recent
أخبار ساخنة

كنيسة المعادي مسار العائلة المقدسة من البر لتبحر في نهر النيل

الصفحة الرئيسية

 كنيسة المعادي مسار العائلة المقدسة من البر لتبحر في نهر النيل





كتب د.عبد الرحيم ريحان



رحلتنا اليوم مع الدكتورة نعيمة داوود الأستاذ المساعد في التاريخ البيزنطي ورئيس لجنة الدراسات القبطية بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى كنيسة العذراء مريم بالمعادي طريق عبور العائلة المقدسة إلى الصعيد عبر نهر النيل بواسطة مركب شراعي متجهة نحو الجنوب وعرفت المعادي بعدة مسميات منها بستان العدوية و معادي الخبيري ثم المعادي جمع معدية لوجود عدد من المعديات لعبور نهر النيل. 


 


كتابات عن كنيسة المعادي


ومن المصادر التاريخية التي ذكرت زيارة العائلة المقدسة لمنطقة المعادى  أبو المكارم في موسوعته الخالدة "تاريخ الكنائس والأديرة "والمؤرخ المقريزي  كما كتب عنها الرحالة الشهير فانسليب 1635- 1679م  في  كتابه "تقرير الحالة الحاضرة  1671  "


كما كتب عنها المؤرخ موهوب بن منصور بن مفرج السكندري  أحد من كتبوا كتاب سير البيعة المقدسة الذي عرف فيما بعد باسم تاريخ البطاركة كما كتب عنها الرحالة الفرنسي كلود سيكار  1677 – 1762م وذكرها المتنيح (المتوفى) القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير 1848 -1935  في موسوعته الشهيرة " تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان  المصريين "وكذلك رؤوف حبيب   1902- 1979 والمتنيح  الأنبا غريغوريوس في موسوعته الشهيرة عن " الدير المحرق " ويروي التقليد الشفاهي أنهم أقلعوا في مركب شراعي بالنيل من البقعة القائمة الآن عليها كنيسة السيدة العذراء بالمعادي 


وذكرها المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر في موسوعة " الدليل الي الكنائس والأديرة القديمة من الجيزة إلي أسوان " تحت عنوان "دير السيدة العذراء العدوية المعادي " حيث قال عنها  (وترجع تسمية الدير بالعدوية لعبور العائلة المقدسة من هذا المكان إلي الضفة الغربية للنيل عند هروبهم إلي صعيد مصر )


وكتب عنها  المؤرخ الألماني أوتو مينارديس كتاب " المسيحية القبطية في ألفي عام "


ومن المراجع الهامة الحديثة التي كتبت عن الكنيسة  كتاب " رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر " للدكتور إسحق إبراهيم عجبان


 ولقد قدم المؤرخ الكبير المرحوم الأستاذ نبيه كامل داود  1937- 2010  كتابًا شاملًا عن الكنيسة بعنوان "تاريخ كنيسة السيدة العذراء بالمعادي " قدم له نيافة  الحبر الجليل الأنبا دانيال أسقف المعادي وصدر عن كنيسة السيدة العذراء بالمعادي  وهو موسوعة هامة لكل من يريد التعرف علي التاريخ الكامل للكنيسة استغرق إعداد هذا الكتاب الوثائقي ما يقرب من 24 عامًا حيث جمع فيه مجموعة كبيرة من الوثائق  من مكتبات مختلفة مثل المكتبة البطريركية ومكتبة كنيسة العذراء حارة زويلة والمكتبة الوطنية بباريس ويضم الكتاب تسعة فصول منها فصل عن الموقع الجغرافي للكنيسة وفصل آخر عن تبعية الكنيسة قديما  لإيبارشية طمويه بالجيزة وفصل عن أسماء الكنيسة عبر العصور وفصل عن زيارة العائلة المقدسة للكنيسة



 


الكنيسة عبر العصور


تشير الدكتورة نعيمة داوود إلى تهدم  الكنيسة عدة مرات؛ في نهاية القرن 19 عند انفجار مركب محمل بالبارود بجوار الكنيسة  وفي السنين الأخيرة تم توسيع الكنيسة وإزالة ما حولها من مبان خاصة في الجهة الغربية حتي أخذت شكل الكنائس الحديثة مع الاحتفاظ ببعض أجزائها القديمة مثل الحجاب والأيقونات ويرجح أن يكون الحائط القبلي هو الجزء الوحيد الباقي  من الكنيسة الأثرية وقد عثر أثناء الترميم الأخير علي سرداب يمتد أسفل صحن الكنيسة حتي شاطئ النيل التي تشرف عليه الكنيسة وما زال يوجد بالكنيسة سلم حجري أثري علي النيل مباشرة  يعتقد أنه هو الموضع الذي أستقلت منه العائلة المقدسة مركبًا شراعيًا لتتجه نحو الجنوب 


