أفلا يتدبرونه !
بقلم : جيلان محمد
"وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ "
شق من آية نزلت في سياق أحكام الطلاق و لكن حكمها عام في كل العلاقات الإنسانية :
فرغم أن هذا الشق الثاني من الآية يفسره الشق الأول من قوله تعالى: "وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُون أو يعفوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ للتقوى" أي كما جاء في تفسير الطبري “جامع البيان عن تأويل آي القرآن" إذا تزوجت امرأة، وأعطاها زوجها المهر وعقد عليها ولم يدخل بها، لأي سبب، فمن حقها نصف مؤخر الصداق كحق من حقوقها الشرعية، وأن تعفو أقرب للتقوى أي تتنازل الزوجة لزوجها عن حقها، أو يتنازل ولي أمرها عن حقوقها، حتى يستمر الود والمعروف بين الناس. إلا أن معناها يمتد إلى الفضل في كل شيء في المعاملات اليومية بين الناس .
فإذا حدث شقاق بين صديقين نقول لهم ( لا تنسوا الفضل بينكم ) أي اذكروا الجميل الذي بينكم و لا تتركوا للشيطان فرصة في التفرقة و لا تجعلوا ساعات الخصومة تهدم سنوات المحبة .
إذا حدث اختلاف بين زميلين في العمل نقول لهما ( لا تنسوا الفضل بينكم ) لا تنسيكم لحظة الخلاف ما كان من ود قديم و استحضروا الذكريات الطيبة بينكم و استعيذوا بالله من الشيطان .
نُطَبق الآية علي أوسع نطاق بين الزوجين ،بين الأشقاء ، بين الأصدقاء ، بين زملاء العمل ، بين الأقارب ، بين كل متخاصمين علي أي علاقة كانت .
و ختاما : إن الآية- و إن جاءت في سياق آيات الطلاق - إلّا أنها يجب أن تُطبق علي أوسع نطاق في جميع العلاقات الإنسانية .
