"الثانوية ليست نهاية العالم "
الكاتب : أحمد سيد رجب
أعزائي الطلاب إن كنتم تعتبرون الثانوية العامة هي نهاية العالم وهي التي ستحدد مصائركم فأنتم واهمون .
الثانوية ما هي إلا خطوة من خطوات كثيرة في الحياة ، ربما تعتقد عزيزي أن درجتك هي كل شيء ولكن ربما نسيت أمرا مهما وهو توفيق الله ، فلربما حصلت على درجة عالية ولم يحدث لك توفيقا في الكلية التي ستدخلها ، ولربما كنت تريد كلية من كليات القمة ولكن درجتك جعلتك تدخل كلية أقل في نظرك ولكنك سرعان ما تفاجأت أنك وجدت نفسك فيها وتكون انطلاقة لمستقبل مشرق لم تفكر فيه مطلقا وكم من عظماء حدث لهم ذلك ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :
1- توماس إيدسون : الذي أنار العالم باختراعه للمصباح الكهربائي لم يكن عبقريا في الدراسة حتى أن المدرسين كانوا يعاملونه على أنه تلميذ غبي .
2- ستيف جوبز الذي ترك الدراسة لأن أهله كانوا لا يستطيعون الإنفاق عليه في دراسته بالرغم أنه كان جيدا في الدراسة ولكنه لم يتوقف ولم يعتبر ذلك نهاية العالم ويرضى بالأمر الواقع فقد اجتهد وأصبح من عباقرة هذا الزمان .
3- بيل جيتس تصدر لزمن قائمة أغنى أغنياء العالم وكان في دراسته ليس بمتفوق إذا أن مستواه لم يكن عاليا ، ولكنه لم يستسلم فقرر أن يعمل بمجال الحاسوب واستطاع تأسيس شركة بيل جيتس ، والغريب أن بعض المهندسين من دفعته والذين تفوقوا عليه أصبحوا يعملون في شركته بل أن العمل في شركته أصبح حلم كثير من المهندسين في العالم أجمع .
أما من العرب فهناك الكثير والكثير وعلى سبيل المثال أيضا لا الحصر
1- الأديب الكبير المتميز عباس محمود العقاد الذي اقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط ؛ وذلك لعدم توفر المدارس الحديثة في أسوان ، ولكنه لم يستسلم للظروف فقد اهتم بتعليم نفسه بنفسه وأتقن تعلم اللغة العربية و الإنجليزية إجادة تامة ، واستطاع أن يؤلف كثيرا من الكتب والدواوين بل إنه كان من مؤسسي مدرسة الديوان في الشعر العربي الحديث وأصبح من كبار أدباء العصر الحديث .
2- الملياردير المصري " عنان الجلالي " قد وصف نفسه بأنه أفشل طلاب الثانوية العامة ، فقد كان يجلس في الصفوف الأخيرة هربا من أسئلة المدرسين ، ولا يحب المذاكرة وفشل عدة مرات في الثانوية ، فقد فقرر السفر للخارج، والتحق بأعمال شاقة، حتى جرى تعيينه في فندق لغسل الصحون، وفي غضون 4 سنوات أصبح نائب مدير الفندق ثم امتلك واحدة من أشهر سلاسل الفنادق في العالم وتحول إلى ملياردير، حسبما روى الإعلامية رامي رضوان ببرنامج «مساء DMC» المذاع على قناة «DMC».
القائمة تطول بنا و تلك كانت أمثلة بسيطة على أن الثانوية وغيرها من المراحل الدراسية ليست مقياسا لتحديد مستقبلك وليس معنى كلامنا أن الدراسة ليست مهمة أو أن تفهم أن تهمش الدراسة ، ولكن حتى تعرف أن درجتك ليست مقياسا على تفوقك في الحياة أو فشلك . فقط كل ما عليك أن تنظر داخلك وتعرف ماذا تريد وتبدأ في تحقيق حلمك مستعينا بالله حاملا في ثناياك أن لك هدف في الحياة يجب أن تسعى لتحقيقه . وثق أن رب الخير لا يأتي سوى بالخير فاعقلها وتوكل .