التخلي
كتبت - منى منصور السيد
هو فعل الانفصال أو ترك شيء أو شخص
سواء كان ذلك ماديًا أو عاطفيًا أو معنويًا.
إنه موضوع معقد يحمل أبعادًا نفسية واجتماعية وظرفية متعددة.
إليك بعض الأسباب الرئيسية التي قد تدفع الأفراد للتخلي:
1. البحث عن الذات والتطور الشخصي: أحيانًا، يكون التخلي عن علاقة، وظيفة
أو حتى نمط حياة قديم ضروريًا للنمو الشخصي.
قد يدرك الشخص أن ما كان يناسبه في مرحلة معينة من حياته لم يعد يخدمه
أو يتوافق مع طموحاته الجديدة، مما يدفعه للبحث عن مسارات تخدم ذاته بشكل أفضل.
2. الخوف وعدم القدرة على المواجهة: الخوف من الفشل، أو من الالتزام
أو من الألم، أو من عدم القدرة على تلبية التوقعات، يمكن أن يدفع البعض إلى التخلي. بدلاً من مواجهة التحديات
أو المشاعر الصعبة، قد يختارون الانسحاب كآلية دفاعية.
3. الإرهاق العاطفي أو الجسدي: في بعض الأحيان، يصبح حمل العبء العاطفي
أو الجسدي لعلاقة أو مسؤولية ما ثقيلاً للغاية. عندما يصل الشخص إلى نقطة الإرهاق، قد يجد أن التخلي هو السبيل الوحيد للحفاظ على صحته وسلامته النفسية.
4. فقدان الثقة أو الخيانة: عندما تُكسر الثقة في علاقة ما، سواء بسبب الخيانة
أو الكذب.
أو عدم الوفاء بالوعود، يمكن أن يصبح التخلي خيارًا لا مفر منه لاستعادة الشعور بالأمان والكرامة.
5. الظروف الخارجة عن الإرادة: تفرض الحياة أحيانًا ظروفًا قاهرة تجبر الأفراد على التخلي، مثل الهجرة القسرية، الأزمات الاقتصادية، الأمراض المزمنة، أو حتى الموت. هذه الظروف لا تترك مجالًا كبيرًا للاختيار الشخصي.
6. انعدام التوافق أو اختلاف الأولويات: مع مرور الوقت، قد يكتشف الأفراد في العلاقات .
(سواء كانت صداقة، عمل، أو زواج) أنهم لم يعودوا متوافقين، أو أن أولوياتهم وأهدافهم في الحياة قد تباعدت بشكل كبير، مما يجعل الاستمرار غير مجدٍ أو مؤلمًا.
7. السعي وراء فرص أفضل: في بعض السياقات، مثل العمل أو العلاقات الشخصية، قد يتخلى الشخص عن وضع قائم لأنه يعتقد بوجود فرصة أفضل تنتظره، سواء كانت مهنية أو عاطفية توفر له مكاسب أكبر أو سعادة أعمق.
8. النزعة الأنانية أو عدم الاهتمام: للأسف
في بعض الحالات يكون التخلي نتيجة للأنانية أو عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، حيث يفضل الشخص مصلحته الشخصية أو راحته على حساب مشاعر
أو احتياجات الآخرين.
9. عدم القدرة على حل المشكلات: قد يتخلى الأفراد عن علاقات أو مشاريع لأنهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة لحل المشكلات أو لإدارة الصراعات التي تنشأ
فيجدون أن الانسحاب أسهل من المواجهة والإصلاح.
التخلي ليس دائمًا فعلًا سلبيًا؛ ففي بعض الأحيان يكون ضروريًا للشفاء، والنمو والانتقال إلى مرحلة أفضل في الحياة.
ومع ذلك، فإن دوافعه وتأثيراته يمكن أن تكون عميقة ومعقدة، وتختلف من شخص لآخر ومن موقف لآخر.
بعد تجربة التخلي المؤلمة، قد تشعر بالحزن والغضب والوحدة.
قد تتساءل عن كيفية التعامل مع هذه المشاعر وتجاوزها.
إليك بعض الطرق التي قد تساعد على التعامل مع هذا الشعور
1. _الاعتراف بالمشاعر
التخلي عن الأشخاص أو الأشياء التي لا تخدم مصلحتنا أو التي تسبب لنا الألم يمكن أن يكون قرارًا صعبًا، ولكنه قد يكون ضروريًا في بعض الأحيان.
يجب على مريم أن تعترف بمشاعرها وتقبلها، بدلاً من محاولة كبتها أو تجاهلها.
2. _البحث عن الدعم
البحث عن الدعم من الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين يثقون بها يمكن أن يساعد مريم على التعامل.