السعودية و الإمارات و التصعيدات الإقليمية العربية المستهدفة
محمد أبو سيف
شنّت السعودية غارات جوية على ميناء المكلا في اليمن، مستهدفة شحنة أسلحة قالت إنها جاءت من الإمارات ومُخصّصة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيًا، وهو تصعيد مباشر في علاقة الدولتين.
أبرز النقاط:
• الهدف السعودي: أسلحة ومركبات قتالية كانت تنتقل عبر ميناء المكلا، ويعتقد أنها أُرسلت من ميناء الفجيرة الإماراتي لقوات انفصالية في اليمن.
• التحذير السعودي: الرياض وصفت دعم أبوظبي المباشر لقوات الانفصاليين بأنه تهديد خطير للاستقرار الإقليمي، وهدّدت باتخاذ إجراءات قوية إذا استمرت هذه الخطوات.
• رد فعل يمنّي مؤيد للسعودية: المجلس الرئاسي اليمني (برئاسة رشاد العليمي) طالب انسحاب القوات الإماراتية من اليمن خلال 24 ساعة، وأصدر حالة طوارئ في المناطق التي يسيطر عليها، مما يعكس جدّية التصعيد.
هذا الحدث يمثل أقوى تصعيد عسكري بين السعودية والإمارات منذ سنوات طويلة، ويضع الرياض وأبوظبي في مواجهة مباشرة حول النفوذ في اليمن.
2. لماذا هذا التصعيد؟ خلفية الصراع
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات توترات، ولكن لما كانت دائمًا توترات محدودة تحت السطح، فإن ما يحدث الآن هو تحول نوعي في طبيعة الخلاف:
أ) اتفاق الرياض والصراع داخل اليمن
تم توقيع اتفاق الرياض عام 2019 بهدف توحيد الجهود بين الحكومة اليمنية المدعومة سعودياً، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً. لكن التطبيق ظل متعثراً، ومع تصاعد قوة المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة، أصبحت الخلافات بين الرياض وأبوظبي تتجه نحو الصدام.
ب) تنافس واسع في المنطقة
السعودية والإمارات لطالما تنافستا ليس فقط سياسياً وعسكريًا، بل اقتصاديًا واستراتيجياً في مناطق مثل القرن الأفريقي، اليمن، والسودان، وهو ما زاد من حدة الخلافات مؤخرًا.
3. هل السعودية تهدّد بـ “ضرب الإمارات” فعليًا؟ الحقيقة الواقعية
لا يوجد إعلان رسمي سعودي بأن الرياض ستهاجم الإمارات مباشرة على أراضيها.
لكن ما حدث يُعدّ أقرب إلى تهديد عملي لأن:
1. السعودية نفّذت عمليات عسكرية على أصول مرتبطة بالإمارات في اليمن.
2. تم تحذير الإمارات من استمرار دعمها لقوات انفصالية قد تؤدي إلى تراجع المصالح السعودية في اليمن والمنطقة.
3. تسارع الخلاف بين الجانبين في الإشارات السياسية، بما في ذلك تصريحات لقيادات من الجانبين تعكس استياء متبادل.
4. ما الذي يعنيه هذا التصعيد للإمارات والمنطقة؟
انقسام في التحالفات الخليجية: التوتر السعودي–الإماراتي يُضعف وحدة التحالف العربي في اليمن.
احتمال توسع الصراع في اليمن: الانفصاليون المدعومون إماراتيًا يتصاعدون، وهو ما يشكّل تهديدًا لرؤية السعودية بشأن وحدة اليمن.
تداعيات استراتيجية: خلافات النفوذ يمكن أن تتوسع لتؤثر على الاستثمارات، الأمن البحري في البحر الأحمر، والتنقل الدولي للسياسات الخليجية.
الأحداث الجارية تُظهر تصعيدًا غير مسبوق في العلاقات السعودية–الإماراتية في 2025، يرتبط بشكل أساسي بصراع النفوذ في اليمن ودعم جهات متنافسة.
هذا التصعيد لا يمكن وصفه بأنه مجرد تهديد لفظي، بل خطوة عملية عبر ضرب أهداف مرتبطة بدولة شريكة، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر حساسية في المستقبل القريب
