دولة التلاوة وقوة مصر الناعمة
دولة التلاوة وقوة مصر الناعمة
كتبت ـ غادة القطان
منذ نعومة اظافرنا ونحن نسمع جملة جميلة وهي نُزل القرآن في مكة وقُرأ في مصر وكنت استعجب من هذه المقولة واقول كيف ومكة والمدينة هما ارض الحرمين وبهما العديد والعديد من القراء والشيوخ .
وعندما سافرت الي السعودية واقمت في المدينة المنورة لمدة طويلة علمت ان معظم الشيوخ وقراء الحرمين تتلمذوا وقرأوا القرآن على ايدي قراء وشيوخ مصريين وان المشرفيين على كتابة المصحف في المدينة هم مصريين ايضا ومن يصححون اللغة كذلك فبدأت اتنبه لذلك وخاصة بعدما رأيت الشيخ الحذيفي امام الحرم النبوي الشريف يقرأ على يد شيخنا العظيم ووالد صديقتي الشيخ احمد عبد العزيز الزيات ورأيته في بيت صديقتي العديد من المرات وكنت اندهش لأني كنت صغيرة ولا اعلم ان مصر هي مهد كل العلوم والمعارف منذ الازل وهي الرائدة الاولى في قراءة القرآن .
وكانت سعادتي الكبرى عندما شاهدت بالصدفة البحتة برنامج على شاشة التليفزيون المصري يقوم بمسابقات بين شباب واطفال ورجال في قراءة القرآن الكريم واعجبت بهذا البرنامج اعجابا شديدا واصبحت من متابعيه كل اسبوع واسرني بأسلوبه وطريقته وحلاوة اصوات المتسابقين وعذوبة اصواتهم وادركت ان معين مصر لا ينضب من مواهب رائعة في كل المجالات وادركت فعلا ان قوة مصر الناعمة ستظل في كل الفنون والعلوم والمجالات وتذكرت فطاحل القراء المصريين من محمد رفعت والحصري والطبلاوي ومصطفى اسماعيل والنقشبندي والفشني وغيرهم وغيرهم .
وبرنامج دولة التلاوة يعد واحدا من اهم البرامج الدينية التي تعيد الاعتبار لفن التلاوة القرانية وتبرز مكانة مصر التاريخية كمنارة للقران الكريم حيث يقدم البرنامج تجربة روحانية راقية تعتمد على الصوت الحسن والاداء المتقن واحكام التجويد الصحيحة ويجمع البرنامج بين الاصالة والمعاصرة من خلال اكتشاف اصوات جديدة متميزة قادرة على حمل رسالة القران بوقار وخشوع كما يهدف الى بناء جيل واع من القراء يمتلكون علما وخلقا واحتراما لقدسية النص القراني ويمنح البرنامج مساحة عادلة للتنافس الشريف بعيدا عن المبالغة او الاستعراض ويعتمد على لجان تحكيم متخصصة ذات خبرة كبيرة مما يضمن النزاهة والدقة ويسهم برنامج دولة التلاوة في نشر الذوق القراني الرفيع وتعزيز الهوية الدينية الوسطية وترسيخ مكانة التلاوة المصرية في وجدان العالم الاسلامي باعتبارها مدرسة فريدة لها تأثيرها واحترامها.


