حكيم عيون أفهم فى العين، تعرف على دويتو الغرام في مصر القديمة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
كلنا نتذكر أشهر دويتو "حكيم عيون افهم في العين وافهم كمان في رموش العين" الذى كتبها حسين السيد وغناها عبد الوهاب مع راقية إبراهيم، ولأن كل شىء فى حياتنا اليوم له أصول مصرية قديمة جاءت دراسة أثرية للدكتور رضا عطية الشافعي المتخصص فى الآثار المصرية القديمة لتؤكد أن قدماء المصريين عرفوا أدب الغزل الذى تمثل فى أغانى الحب وأكثر تلك الأغانى بين فتى وفتاة وكانت تمثل أغنيات يغنيها رجل وهو يضرب على الآلات الموسيقية ثم ترد علية محبوبته وقد أخذا يتناجيان ويذكر كلا منهما للآخر ما يحمله قلبة من شوق ولوعة حتي يحين موعد الزواج وهو ما يعرف الآن بالغناء الدويتو أو الديالوج الغنائى وهو عبارة عن حوار غنائى منسجم فى الأداء واللّحن والصّوت بين الفنانين.
وأشار الدكتور رضا عطية الشافعى فى دراسته إلى بداية الدويتو الغنائى في الوطن العربى منذ عام 1944 فى فيلم رصاصة فى القلبٍ، إذ غنى الفنان محمد عبد الوهاب إلى جانب الفنانة راقية إبراهيم حكيم عيون وفى المسرح غنت فيروز إلى جانب وديع الصافي ونصرى شمس الدين فى العديد من المسرحيات اللبنانية واشتهر بعدها الدويتو مثل أغنية "يا سلام على حبى وحبك" بين فريد الأطرش وشادية في أحد أفلامهما وأغنية "حاجة غريبة" بين عبد الحليم حافظ وشادية في فيلم معبودة الجماهير.
وضم أدب الغزل (شعر الغزل) عند المصرى القديم ثلاث مجموعات هامة سجلت على البردى منذ عصر الدولة الحديثة بجانب العديد والعديد التى سجلت على الأوستراكا (قطع الفخار) ومنها قصيدة تتحدث الفتاة التى وقعت فى الحب عن الطائر والشبكة والطعام والعطر وصيحات الطير قائلة
حبيبي قلبي يتمني حبك
وكل ماتفكر فيه هو لك
انظر، ماذا فعلت جئت اصطاد بشرك في يدي
وأول طائر يهبط يأكل طعامي
وأظافره فيها عبير
لكم أود ان نطلقها معًا
كم يحلو لي أن تكون معي وأنا انصب الشباك
فما أطيب الذهاب إلي الحدائق مع المحبوب
قلبي يوافق قلبك ولن أبعد عن جمالك
ياحبيبي يتوقف قلبي في الكعك اللذيذ أمامي
ولكن طعمه كالملح في فمي
الشراب الذي كان حلو له الآن طعم المرارة
عبير أنفاسك هو مايحي قلبي
يا أجمل كل الناس كم أود أن اشاركك بيتك
زوجة لك كي تضع علي ذراعي ذراعك
ولكنك أدرت عني حبك
ولن تستسلم لليأس وتهون علي قلبها بأن حبيبها بعيد عنها ليلة ثم يعود فتقول
أقول لقلبي بداخلي
غاب عني حبيبي هذة الليلة
وأصبحت كمن في القبر
لأنك أنت الصحة والحياة
حب حبيبي لي هو همي الوحيد
وقلبي معه لا يسكن .
هذا ماشعرت به الفتاه تجاه حبيبها وأفاضت به في شعرها ولكن ماذا كان يقول الفتي المحب وهو يناجي حبيبته التي تعرض عنه وقد أخذ يفكر في طريقة لعله يظفر برؤيتها قائلًا
سأرقد في سريري متمارضًا
فيعودني جيراني
وتعودني أختي (حبيبتي) معهم
وتضحك حبيبتي من أطبائي
لأنها تعرف حقيقة مرضي
ثم يستمر الشاعر المصري (الفتي) فيقول أنه إذا لم ينجح في حيلته تلك فسوف يحتال ليدخل علي حبيبته مع زوارها فيقول
دار أختي
ليتني أكون علي بابها
فإن أغضب ذلك أختي
فإني علي الأقل سأسمع صوتها الغاضب
وسأكون أمامها كالطفل يرتعد خوفًا
وفى قصيدة أخرى حوار بين فتي وفتاة يتناجيان ويظهر كلا منهما حاله في البعد عن صاحبه فيقول الفتي
سبعة أيام حتي أمسي لم أري فيها أختي(حبيبتي)
تملكني الداء وثقلت أطرافي وصرت أنسي نفسي
وتقول الفتاه في ذلك :
ما أسرع دقات قلبي حينما أفكر في حبك
إن حبك غيرني أصبحت اختلف عن الفتيات
فقد صرت لا أعرف كيف ألبس ثيابي
ولا كيف أنظم مراوحي
ولا كيف أضع الكحل في عيني
ولا كيف أعطر جسمي بالعطور.