recent
أخبار ساخنة

"حق النعمة"

 "حق النعمة"





كتبت: شيرين رأفت 


الله سبحانه وتعالى واسع الفضل والجود نعمه علينا كثيرة

قال تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) .

والناس في حالها مع النعم ينقسمون الي ثلاث أصناف

الأول: لا يرى النعم ولا يشعر بها بل يرى أنه محروم ولايرى الا ما يفقده

والثاني : يرى النعم ولكنه آلف وجودها فأصبح لا يدرك قيمة وجودها الا بزوالها 

والأخير : هو من يرى نعم الله عليه حق ويدركها حق الادراك ويلتمسها في كل حياته ويعلم أن لدوام النعم قيد وهو شكر الله عليها ويكون ذلك بحفظها ورعايتها .


وهذا هو الرابح في تلك الحياة لأن الله تعالى قال( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) .

فأنت حين تبصر بأنعم الله عليك صغيرها وكبيرها يتحقق لديك الرضا والسعادة وتدرك قيمتها .

ويزيد شكرك لله فيها،حينئذ يبارك الله لك فيها ويزيدك من فضله فتكون قد قيدت نعم بالشكر من الزوال .

أما من خاب وخسر حقا فهو من أعطاه الله النعم فلم يراها ولم يدركها وبالتالي لم يقيدها بالشكر فزالت عنه وبزوالها أدرك حقيقة وجودها ولكن بماذا يفيد ؟! 

وهناك أمثلة كثيرة للنعم ولكن حديثي اليوم عن نعمه يتعامل معها الناس كحق مكتسب والكثير يتهاون في حفظها أرجوا أن يكون هناك قانونا يجرم إهدارها، 

وهي" نعمة الطعام والشراب".

فقد أمر الله تعالى الإنسان بالتفكر في تكون طعامه، والتأمل في بديع تكوينه. ليقدر نعمة الطعام حق قدرها، فقال عز وجل :(فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنا صببنا الماء صبا* ثم شققنا الأرض شقا* فأنبتنا فيها حبا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبا* متاعا لكم ولأنعامكم).


أيها المسلمون: تلكم النعم تستوجب منا شكر المنعم جل جلاله، عملا بقوله تعالى:( كلوا من رزق ربكم واشكروا له).


إذن فكيف نشكر الله تعالى على نعمة الطعام؟ 


الأم تعد الطعام بالمنزل بقدر فائض عن الوجبات ثم ماذا يحدث لما يتبقى يذهب الى القمامة ونقول (لا نأكل الأكل البايت) ،

الشيف او صاحب المطعم يعد الولائم ثم ما يتبقى يذهب الى القمامة،

ما هذا التهاون بحق النعمة  (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) و بتلك الأفعال نكون من المسرفين الذين لا يحبهم الله،

ونعود نشكي من البركة وضيق الرزق ونحن كل يوم نهدر من نعم الله أطنانا من الغذاء .


البعض يقول طيب ماذا نفعل فيما يتبقى من الغذاء ؟! 

أقول لك الأصل هو الحرص على أن يكون الطعام على قدر الحاجة ولكن في حالة أن تبقى شئ منه هناك عدة وسائل 

منها :  وضحه لنا رسولنا الكريم في قوله : 

(مَن كان له فضلُ زادٍ فَلْيَعدْ به على مَن لا زادَ له).

و يمكن وضع الطعام الزائد في حافظة وتوصيلها للجمعيات الخيرية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ويمكننا أيضا تقديم الفائض من الطعام للحيوانات والطيور ولكن نضعها في مكان بعيد عن القاذورات .


ولذلك نحن ننشاد الجمعيات الخيرية لتكثيف جهودها من أجل حفظ النعمة وجمع بقايا الأطعمة والكساء والدواء واعطائها للفقراء والمحتاجين .

وعلينا جميعاً لندرك النعم وحق شكرها علينا أن نتصور لو حدثت مجاعة ماذا سنفعل وقتها من شدة الجوع بالطبع سنذهب لنمد يدنا في سلة المهملات لنبحث عن شئ نأكله، فكيف وقد انعم الله علينا بنعم وفيرة ونظيفة من الطعام فنسرف فيها ونفسدها ونلقيها بانفسنا في سلة المهملات ألا يستحق من يفعل ذلك ان يعاقبه الله بالفقر والحرمان من النعم؟!  وأخيراً أوصيكم ونفسي ان احفظوا نعم الله عليكم واشكروه فيها فإن بالشكر تدوم النعم . 


google-playkhamsatmostaqltradentX