الفنانة مروة عادل في حوار عن الفن والتحول
الفنانة مروة عادل في حوار عن الفن والتحول
كتبت - منى منصور السيد
في قلب الحركة التشكيلية المعاصرة تبرز أسماء تسعى لتقديم ما هو أعمق من مجرد الجمال البصري الفنانة مروة عادل محمد الفيومي هي إحدى هذه الأسماء التي تتخذ من الفن رحلة لاكتشاف الذات وتفاعل متبادل مع اللوحة والمتلقي وفي عام 2025 كان الجمهور على موعد مع تجربة فنية عميقة حملت اسم أثر والتي أقيمت في أتيليه القاهرة لتضع بصمة مميزة في مسيرتها الفنية
الفنانة مروة عادل التي ولدت في 16 مايو 1977 تحمل مؤهلا أكاديميا في مجال يبدو بعيدا عن ريشة الألوان حيث تخرجت في بكالوريوس التجارة قسم إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية هذا التأسيس العقلاني لم يمنع شغفها المتأجج بالفن من أن يشق طريقه فتبعت شغفها وحصلت على دبلومة في الرسم التصويري تلتها دبلومة النقد والتذوق الفني من معهد النقد بأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة مما أضفى على مسيرتها بعدا أكاديميا وفلسفيا راسخا.
هذا المزيج بين الإدارة والفن بين التحليل والإحساس يمنح أعمالها عمقا خاصا وهي تواصل نشاطها كعضو مؤسس في مجموعة خارج المرسم وعضو في أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين.
اختارت الفنانة مروة عادل لمعرضها الشخصي في أتيليه القاهرة عام 2025 اسم أثر وليس هذا الاختيار مجرد صدفة بل هو تعبير عن فلسفة فنية وشخصية عميقة تعيشها مع كل ضربة فرشاة.
اختَرْتُ لمعرضي اسم أثر لا لأنه كلمة جميلة بل لأنه ما يتبقّى مني كلما ابتعدتُ عن لوحة ليس الأثر هنا توقيعا في زاوية القماش بل رجفةُ روح تُترك في اللون ثم تعود إليّ مضاعفة مروة عادل.
توضح الفنانة أن مفهوم الأثر في أعمالها هو مفهوم متبادل وثلاثي الأبعاد
1 الأثر المتبادل الفنان والعمل اللوحة ليست مجرد مادة صامتة بل كيان يقودها في لحظات الإبداع يبدأ العمل كفكرة لكنه يتحول إلى رحلة اكتشاف حيث تضع الفنانة شيئا من روحها في اللون واللون يعيد ترتيب روحي من جديد الأثر يصبح أيضا بصمة في الزمن يسجل تحولا في الحس ونضجا في الرؤية ويغير من شخصية الفنانة نفسها.
2 الأثر الثالث العمل والمتلقي اللوحة لا تكتمل بالتوقيع بل عند لحظة اللقاء مع الجمهور كل زائر يأتي بذاكرته وتجربته ولهذا يرى العمل بشكل مختلف هذه صلة إنسانية دقيقة هناك من تلمسه لوحة لأنها تشبه طفولته ومن يقف أمام أخرى لأنه وجد فيها سؤالا كان يؤجله هذا هو أثر العمل في الزائر.
3 عودة الأثر المتلقي والفنان ترى مروة عادل أن الأثر يعود بدوره إليها فنظرة واحدة أو تعليق صادق أو صمت طويل أمام لوحة قد تجعلني أرى عملي من زاوية جديدة هذا التفاعل يعطيها يقينا بأن الفن ليس رفاهية بل لغة إنسانية دقيقة.
أثر هو اعتراف بأننا نتغير وأن الفنان لا يرسم ليثبت نفسه بل ليفهم نفسه ومع كل لوحة أقول هذا أثر مني وهذا أثر في
لم يأت معرض أثر من فراغ بل هو تتويج لمسيرة فنية نشطة إلى جانب معرضها الفردي بأتيليه القاهرة 2025 والمعرض الفردي بمشاركة أربعة فنانات بقاعة آرت كورنر شاركت مروة عادل في العديد من المعارض الهامة منها معارض تابعة لأكاديمية الفنون ونقابة التطبيقيين ومعرض من ضمن فعاليات خاصة بمتحف الحضارة بما في ذلك معرض الفنون التشكيلية بمتحف الحضارات ومعرضي سمر كوليكشن والحطابة بقاعة آرت كورنر وأخيرا معرض نافذة الأتيليه بأتيليه القاهرة عام 2025.
كما كان للفنانة مشاركات قوية في الملتقيات والورش حيث شاركت في ملتقى السويس الأول للفنون التشكيلية 2023 وملتقى الفن والحياة الدولي بواحة سيوة أكتوبر 2025 وشاركت بكرنفال النخيل بصقارة وقرية فجنون 2025 ومهرجان الخيول العربية بالشرقية عام 2025 كما عززت مهاراتها عبر ورش عمل في الديكوباج والنحت والرسم المباشر بما في ذلك ورش بسنتر جليليو آرت وورشة الرسم بالجامعة المصرية الصينية.
ولم تغفل الجانب المجتمعي إذ شاركت في ورشة فنية هامة بعنوان في حب 57357 لمدة ثلاثة أيام عام 2022 أهدت بعدها عملين تم تنفيذهما لصالح المستشفى مما يؤكد إيمانها بدور الفن كأداة للتعبير الإنساني والمصالحة الداخلية والخارجية
في الختام يمثل معرض أثر للفنانة مروة عادل نقطة تحول هامة ليس فقط كعرض فني بل كدعوة للتأمل في العلاقة العميقة بين المبدع وعمله والمتلقي إنه شهادة على أن الفن الحقيقي هو مسار داخلي يترك في كل من يراه شيئا بسيطا أو عميقا فكرة
أو إحساسا أو عزاء أو طمأنينة أو حتى ارتباكا جميلا يدفعه للتأمل.





