قصة سائق غيرت المفهوم
كتب - د ضياء الرفاعي
لايف كوتشينج واخصائي تطوير الذات
البط يشكو دائمًا… والنسور تحلق عاليًا
منذ فترة ليست ببعيدة وفي أحد المطارات وصل أحد الكُتّاب من رحلته وأراد أن يستقل سيارة أجرة لتوصيله إلى أحد الفنادق.
فوجد السيارة التي جاء دورها نظيفة للغاية ونزل سائقها بمظهر أنيق ومرتب يتحدث بأدب واحترام علي غير المعتاد.
قال الكاتب في نفسه : لابد أن هذه التوصيلة ستكون باهظة الثمن.
و اخذ السائق في حمل الحقائب ووضعها في صندوق السيارة ثم فتح الباب للراكب بابتسامة.
مرة أخرى حدث الكاتب نفسه بالتأكيد سأدفع مبلغًا كبيرًا… ربنا يستر.
بدأت الرحلة وسأل السائق
إلى أين تريد الذهاب سيدي ؟
أجاب الكاتب باسم أحد فنادق وسط البلد
فقال السائق :
الرحلة تستغرق من 20 إلى 30 دقيقة هل تحب أن تستمع إلى موسيقى معينة أم تفضل القراءة؟
هناك بعض الكتب والصحف اليومية خلف المقعد الأمامي.
كل جملة من السائق كانت تدفع الكاتب للتفكير هل تكفي نقودي لهذه الرحلة أن لا
ولم تكد تمر دقائق حتى فاجأه السائق مرة أخرى.
هل تحب أن تشرب شيئًا بارداً أو ساخنًا
تعجب الكاتب وسأله كيف ذلك
فأجاب السائق مبتسمًا الأمر بسيط معي ترمس قهوة ساخنة وأيضًا مبرد صغير
( ايس بوكس ) فيه بعض العصائر.
هنا لم يتمالك الكاتب فضوله وقال:
ما هي قصتك؟
ابتسم السائق وقال
منذ فترة كنت مثل باقي السائقين
لا أهتم بمظهري أو نظافة سيارتي
من يركب معي مرة لا يكررها ورزقي كان ضعيفًا.
حتى وقعت على كتاب بعنوان قوة الاختيار
(البط يشكو دائمًا والنسور تحلق عاليًا)
ملخص الكتاب أن الإنسان قادر على تغيير نفسه إلى الأفضل إذا قرر هو ذلك.
إما أن يكون مثل البط يشتكي طوال الوقت أو يكون مثل النسر يحلق عاليًا في الأفق باحثًا عن القمة.
بعد قراءتي قررت أن أغيّر حياتي
اهتممت بمظهري نظافة سيارتي وتعلمت مهارات التواصل مع الآخرين ومنذ ذلك الوقت تغير كل شيئ زاد دخلي وأصبح العملاء يطلبونني بالاسم فقط لأنني اخترت الأفضل لنفسي.
وصدق الله العظيم إذ يقول:
﴿إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾
الدرس المستفاد من قصة السائق
كثيرون يشكون من قلة الرزق لكنهم لا يسعون بجد لزيادته
كثير من الطلاب يشتكون من صعوبة المواد الدراسية لكنهم لا يبذلون جهدًا في المذاكرة أو البحث عن طرق أفضل للفهم.
كثير من الناس يلقون اللوم على الحظ بدلًا من البحث عن الفرص في مكان آخر
قوة الاختيار باختصار
هي أن تتميز عن الآخرين فالازدحام كبير بالعاديين
أما المميزون فهم قلة
وفي النهاية… القرار لك
عليك أن تختار اما أن تكون نسرًا يحلق عاليًا… أو بطةً لا تكف عن الشكوى.
