اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

"لقطات كلاسيكية"

 "لقطات كلاسيكية" 



كتبت : شيرين رأفت 


لا شك أن هناك شخص له بعض السمات الكلاسيكية تجده في كل بيت له طابع خاص لازال يحافظ على بعض ما سلبه منه الزمان من كلاسيكية ، 

تجده لا يزال ينتظر حفل أم كلثوم في الاذاعة الساعة الحادية عشر وكأنه حفل مباشر رغم أنه يستطيع وبسهولة أن ينتقي أي حفل وأي أغنية على اليوتيوب الا إنه يدرك جيدا ما قتلته السهولة من لذة..

 فهو يفضل أن يعود في هذه الساعة الي الوراء لينتظر الحفل متلهفا بشوق ويجلس يستمع باستمتاع .

نفس ذاك الشخص تجده مازال يحب مشاهدة بعض الأفلام العربية القديمة وخاصة يوم الخميس بعد العصر فهي تعود به إلي أيام  الطفولة واللاَّ مسئوليَّة فكان يضع حقيبة مدرسته بمجرد الوصول ليجلس يتناول الغداء ويشاهد الفيلم العربي الأبيض وأسود على القناة الأولى لم يكن الفيلم من إختيارة ولكنه كان الأفضل، لذلك فهو يفعل نفس الشئ الآن  في نفس الوقت فقط ليأخذ رشفة من ذلك الوقت الكلاسيكي المميز .

وفي يوم الجمعة قبل الصلاة لابد أن يدير الراديو على اذاعة القرآن الكريم لتنقل له التلاوة بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد قبل الصلاة ثم الشعائر وكأنه ينبه كل حس داخله بأن اليوم يوما مميز ليس كأي يوم .

أما في رمضان فتجده يبحث في كل قنوات التلفاز عن حلقات الشيخ محمد متولي الشعراوي قبل الإفطار فهي حتما ترتبط معه بلحظات زمنية سعيدة، أنا أتذكر كانت أمي تقول لي وهي في المطبخ تحضر الإفطار ( لما يخلص الشعراوي قوليلي ) نعم فكان انتهاء الحلقة إشعار بأن أذان المغرب على الأبواب لتسرع بإنهاء الطعام .

كذلك قبل الفجر لابد أن يستمع الى الراديو وابتهالات ما قبل الأذان 

لتتهيأ نفسه وينوي الصيام ليوم رمضاني جديد .

نفس الأشخاص هم من يفضلون الإسكندرية عن غيرها من المدن الساحلية الجديدة وتجدهم بمجرد الوصول يسرعون للاستماع لأغنية فيروز شط إسكندرية لترجع ذاكرته الي الوراء فيراها كأول مره 

زارها .

هذا الشخص تجده يقدر قيمة الكتاب فمن المؤكد أن لديه مكتبة تحتوي على كتب عريقة فهو لازال يحب أن يقرأ كتابا في الشرفة وقت الغروب مع إحتساء فنجانا من القهوة قد صنعه في كنكة من النحاس على نار هادئة .

هكذا تجده يخلق لنفسه جو من الكلاسيكية في وسط العصر الصاخب الحديث ولا يعتري كثيرا بالوسائل التكنولوجية الحديثة فوسائلة العريقة تغنيه ..حقيقة أعترف بها أنا أحب هؤلاء الأشخاص وأجد نفسي بينهم ولا أخفي عليكم فأنا واحدة منهم فعلى الرغم من هذا التطور التكنولوجي إلا أنني مازلت أعيش في عهد غير عهدي فأنا أبغض الأنترنت وأجده مضيعه للوقت إلا في بعض الاستخدامات المفيده ككتابتي لمقالاتي ، أفضل قراءة الجرائد عن أي مصادر للاخبار حتى أنني لازلت أحل الكلمات المتقاطعة ، مازلت أغني لأطفالي اغاني الأطفال القديمة التي نشأنا عليها (كذهب الليل، وماما زمانها جاية، وفي البحر سمكة، نعم فأنا لا أعترف إلا بها ومؤمنه بأن غنائي لهم بنفسي أفضل من مائة أغنية يسمعونها عالجوال فالأثر مختلف تماما والذاكرة تسجل تلك اللحظات العريقة .

البعض وصفني بأنني قديمة ولا يعلمون أن تلك الأمور القديمة لي كشراع قارب بدونه أغرق في بحار الحداثة .

google-playkhamsatmostaqltradent