اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أيقونة القديسة بربارة بالمتحف القبطي رمزًا للحب

 أيقونة القديسة بربارة بالمتحف القبطي رمزًا للحب




كتب د.عبد الرحيم ريحان


نعرض نموذجًا للحب والتفانى من أجل الدين من خلال ما رصدته لنا الدكتورة أسماء محمد مهني حسين المدرس المساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة المنيا

ولدت القديسة بربارة في أسرة تتمتع بالثراء لأبوين وثنيين، في مدينة نيقوميديا بآسيا الصغري في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة نيقوميدية من أعمال بيثينية، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها ديوسقوروس الوثني الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه. وتقول الرواية المسيحية أن بربارة تحوّلت إلى المسيحية بعدما راسلت أوريجانس الأستاذ بمدرسة الإسكندرية، وبني لها والدها قصرًا ضخمًا وجهزه بكل وسائل الترفيه والراحة، وأحضر لها أفضل الأساتذة الوثنيين في ذلك الوقت لتعليمها، لكن بربارة لم تكن تهتم بذلك وكانت تتسأل دائمًا، كيف تحكم هذه الأصنام الكون؟؟ وكانت لديها خادمة اعتنقت المسيحية سرًا فكانت تجيب علي أسئلتها وعرفتها بالمسيحية وتعاليم السيد المسيح عليه السلام، وعرفتها بالمعلم أورجانوس الذي أرسل إليها رسالة محورها السيد المسيح وتعاليمه، فاقتنعت بربارة بكلامه ودخلت المسيحية سرًا دون علم والدها، الذي لاحظ تغيرًا كبيرًا عليها من حيث زهدها وطريقة كلامها، فخاف عليها وقرر أن يزوجها من صديقه حاكم إحدى الولايات الذي وعدها بأن تكون أميرة، لكنها أجابت أباها قائلة ( أنت وحيد يا أبي ولن أتركك بمفردك سأكون في خدمتك) فاقتنع والدها بكلامها، وقامت بربارة بعد ذلك بتحطيم كل أصنام القصر، مما أغضب والدها وقرر أن يزوجها قهرًا عند علمه بإيمانها بالمسيحية، ولما خاطبها الحاكم أجابت قائلة ( إن جسدها سوف يفني، أمًا روحها فسوف تظل خالدة مع المسيح في السماء) وأنها لن تترك عقيدتها الجديدة، مما أغضب الحاكم الذي أخبرها بأنه سيعذبها عذابًا أليمًا، لكنها أصرت علي عقيدتها  فقام الحاكم بتعذيبها بإذن من والدها، وحبست في سجن حالك الظلام، إلّا إنها استطاعت الهروب في الحقول بين سنابل القمح، ولكن الجنود تمكنوا من القبض عليها، مما زاد من تمسكها بعقيدتها الجديدة، فقرر الحاكم تعذيبها وقطع رأسها، والذى قام بذبحها بنفسه بكل قسوة هو والدها

وخلّدها التاريخ ولها أيقونة رائعة بالمتحف القبطى بالقاهرة، ويحتفل المسيحيون في بلاد الشام بعيد القديسة بربارة مساء يومي 3-4 ديسمبر من كل عام بتقاليد خاصة، إذ يخرج الأطفال والشباب مساءً في أزياء تنكرية ويطوفون على بيوت الجيران والأقارب والأصدقاء ويعايدونهم فيتم إعطاءهم بعض الحلوى أي ما يشبه هدية العيد، ويرافق الاحتفالات أغاني وأناشيد حيث يخرج الناس إلى ساحات القرى وينشدوا الأناشيد الدينية

google-playkhamsatmostaqltradent