قصص الحب في حياة ملوك مصر القديمة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
إشتهرت قصص حب خالدة فى حياة ملوك مصر القديمة خلدتها آثار وتماثيل ونقوش جدارية ومنها قصة الحب التي جمعت بين الملك أحمس الأول وزوجته أحمس نفرتاري، الزوجة التي شاركته في الحكم وأقام لها معبدًا في طيبة وخصص لها مجموعة من الكهنة لعبادتها وقدّسها الشعب بعد وفاتها كمعبودة فجلست مع ثالوث طيبة المقدس
(آمون وموت وخونسو)
واستمرت عبادتها ٦٠٠ عام بعد وفاتها وحتى الأسرة الـ ٢١، وقد سجل نقش في معبد الكرنك للملك حريحور، أول ملوك الأسرة الـ٢١، متعبدًا للأرباب ( آمون وموت وخونسو وأحمس- نفرتاري)
ومن يدخل المتحف المصرى بالتحرير يبهره تمثال عملاق للملك أمنحتب الثالث تجلس إلى جواره محبوبته «تيي» بنفس الحجم
في دلالة فنية على علو الشأن وعظيم الحب والذى يروى قصة حب الملك أمنحتب الثالث والملكة تيي، وهي القصة التي تحدت العادات والتقاليد، ومن أجلها أمر بتغيير القوانين المقدسة لكهنة آمون؛ حيث كانت «تيي» من خارج الدماء الملكية ولا يجوز زواجهما، ومن أجلها أمر بإنشاء بحيرة شاسعة لمحبوبته العظيمة، ومن أجلها أيضًا أمر بإقامة معبد كرسه لعبادتها في منطقة صادنقا، على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا.
وتزوج الملك أمنحتب الثالث وهو في السنة الثانية لحكمه من الملكة «تيي»
ولم يكن لها أصول ملكية، ولكن والدها ووالدتها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة، وأنجبت له أمنحتب الرابع خليفته
الذي آمن بالإله الواحد ومثله في الشمس (آتون) كعاطية للحياة، وأسمى نفسه أخناتون ومعناه «المخلص لآتون»
وأرسل إخناتون هذه الكلمات الرقيقة لزوجته نفرتيتى عثر عليها ضمن 283 رسالة بتل العمارنة مدينة إخناتون قائلًا لها
أقسمت بك يا إلهي أن تجعلها نورًا في قلبي لا ينطفئ
وتجعلني عودًا في ظهرها لا ينكسر
فهي مني وأنا منها وكلانا سر وجود الآخر
ونفرتيتى تعنى "الجميلة قادمة" التى أنجبت من أمنحتب الرابع " أخناتون" ستة بنات ولم يفكر أن يفارقها، وتشتهر رأس نفرتيتى الجميلة التى عثر عليها بتل العمارنة وتعرض بمتحف برلين حاليًا بالشفاة الرقيقة والعيون اللوزية الساحرة وقد قبلت أن تغادر العاصمة لترافق زوجها فى الصحراء فى عاصمة جديدة "آخت آتون " تل العمارنة وتعينه فى دعوته
وقصة حب الملكة "عنخ أس با أمون" لزوجها توت عنخ آمون وعاشت حياة مليئة بالحب والسرور بالتنزه فى الحدائق والاستمتاع بالعطور، وكانت وفية لزوجها الذى توفى شابًا فى عمر 18 أو 19 سنة وظلت أرملة ولم تتزوج أحد بعده حزنًا عليه .
وخلّد معبدي أبوسمبل أعظم قصة حب جمعت بين الملك رمسيس الثاني، وزوجته نفرتاري (جميلة الجميلات) والتي أطلق عليها في مصر القديمة (المحبوبة التي لا مثيل لها والنجمة التي تظهر عند مطلع عام جديد رشيقة القوام الزوجة الملكية العظمى مليحة الوجه الجميلة ذات الريشتين) حيث بنى لها رمسيس الثاني معبد أبو سمبل الصغير بجوار معبده وأعد من أجلها بوادي الملكات أجمل مقابر تصور الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم وتزدان بالحلي الملكية النفيسة تصاحبها الآلهة.