فعاليات مهرجان فرق الأقاليم المسرحية
تقدم عرض مسرحية عين الحياة
بقلم : صلاح الحوتى
- اقليم شرق الدلتا الثقافي
- الادارة العامة للمسرح
- قصر ثقافة المنصورة
- فرقة مسرح الفلاحين
“ الافكار كالاشباح تخرج من مكامنها
لتبرز لنا المعاني وتعبر عنها السنين”
عناصر العمل واهدافه
شاء القدر ان يرسل مجموعة تذهب لرحلة سفاري
مكونة من ثمانية افراد باحثين عن الفسحة والترويح
والتنزه في زيارة لمعالم الطبيعة السياحية على ضفاف
ساحل البحر الاحمر ولديهم وسيلة نقل اتوبيس سياحي
وكان قائد هذه المركبة شخص يُدعى
دسوقي السواق
و مصير كافة الركاب متعلق في رقبته والشيء الطريف ان عم دسوقي لم يسِر عبر الطريق الا مرتين فخدعته اللافتات وانحرف عن مساره الى طريق خطأ والأدهى من ذلك ان عم دسوقي معتاد على شرب المخدرات ومما زاد الامر تعقيدا التّلف الذي أصاب بعض اطارات السيارة وتوقفت تماماً في منطقة مهجورة مما أثار غضب الرّكاب
حاول العم دسوقي البحث عن المساعدة في تلك المنطقة المهجورة.
وٱزداد سخط الركاب فلكل منهم حياة اجتماعية وعادات ومظاهر ومستوى معيشي وطباع تختلف عن حياة عم دسوقي فهو انسان فقير لديه اطفال صغار و مُطالب منه توفير المسكن والملبس والطعام وكل هذا ضريبة دفعت عم دسوقي للُّجوء الى تعاطي المخدرات رغم أني لا أبرّر سلوكه فليس الفقر بحجّة تَدفع بالإنسان للإدمان..
كان السادة الركاب من طبقة اجتماعية تختلف عن طبقة العم دسوقي
ولم يحاول أي شخص منهم المساعدة في حل هذا المأزق. ومن بين الركاب
النائب عضو البرلمان حقاني عبد الحق
الذي لايعرف الحق دائما ما تزوغ عيناه يميناً ويساراً اثناء قول كلمة الحق المراد بها الباطل والغريب من ذلك تجد مَن ويُؤيّد كلامه.
ها هو ذا النائب المحترم يتهكم ويتنمر على السائق وإلقاء اللوم عليه وتهديده وترهيبه.
و بعد قرارات المشرع النائب يأتي دور
رجل الدين الداعية الدكتور عمرو
الذي يرسل دائماً لنا في حديثه اية الشرع والدعوة وتبليغها حسب اهوائه وينطق بلسان الدين ليبين اغراضه فلا فرق بين مشرع منافق ورجل دين يشرع النفاق، فقد اغضبه كذلك السائق وكاد ان يصب عليه اللعنات لكنّه تفوّه بكلمات لاتضر ولا تنفع فهذا هو الفقيه الداعية الذي دائما ما يستخدم الوسيلة الدعائية لجذب الناس واقناعهم بالدين واستعطافهم
فيتأثر الركاب وتصدّق السّت رقيّة زوجة رجل الصناعة
صاحب شركات وعدة مصانع وحسابات بنكية
وثراء ومستوى..من الطبقة الغنية حيث لايهمه سوى نفسه وزوجته
فالسيدة حرمه ترتدي الحلي وملابسها من ماركة عالمية
ولايمها شيء سوى الاهتمام بجمالها والاناقة
رغم كبر سنها .
كان الطبع غلاباً فالزوج العزيز يعشق الدونية والانا وحب النفس
مايهمهم الان هو الخروج من الازمة التي وضعهم بها دسوقي السواق
فالبقاء في منطقة صحراوية مهجورة مع نفاذ الماء من الجميع..
كان العطش بداية الشقاء ومما زاد الطين بلّة شدة الحرارة.
هنا تدخل وجه اخر من وجوه المجموعة
هو عالم السياحة والاثار الباحث في علوم المصريات بدرجة الدكتوراه، هو لايفعل شيء الا بمنهج علمي مبني على المنطق والاسباب ورغم هذا حاول بتدخله تفسير ماحدث من قِبَل العم دسوقي بالنظر الى جهاز البوصلة والخريطة معلّلاً الافتراضات التي تهوّن من وضعية اتهام عم دسوقي بالتقصير
1• اللافتة المعلقة على الطريق تغير اتجاهها مما تسبب لهم السير بالطريق الغلط 2•اكتشاف ان هذه المنطقة تستقر في قلب الخريطة الذي يحملها بحكم انه مستكشف وعالم اثار
وتلك الآراء لطفت الجو مما أسَرَّ العم دسوقي.
ولكن هذا الامر اغضب هاني المرشد السياحي شاب يافع صاحب الستة والعشرين سنة ورفيقته البنت الامريكية... فماذا عن مصيره، فقد اوقعه القدر في شابة صغيرة تحمل وثيقة امريكية يدّعي لها الحب والعشق ويجري وراء حلم راود جميع الشباب وهو السفر والجنسية والعيش على نفقة الامريكيات.
