – كا – بتاح ) جاء من هذا الاسم مشتق لغوى ألا وهو " يا فتاح – يا عليم " وأصبحت من التقاليد والعادات الشعبية للمصريين إلى الأن و اليونانيين أخذوا هذا الاسم وأسموها ( إجيبتوس ) وقد ورد هذا الاسم لعدة مرات فى شعر هوميروس ثم انتقل إلى العبرية فأسقط أوله على أنه حرف التعريف ( ال ) كما أسقط أخره على أنه حرف إعراب وبقيت كلمة ( جيبت ) والتي أصبحت بعد ذلك ( قبط ) التي أخذت تدل على السكان أكثر مما تدل على البلد

الفن القبطي حلقة من حلقات تاريخ مصر

وتوضح الدكتورة شهد البياع أن الفن القبطي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتاريخ مصر بأحوالها الاجتماعية والسياسية والحضارية والدينية التي عاشها الأقباط منذ ظهور المسيحية إلى الفتح الإسلامي وأن الأعمال الفنية القبطية لها مكانتها الملحوظة بين الأعمال الفنية الأخرى ثم ينظر إلى الفن القبطي على أنه فن لم ينل حظه من التقدير فالأعمال القبطية في المعابد المصرية القديمة كانت ضحية البحث عما هو أقدم منها فالفن القبطي في أوجهه هو أيقونة جميلة رسمها فنان مبدع وكان الفن حركة وإحساس لا يؤديها التصوير أو النقش بل توحي فيها من تأثيرات فإذ هو يكونها من فيض ذهنه

شخصية الفن القبطي المتميزة وعلاقته بالفن الإسلامى

نجح الفن القبطي في اتخاذ مكانه عالية حيث توصل إلى اتجاه تغلب عليه الزخرفة واضطر إلى ذلك بسبب ظروفه الجديدة ومع ذلك فهو يتماشى مع حيز الاتجاهات الفنية المعاصرة له وذلك بالأعمال القيمة التي كان يقدمها من حين لأخر ولقد قام بدور هام في نقل العديد من التكوينات الشرقية المتأغرقة إلى أوروبا وبث الحياة من جديد فى تكوينها ومازالت تستخدم حتى الأن في تحصيل الفن الريفي فى أوروبا .

والفن القبطي قبل الفتح الإسلامى كان يعرف ب " فن الأقباط بعد الفتح العربي " من القرن الثامن الميلادي إلى القرن الثان عشر الميلادي وهذا يتفق مع مراحل الفن القبطي وهذا يؤكد أن الفن القبطي لم ينتهى بمجيء العمسلمين إلى مصر سنة 641 م بل استمد هذا الفن من قوة دفع الفتح الإسلامي طاقة جديدة أعانته على مواصلة طريقه الطويل ومن الواضح أن فن الأقباط أستمر استمرارًا واضحًا معتمدًا على الدفعة الجديدة التي جاءته قبل فنون المسلمين، والفن المصري عاش عصوره التاريخية ثابت الأصول يستوحى من البيئة المصرية إذ كان الفن القبطي فرعًا منه لا دخيل عليه .

 
google-playkhamsatmostaqltradent