اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

جامع الحاكم بأمر الله أسطورة فاطمية حيّة في قلب القاهرة التاريخية

جامع الحاكم بأمر الله أسطورة فاطمية حيّة في قلب القاهرة التاريخية



         جامع الحاكم بأمر الله

تحقيق : عماد الدين محمد - مروة محمد عبد المنعم 

تصوير : عادل سليم 

في رحلةٍ بين الماضي والحاضر وبين عبق التاريخ الإسلامي وبهاء العمارة الفاطمية، تعود بنا عدسات جريدة دايلي برس مصر إلى نهاية شارع المعزّ لدين الله الفاطمي، حيث يقف صرح إسلامي شامخ هو جامع الحاكم بأمر الله.



جامع يرتفع كحصنٍ روحاني وتاريخي عظيم، تجاوز عمره الألف عام، وظلّ شاهدًا على تحوّلات القاهرة السياسية والدينية والعمرانية منذ العصر الفاطمي حتى اليوم.


بناء الجامع بدأه الخليفة الفاطمي العزيز بالله سنة 379هـ / 990م وأتمّه ابنه الحاكم بأمر الله سنة 403هـ / 1013م، فنُسب إليه. لم يكن مجرّد بيت للصلاة، بل مركزًا استراتيجيًا للدولة الفاطمية؛ تُدار من داخله القرارات والمراسلات، بل واستُخدم عسكريًا أكثر من مرة.



هندسة تُجبرك على التوقّف

مدخل مهيب يشي بالعظمة قبل الروحانية.

مئذنتان فريدتان تُشبهان أبراج الحصون.

صحن داخلي هو ثاني أكبر ساحات المساجد التاريخية في القاهرة بعد جامع ابن طولون.


أعمدة خشبية عتيقة شهدت حلقات الصوفية ومجالس العلم لقرون طويلة.

جامع يتغيّر دوره مع تغيّر الزمان

لم يبقَ المسجد مسجدًا على الدوام بل تحوّل عبر العصور إلى:

ثكنة عسكرية في زمن الحملة الفرنسية.

مخزن ذخيرة في فترات الاضطراب المملوكي.

مأوى للاجئين في العهد العثماني.


ثم عاد إلى دوره العبادي بعد مشروع ترميم ضخم بدعم من مؤسسة الآغا خان في مطلع الألفية.



واليوم هو مقصد روحي وسياحي عالمي؛ في ليالي رمضان يتحوّل إلى مسرح نوراني ساحر، وفي النهار يستقبل زوارًا من أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولا تنطفئ في زواياه مجالس الذكر الصوفية.


هذا المسجد ليس مكانًا يُزار بل حالة تُعاش.


سؤال اللحظة

مع مشروع الدولة لتطوير القاهرة التاريخية.

هل يُعاد إحياء جامع الحاكم بوصفه:

مركزًا دوليًا للفكر الإسلامي والفن المعماري؟

ملتقى للسياحة الروحية والثقافية؟

نموذجًا عالميًا لاستدامة التراث الحي؟




القيمة المعمارية

مساحته نحو 13 ألف م²  من أوسع مساجد القاهرة الفاطمية.

يقع بين باب الفتوح وباب النصر بوابة القاهرة الشمالية التاريخية.

مئذنتان محاطتان ببرجين مربعين يشبهان الحصون الدفاعية.



تصميمه يتبع نمط المساجد الجامعة ذات الصحن المكشوف والأروقة المحيطة.


عبر التاريخ

استُخدم الجامع في أدوار متعددة:

قلعة دفاعية زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي.

مخزن ومركز للمجاهدين ضد الحملة الفرنسية.

مدرسة دينية في العصر العثماني.

جُدد في القرن 19 على يد لجنة حفظ الآثار العربية.



وفي التسعينيات أعادت جماعة الدعوة والتبليغ الحياة إليه كمسجد فعّال للصلاة.


اليوم

ما يزال جامعًا نابضًا بالحياة والعبادة والتاريخ، ومَعلمًا أثريًا مفتوحًا يقصده المؤرخون وعشّاق العمارة الإسلامية من العالم أجمع.



فهل ينال الجامع ما يليق بمكانته

 أم يظل مرئيًّا لا مُفعّلًا؟

إنه شاهد خالد على شموخ العمارة الإسلامية وقصة من نور لا تنتهي.

google-playkhamsatmostaqltradent