كانت هذه الفتاة تعلم بأنه غشاش، طماع واهم، محباً لنفسه، مستغل و كاذب.
كانت تحاول نسيان الامر بجرعة من النبيذ ولكن ما أغضبها كثيراً ازمة الاتوبيس والوقوع في مأزق ومايترتب على ذلك
فكانت تعبّر عن سخطها باللغة الاجنبية والملل من ترجمتها للعربية فأُرهِقَت وضاع مفعول النبيذ والفاعل دسوقي
وتأتي الضريبة وعجلة الدراما تتحول الى واقعٍ خطير
هو تدخّل شخص اخر في وضعية متغيرة وواقع قاسي يرسل لنا زعيماً لتلك المملكة المهجورة وقائد
وحشي، صورة شيطانية يجسدها انسان لايعرف المبادئ ولا ٱحتراما للاديان ولارحمة ولاشفقة متجرداً من كل معالم الانسانية هوايته قطع الطريق وفرض السيطرة والقتل هو يعاني من مرض نفسيّ يجعله في ليلة عيد ميلاده يبحث عن ملاذ شاذ ونشوة خرساء في البحث عن ضحية وقتلها مما لجَعلِه سعيداً وفرحاً بإنهاء روح انسان
فظهر الوحش للمجموعة. صامتاً لايتحدث مع احد فمنهم من فرح بوجود انسان في هذه المنطقة لمساعدتهم و تمكينهم من إكمال رحلتهم إلا أنه كان يحمل سلاح ومساعده بجواره ينفذ اوامره. تبدأ المؤامرة بطلب فدية منهم لضمان بقائهم سالمين وكانت هذه الفدية تتضمّن تقديم فرد من المجموعة ليكون الضحية التى سيقتلها.. فهوايته هي سفك الدماء والقتل وكانت الرسالة المُوجّهة لهم وحشية حيث أمهلهم ستّون دقيقة للتنفيذ. خاف الجميع ثمّ دخلوا في نقاش وتشاور فيما بينهم
فكانت لهم عدة مُقترحات، كُلٌّ حسب توجهه
النائب اقترح الفدية بالمال حيث يُساهم الجميع مع المساومة للخروج من هاته الازمة
وكذلك رجل الاعمال وحرمه اعتقدا ان المال يشتري النفوس ويغيّر الواقع كما تعودا فحسب رأيهما لكل شيء ثمن.
المرشد السياحي والامريكية كانا سكارى فدفعهم السكر بتفكير في حلول غير منطقية.
أما الداعية رجل الدين اقترح عليهم حيلة مستغلاً جهلهم وضعفهم امام كلمات الدين بالصلاة جماعة لمحاولة الهرب من قبضة هذا المجرم، ففسدت الحيلة فور اطلاق الرصاص
رجل العلم والاثار بفلسفة العلماء قرر توحيد الصف والانقضاض على زعيم الصحراء بحيلة أو بأخرى .
وفشلت كل محاولات الجميع.
فٱقترحت عليهم الست رقية بإقناع البنت الامريكية بلعب دور المعجبة بالمجرم و مراوغته بدلالها بحكم انها صبية فتية جميلة الشكل والبنيان
ولكن رفيقها يعترض قائلا: لماذا خطيبتي مَن يجب عليها أن تضحي وتخاطر بنفسها فيحاول رجل الاعمال اقناعه ورجل الدين أيضا بأن الفتاة تُمثّل الخدعة والمكيدة المناسبة ذاك المتوحش ، مع ذهاب الأمريكية للمجرم لم ينفع ذلك بل تأزّمت الامور و باتَ الموت قادما لامحال
ولم يبقَ سوى تقديم كبش الفداء ومن هو الشخص الذي سيختاره الاغلبية ليُقدم ضحية الجبن والخسة والندالة من اناس لاينظرون الا لانفسهم فحاولوا اصدار عقاباً للسيد دسوقي المتسبب في هذه الورطة فرفض معللاً لماذا تختارونني والكل سواسية ولا أحدا افضل من احد.
لكنّه هو الفقير بينهم فقرروا التضحية به لكن
العم دسوقي رفض بشدة
و نشب خلاف بينهم
فعادت الدراما الى مسارها لترسل لنا المخلص الفدائي لهذه العقدة وبناء على هاته الأحداث ولضمان حب البقاء وانهاء الامر تقدم المجرم ومعه معاونه لصيد الضحية عشوائيا وقتلها وراء الخيمة بعيداً عن اعين المجموعة وفور سماع الطلق الناري انهار الجميع بالندم والبكاء والكل تقاذف تهمة الخيانة التى لطخت الجميع.
يا سادة الحياة مسرح للدراما و ضمير يحمل رسالة موجّهة للبشرية تُبيّن وصفا لكل شريحة من المجتمع ومشاهد القتل والمساومات والرشاوي
الجريمة اكتملت اركانها حين الأنانية فرضت قواعدها مع سبق الاصرار والترصد وحري بالضمير الغائب أن يعود.
تلك كانت مشاهد وصور لأنماط بشرية و نفوس متعددة الأشكال، تلك كانت رسالة للبشر واستهداف نواياهم ومبدأ السطوة والانانية لديهم وحريّ بحاملي شهادات العلم والدين تعميم السلام بين البشر.




