كن حائط الصد ومصر أولًا، في زمن انتشار الخبر كالنار في الهشيم
كتب:محمود فوزي
أصبح المشهد الإعلامي والرقمي اليوم ميدانًا جديدًا للصراع، لا يقل شراسة عن الميادين العسكرية التقليدية، بل ربما يتفوق عليها تأثيرًا وسرعةً. في ظل التطور الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية المتعددة، اكتسبت المعلومة – سواء كانت حقيقية أو زائفة – قدرة رهيبة على الانتشار، أشبه ما تكون بـ انتشار النار في الهشيم.
إن هذه السرعة في التداول، وغياب الرقابة الذاتية والتحقق، حولت كل مواطن إلى ناقل محتمل للرسائل، وجعلت من الخبر السلاح الأقوى والأخطر في الحرب الحديثة.
كن حذرًا.. فالحرب الآن تبدأ بضغطة زر
أمام هذا الطوفان من المعلومات والأخبار المتضاربة، تقع عليك مسؤولية جسيمة ووطنية:
قبل النشر أو المشاركة: توقف لحظة! إن كل ما تنشره أو تشاركه هو رسالة تحمل توقيعك.
تحقق من مصداقية الخبر: لا تكن مجرد قناة لإعادة بث الشائعات. اسأل نفسك: ما هو المصدر؟ هل هو رسمي؟ هل يوجد مصدر ثانٍ موثوق يؤكد المعلومة؟ لا تدع العاطفة أو الإثارة تغلب على منطقك.
أنت حائط الصد وخط الدفاع الأول: إن الأطراف التي لا تريد الخير لمصر، والتي عجزت عن مواجهتها عسكريًا، وجدت فيك "الخنجر الطاعن في الظهر". كيف؟ بجعلك تنشر وتتداول ما يهدف إلى:
زعزعة الثقة في مؤسسات الدولة وقياداتها.
تثبيط العزائم بشأن الإنجازات والمشاريع القائمة.
خلق حالة من الفوضى واليأس والتشكيك في المستقبل.
مصر تنهض.. والأعداء يتربصون
إن ما تقوم به الدولة المصرية حاليًا من "حركة غير عادية" للنهوض والتطوير في جميع المجالات (اقتصاديًا، وبنية تحتية، ومشروعات قومية) هو أمر شاهد للجميع. هذا التطور، المدعوم بـ "جيش قوي تهابه جميع الجيوش" ويحمي الحدود والمقدرات، هو ما يثير حقد "أعداء لا تريد لمصر الخير" أو التقدير على مواجهتها عسكريًا بشكل مباشر.
لذلك، تحولت استراتيجيتهم إلى "الحرب غير التقليدية" أو "حروب الجيل الرابع"، والتي تركز على هدم الجبهة الداخلية عبر نشر الأكاذيب والتضليل الإعلامي. إن وعيك هو سلاحك، وإدراكك للمخاطر هو درعك.
كن واعيًا لهذا الأمر: لا تكن أداة مجانية في يد من يهدفون إلى تدمير استقرار وطنك من الداخل. كل منشور غير محقق، وكل معلومة زائفة تشاركها، هو طعنة موجهة لجهود التنمية والبناء التي تسعى إليها الدولة المصرية.
مهمتك الوطنية اليوم بسيطة وعميقة في آن واحد:
تحقق قبل أن تنشر.
استخدم عقلك لا عاطفتك.
اجعل مصلحة بلدك العليا فوق كل إثارة.
بوعيك ويقظتك، لن يتمكنوا من استخدامك، وستتحول إلى حارس أمين على أمن بلدك واستقرار مجتمعك.
حفظ الله مصر
