سوهاج وعيدها القومي ورحلة من البطولات
متابعة - محمد ابو سيف
يحل اليوم العيد القومي لمحافظة سوهاج والذي يحتفل به في العاشر من إبريل من كل عام، تخليدا لذكري تصدى أبناء المحافظة للحملة الفرنسية على مصر.
هذا وتعد محافظة سوهاج واحدة من أهم محافظات صعيد مصر إذ تتميز بمقومات سياحية وأثرية متميزة ومتنوعة، ويستطيع زائريها التمتع بمنتجات متعددة من السياحة منها السياحة الثقافية، والعلاجية والصحراوية، حيث تحتوي المحافظة على عدد كبير من المواقع الأثرية التي تعود لمختلف الحقب التاريخية ومتحف سوهاج القومي والذي يضم عدد كبير من القطع الأثرية التي تلقي الضوء الحضارة المصرية القديمة ونسك الحج إلى أبيدوس بالإضافة إلى التراث الشعبي للمحافظة وأهم حرفها التراثية وصناعاتها التقليدية بالإضافة إلى منطقة وادي بئر العين والذي يعد واجهة لمحبي السياحة الصحراوية وعمل رحلات السفاري وتسلق الجبال بقلب المحافظة لما يتمتع به من جبال شاهقة.
كما يوجد بها مطار سوهاج الدولي والذي يعتبر ثاني أكبر مطار في مصر، الأمر الذي من شأنه يعمل على تشجيع السائحين على زيارتها، فضلا عن وجود مناطق ترفيهية مثل قرية الكوثر السياحية والتي تضم ١٨ شاليه مجهز على أعلى مستوى، وجزيرة الزهور والتى تم انشائها على إحدى الجزر في وسط النيل وتبلغ مساحتها خمسة أفدنة وتضم عدد من الشاليهات السياحية، وجزيرة قرامان والتى تتوسط النيل من الجهة الشمالية لمدينة سوهاج وتعد من الأماكن المتميزة حيث الهواء النقي وجمال المنظر واتساع المساحة.
أما عن المواقع الأثرية بالمحافظة فمنها
مدينة أبيدوس والتي تضم مقابر أم الجعاب وشونة الزبيب وكوم السلطان ومعبدي الملك رمسيس الأول والملك سيتي الأول والجبانة الجنوبية.
مدينة أخميم والتي تقع على الضفة الشرقية للنيل، وتضم مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية من أهمها معبد رمسيس الثاني.
ومنطقة الحواويش وتتضمن جبانتين ، الأولى جبانة الحواويش (أ) وترجع إلى عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني الروماني والعصر الإسلامي، والثانية جبانة الحواويش (ب)، وتمثل جبانة مدينة أخميم عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، ويصل عدد مقابرها نحو 900 مقبرة تؤرخ بعصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول.
هذا إلى جانب مجموعة أخري من المواقع الأثرية منها الرقاقنة والمحاسنة وبيت خلاف، نجح الدير، والمشايخ والعمرة وغيرها.
وتحتوي المحافظة على عددا من الآثار القبطية منها الدير الأبيض والذي يطلق عليه دير الأنبا شنوده أحد أشهر القديسين في تاريخ المسيحية بمصر، و الدير الأحمر الذي يطلق علٌيه هذا الاسم نظرا لبنائه من الطوب الأحمر، وشيده القديس بشاي، و كذلك يوجد دير الشهداء و دير السيدة العذراء بجبل الحواويش.
وتتميز المحافظة بوجود عدد من المساجد الأثرية منها مسجد الأمير حسن بأخميم ومسجد الأمير محمد والجامع الصيني وجامع سيدي جلال ومسجد الأمير عثمان.
هذا وقد اشتهرت محافظة سوهاج بالحرف التراثية مثل صناعة النسيج اليدوي منذ أقدم العصور خاصة بمدينة إخميم حيت يتميز نساجوا سوهاج بإنتاج الحرير الطبيعي والمنسوجات مثل (الكوفيرتات والشيلان والطرح ومفارش السرير).
والجدير بالذكر أن
محافظة سوهاج في مركز متوسط بالنسبة لمحافظات الصعيد حيث تبعد عن القاهرة 467 كم ومن أسوان 412 كم، يقسمها نهر النيل إلى جزئين شرقى وغربى ويحدها شمالاً محافظة أسيوط ، وجنوبا محافظة قنا، وشرقاً محافظة البحر الأحمر، وغرباً محافظة الوادي الجديد.
وتعتبر سوهاج من البلاد القديمة ذات التاريخ العريق، حيث يرجع تاريخها إلى الملك مينا موحد القطرين، حيث حكم مصر من هذه المنطقة، وكانت عاصمة مصر في عهد ملوك الأسرة الأولى والثانية، وتوجد آثار بالقرب من مركز البلينا تدل على وجود المدينة المقدسة "أبيدوس" مركز الحج في عهد الفراعنة، كما يوجد بها معبد سيتي الأول الذي اكتشف عام 1859 ومنقوش عليه في لوحة كل أسماء ملوك مصر منذ مينا حتى سيتي الأول، كما عثر على "كتاب الموتى" وهو أشهر كتاب ديني عن الفراعنة في نفس المنطقة. كما استقرت بعض القبائل العربية بسوهاج في عهد عمرو بن العاص مثل قبيلة "جهينة" العربية.
شعار المحافظة
وتتخذ محافظة سوهاج الملك مينا موحد القطرين شعاراً لها من أبنائها الذين قاموا بتأسيس أول دولة موحدة في العالم القديم (4300 ق.م)، وتحتفل سوهاج بعيدها القومي والذي يوافق 10 أبريل تخليداً لذكرى تصدى أبناء سوهاج لقوات الغزو الفرنسية حينما جاءت بحملتها الشهيرة علي مصر وزحفت بجيوشها إلي الجنوب ولاقت الحملة مقاومة شديدة بمدن وقرى المحافظة وحدثت معارك عديدة أظهرت كفاح المصريين عامة وعدم رضوخهم للذل والاستعباد ومن أهم تلك المعارك التي خاضها أبناء سوهاج هي معركة سوهاج 3 يناير 1799 م – ومعركة طهطا 8 يناير 1799 م – ومعركة الصوامعة – مارس 1799 م – ومعركة برديس 6 أبريل 1799 – ومعركة جرجا 7 أبريل 1799 م.
أما أكبر المعارك التي خاضها أبناء الإقليم فهي معركة جهينة 10 أبريل 1799م حيث كان القتال فيها شديداً حتي أن الجثث كانت تملأ الشوارع لكن المعارك لم تتوقف وأرغمت القوات الفرنسية علي الرحيل منها .. لذلك اختير هذا اليوم ليكون عيداً قومياً تحتفل به المحافظة كل عام.