recent
أخبار ساخنة

الكاتب عماد الدين محمد ... يكتب - الأحزاب السياسية بين الواقع والطموح

الأحزاب السياسية بين الواقع والطموح



الأحزاب السياسية بين الواقع والطموح

بقلم : الكاتب عماد الدين محمد


إن الحياة السياسية والديمقراطية السليمة تقوم أساسًا على التعدد الحزبي

بوصفه ركيزة من ركائز بناء وطن قائم على المشاركة الفاعلة، والسعي نحو حلم مشترك هو: الحرية، والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 


ولا شك أن الأحزاب السياسية تلعب دورًا كبيرًا في نهضة الأمم، خاصة عندما تكون لها برامج واضحة، ويكون هدفها الأول هو الصالح العام.

 ومن خلال هذه البرامج، يمكن أن تسهم في رخاء الأوطان، لا بمجرد السعي إلى السلطة، بل بالوصول إلى المواطن البسيط، والوقوف على مشكلاته، والسعي إلى حلها أو التخفيف من آثارها. 

فالحزب الحقيقي هو من يضع مصلحة الدولة والمجتمع فوق المصلحة الحزبية الضيقة.


لكن بالنظر إلى واقع الأحزاب السياسية في الساحة، نجد أن كثيرًا منها لا يرى من هدف سوى الوصول إلى السلطة دون اعتبار حقيقي لتطوير المجتمع المدني أو تحسين حياة الناس. 


وتُعد الأحزاب التي تمتلك قواعد اقتصادية قوية، من خلال مشروعات إنتاجية وشركات تساهم في التنمية

 هي الأحزاب التي تملك مقومات الاستمرار والتأثير الحقيقي.

 أما الأحزاب التي تفتقر إلى قاعدة اقتصادية منتجة فتبقى بلا جدوى وتعتمد غالبًا على التبرعات، مما يضعها تحت نفوذ رجال الأعمال الساعين إلى خدمة مصالحهم الخاصة، لا مصالح الوطن.


للأسف، هذا هو واقع الكثير من الأحزاب السياسية اليوم: صراع بين طموح السلطة، وتوظيف الحزب لخدمة من يمولونه، مما أدى إلى فجوة واسعة بين المواطن العادي والأحزاب، وتراجع في الثقة والمصداقية. 


وقد بات من المألوف أن يظهر النشاط الحزبي فقط في فترات الانتخابات  سواء كانت لمجلس النواب، أو مجلس الشيوخ، أو المجالس المحلية 

 ثم يختفي بعد ذلك تمامًا.


ومن وجهة نظري كمواطن حريص على مصلحة الوطن، وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية، أرى أن نجاح أي حزب سياسي يبدأ من امتلاكه قاعدة اقتصادية قوية. 

قاعدة قائمة على الشراكة مع المواطنين، من خلال إنشاء مصانع وورش، وشركات صغيرة منتجة، تسهم في تخفيف الأعباء عن المواطن، وتوفر فرص عمل للشباب، بالشراكة مع مؤسسات الدولة، في سبيل النهوض بالاقتصاد الوطني، وحل المشكلات اليومية في مختلف القطاعات.


لهذا، فإن الأحزاب التي لا تساهم فعليًا في حل مشكلات المواطن، ولا يظهر لها أثر إلا في موسم الانتخابات، ليست أحزابًا وطنية حقيقية، بل مجرد كيانات تخدم مصالح أعضائها، ولا تمثل المواطن ولا تعبر عن قضاياه.

google-playkhamsatmostaqltradentX