وجاء فى كتاب " الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم " " الصادر عن المركز القومي للترجمة بأن الكنيسة تقع في بقعة خلابة نحو عشر كليو مترات جنوب مصر القديمة وتعرف الكنيسة بقبابها الثلاث المبنية علي هيئة خلايا النحل التي تعلو هيكلها


قام جرجس الجوهري الذى توفي عام 1810  بترميم الكنيسة كما رممت في عهد البابا كيرلس الخامس 1874- 1927  كما رممت عام 1938 وتفع الهياكل الثلاثة في الجزء الشرقي من الكنيسة وتحمل أسماء القديسة العذراء مريم والقديسين بولا وأنطونيوس، والهيكل الشمالى يحمل اسم شنودة والجنوبى يحمل اسم دميانة والحجاب الخشبي للهيكل الأوسط تعلوه أيقونات تصور التلاميذ الأثني عشر وتم ترميم قباب الكنيسة الثلاثة وأيقوناتها كافة عام 2000  بمناسبة  الاحتفال بمرور نحو ألفي عام علي رحلة العائلة المقدسة وتصور معظم  أيقونات الكنيسة القديسين ورسمها الفنان إبراهيم النقاش (المعروف بالناسخ) أحد رسامي الأيقونات في القرن التاسع عشر الميلادي  وتصور إحدي الأيقونات بالكنيسة الشمالية السيدة العذراء مريم  محاطة بعشرة مشاهد  مصغرة من حياتها


 


مبارك شعبى مصر


تروى الدكتورة نعيمة داوود حكاية معجزة  مرتبطة  بالكنيسة بأنه في صباح يوم الجمعة الموافق 12 مارس 1976 عثر علي  إنجيل ضخم يعلو نهر النيل ويهبط فوق سطح مياه النيل وهو مفتوح علي صفحة سفر اشعياء  علي الآية التي تقول  "مبارك شعبي مصر" ( أش 19 :25 )  والغريب أن الكتاب ظل مفتوحًا علي الصفحة لم تحركه تيارات الريح  ولقد حفظ الكتاب المقدس في فاترينة خاصة بالكنيسة حتي الآن


ولقد قام وفد من الفاتيكان بزيارة الكنيسة يوم 11 ديسمبر 2017  يرافقهم الدكتور يحيي راشد وزير السياحة في ذلك الوقت حيث استقبلهم نيافة الأنبا دانيال وشرح  كهنة  الكنيسة للوفد المعالم الأثرية للكنيسة وشاهدوا الإنجيل المفتوح العائم فوق النيل علي الآية التي تقول " مبارك شعبي مصر "  كما قاموا بزيارة السلم الأثري وكذلك السرداب الأثري


 


خطة التطوير


في يوم الأربعاء 20 مارس 2019 تم توقيع اتفاق تعاون بين كنيسة العذراء بالمعادي ممثلة في نيافة الحبر الجليل الانبا دانيال أسقف المعادي  ومحافظة القاهرة ويمثلها اللواء محمد حنفي سكرتير عام محافظة القاهرة حيث تم اعتماد خطة تطوير الحديقة الشمالية بالكنيسة وإقامة مرسي علي النيل بنفس الموقع يشمل حديقة وكافتيريات ودورات مياه والاتفاق يتضمن بندين أساسسين :- البند الأول هو تحويل الحديقة الشمالية المجاورة للكنيسة إلي حديقة نخيل غير مفتوحة للجمهور  أما البند الثاني هو إنشاء مرسي نيلي لاستقبال أفواج سياحية مع عمل ممشي أسفل الكنيسة يقام عليه الخدمات التي يحتاجها السياح  والمشروع هو عبارة  عن مركز لاستقبال الزوار وقاعة للمؤتمرات مجهزة بأعلي التقنيات الهندسية


 المراجع :


١- إسحق إبراهيم عجبان :- رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر ؛ تقديم قداسة البابا تواضروس الثاني ؛ دار نشر أبناء روسيا بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية ؛ الطبعة الأولي 2017 ؛  الصفحات من 237 – 240 .


٢_ جودت جبرا وآخرون  :- الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم ؛ ترجمة أمل راغب ؛ المركز القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم 1844 ؛ الطبعة الأولي 2016 ؛ الصفحات من 198 – 203 .


٣_ ماجد كامل. الأقباط متحدون . 


google-playkhamsatmostaqltradentX