recent
أخبار ساخنة

الكاتبة منال خليل - تكتب "أَلْسِنَةٌ غُزِلَتْ مِنْ أَحْبَالِ المَشَانِقِ"

أَلْسِنَةٌ غُزِلَتْ مِنْ أَحْبَالِ المَشَانِقِ



بقلم الكاتبة : منال خليل 
 

 من نحن لنُصدر أحكامًا بالإعدام النفسي والمعنوي على غيرنا… ثم نُواصل يومنا كأننا لم نرتكب جريمة باسم الفضيلة.


حين نسمع عن خطأ، عن فضيحة، عن سقوط إنسان،نُسرع... لا لِنفهم، بل لِنُدين.


نرفع راية القصاص علنًا، نُطالب بالعقاب

ننهش بعبارات لا ترحم، وكأننا نملك مفاتيح العدالة كلها.

لكن،توقّف لحظة، واسأل نفسك بصدق:

ماذا لو كان هذا الغيرأقرب الناس إليك؟

ماذا لو كان ابنك؟ أختك؟ زوجك؟

هل كنت ستُطالب بالقصاص علنًا؟

هل كنت ستشارك في حفلة الفضح والشماتة؟

أم كنت ستدعو بصمتٍ أن تمرّ العاصفة بأقل الخسائر؟

نحن لا نُنكر الخطأ،ولا نُلغي أن للناس حقوقًا،وأن في القانون حسابًا،لكن ما نرفضه هو أن نتحوّل إلى قضاةٍ وجلّادين

أن نعيش على التشهير، ونبني شرفنا من كرامات الآخرين المهدورة.

العقاب له أبوابه،والحق له طُرقه،أما نحن، فلسنا أهلًا للقصاص، ولسنا وكلاء عن العدالة.

من أخطأ فليتحمّل نتيجة فعله.

لكن، من نحن لنسلّط عليه سيف الفضيحة؟

من أعطانا الحق أن نقطع فيه ألف حكم وهو لم يُدافع عن نفسه بعد؟

الرحمة لا تعني التواطؤ،والصمت لا يعني الرضا،لكن الطعن على قارعة الطريق لا يبني مجتمعًا… بل يُفرغنا من إنسانيتنا.

دع نفسك مكان غيرك،دع أقرب من تُحبّ في موضع العثرة.

ثم احكم، إن استطعت.

 نحن لا نسعى إلى تخفيف الجُرم،لكننا أيضًا لسنا جهة قصاص ولا نطلب إخفاء الحقيقة،لكننا لا نُجيد لعب دور القاضي والجلّاد في آنٍ واحد.

ضع نفسك مكان غيرك للحظه قبل أن تشوه الآخر.


من أنت؟ من نحن؟

لكي نحكم ونقتص، ونستيقظ ونغفو على إيذاء الآخرين،ونُصدر بحقّهم أحكاما فوريه ونغتالهم قولًا، وهمسًا، وشفاهة ونفتش بحياتهم ؟

حين نحكم على الناس بقسوةٍ جائرة، لا نفضحهم بقدر ما نُعرّي أنفسنا وما بداخلها من غِلٍّ، أو نقص، أو ظمأ لشهوة الانتقام.

توقّف لحظةواسأل نفسك:

لماذا أقول هذا؟ ولماذا أفعل ذلك؟

هل أُنقذ حقًا؟ 

أم أُشبِع نقصًا داخليًّا لا أعترف به؟

ومن منا معصوم من الخطأ ولكن الله حليم ستار.

google-playkhamsatmostaqltradentX