الصمت العاجز قليل الحيلة
كتب - جمال مختار
لم اجد فى الحقيقة عنوان افضل وادق من هذا لوصف المشهد العبثي القائم منذ عقود وكل ما حولت ان اتفهم او ابرر او حتى أتغاضى عن الأمر لا اجد نفسى قادرا كيف يحدث هذا وسط صمت عربى و صمت شرق اوسطى وصمت دولى و صمت انسانى والاسوء من ذلك أن هناك البعض يحاولون التبرير فهل لكم التخيل أننى لم استطع زكر كل شئ.
حيث شهدت دول الشرق الأوسط على مدى العقود الماضية سلسلة من الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها القوات الأمريكية والإسرائيلية، بدءًا من الحروب غير المشروعة وانتهاءً بجرائم الحرب ضد المدنيين. هذه التجاوزات لم تكن أخطاءً عرضية، بل جزءًا من سياسة ممنهجة تركت مئات الآلاف من الضحايا، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، وأزمات إنسانية طاحنة.
1. التجاوزات الأمريكية: من العراق إلى أفغانستان
أولا. العراق: حرب الإبادة والاحتلال الدموي (2003–2011)
بدأت الولايات المتحدة حربها على العراق في 20 مارس 2003 تحت ذريعة امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل، وهو الادعاء الذي ثبت زيفه لاحقًا. لكن الأضرار كانت قد وقعت:
( الدمار البشري والمجازر الجماعية )
حملة "صدمة ورعب" (2003):استخدم الجيش الأمريكي أسلحة محرمة دوليًا، مثل القنابل العنقودية والفسفور الأبيض في قصف بغداد والموصل والفلوجة.
حصار الفلوجة (2004): بعد مقاومة شرسة، حاصرت القوات الأمريكية المدينة وقصفتها بالمدفعية والطائرات، مما أدى إلى مقتل أكثر من 800 مدني في أسابيع قليلة.
مجزرة الحادثة (2005) في 19 نوفمبر 2005، أطلقت قوات المارينز النار على عائلة كاملة في مدينة الحادثة، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًابينهم نساء وأطفال.
فضيحة أبو غريب (2004)
كشفت الصور المسربة عن تعذيب منهجي للسجناء العراقيين، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية والصعق الكهربائي، تحت إشراف المخابرات الأمريكية.
اليورانيوم المنضب والأمراض الغامضة
استخدمت الولايات المتحدة أسلحة اليورانيوم المنضب في معارك الفلوجة والبصرة، مما تسبب في ارتفاع هائل في معدلات السرطان والتشوهات الخلقية.
تقارير منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن معدل السرطان في الفلوجة أصبح أعلى بـ 14 ضعفًا من المعدل الطبيعي.
ثانياً . أفغانستان: حرب لا تنتهي
(2001–2021)
تحت ذريعة محاربة الإرهاب، شنت الولايات المتحدة حربًا استمرت 20 عامًا راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين:
المجازر والضربات الجوية العشوائية
قصف عرس قندوز (2008) في 3 نوفمبر 2008، قصفت طائرة أمريكية حفل زفاف في قرية (ويازيد) مما أسفر عن مقتل 90 مدنيًابينهم 60 طفلًا.
مذبحة قندهار (2012) في 11 مارس 2012، اقتحم الجندي الأمريكي روبرت بيلز قرية بنجواي وأطلق النار على عائلات نائمة، فقتل 16 شخصًا بينهم 9 أطفال.
ضربات الطائرات المسيرة
(2010–2021) في باكستان واليمن، تسببت الضربات الأمريكية في مقتل آلاف المدنيين حيث كانت الأخطاء تُبرر تحت شعار "أضرار جانبية".
التعذيب والسجون السرية
كشف تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي (2014) عن تعذيب معتقلين في سجون مثل ( غوانتانامو ) و ( باغرام ) باستخدام أساليب مثل الحرمان من النوم، والإجبار على الوقوف لساعات، والتعريض للاختناق المائي.
ثالا . سوريا ولبنان: التدخل المباشر وغير المباشر تدمير سوريا تحت ذريعة محاربة داعش.
قصف الرقة (2017) أدت الحملة الأمريكية على تنظيم داعش إلى تدمير 80% من المدينة ومقتل 1600 مدني وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".
حادثة منبج (2019) في 16 مارس 2019، قصفت طائرة أمريكية قرية الباغوز، مما أدى إلى مقتل 70 مدنيًا معظمهم من النساء والأطفال.
الغزو الأمريكي للبنان (1982–1984)
دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في غزوها للبنان، وشاركت في قصف مخيمات الفلسطينيين، كما ساهمت في إنشاء "قوات متعددة الجنسيات" التي فشلت في حماية المدنيين من مجازر صبرا وشاتيلا.
2. التجاوزات الإسرائيلية: من فلسطين إلى لبنان وسوريا
أولاً. جرائم الحرب في فلسطين
حروب غزة: إبادة بطيئة
عملية الرصاص المصبوب (2008–2009) قتل 1400 فلسطيني ثلثهم من الأطفال.
عملية الجرف الصامد (2014) أسفرت عن مقتل 2200 فلسطيني وتدمير 20 ألف منزل.
الهجمات على غزة (2021–2024) استهدفت إسرائيل أبراج سكنية ومستشفيات، مثل قصف برج الجلاء (2021) الذي أودى بحياة 42 مدنيًا في لحظة واحدة.
الاغتيالات والاعتقالات التعسفية
اغتيال الشيخ أحمد ياسين (2004) زعيم روحي معاق، قُتل بصاروخ إسرائيلي وهو خارج من المسجد.
اعتقالات الأطفال وفقًا لمنظمة ( بتسيلم ) تعتقل إسرائيل 500–700 طفل فلسطيني سنويًا وتعرضهم للتعذيب.
ثانيا.الاعتداءات على لبنان: من 1982 إلى 2006
مجازر صبرا وشاتيلا (1982)
بتواطؤ إسرائيلي، دخلت الميليشيات المسيحية إلى المخيمات وذبحت 3000 فلسطيني ولبناني خلال 3 أيام، بينما كانت القوات الإسرائيلية تحاصر المكان.
حرب تموز (2006)
قصف إسرائيل للبنان أدى إلى تدمير الجسور والمطارات والمستشفيات.
مجزرة قانا (2006)
قصف ملجأ مدني مما أسفر عن مقتل 28 طفلًا و19 امرأة.
ثالا . الضربات الإسرائيلية على سوريا والعراق
استهداف المطارات والبنية التحتية السورية
منذ 2013، نفذت إسرائيل مئات الغارات على دمشق وحمص، مدعية استهداف مواقع إيرانية، لكن الضحايا كانوا مدنيين في أغلب الأحيان.
اغتيال العلماء والنشطاء
اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة (2020) بعملية مشتركة مع المخابرات الأمريكية.
ضرب المفاعل النووي العراقي (1981) دون مبرر قانوني.
ودائماً يحدث إفلات من العقاب وانعدام المحاسبة
رغم كل هذه الجرائم، لم تتم محاسبة أي من المسؤولين الأمريكيين أو الإسرائيليين
بل حصل بعضهم على ترقيات وأوسمة.
المجتمع الدولي، بقيادة الغرب، يمارس ازدواجية معايير صارخة في التعامل مع هذه الانتهاكات.
الضحايا في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان وسوريا ينتظرون العدالة، لكنها لن تأتي إلا بضغط شعبي وإعلامي قوي يكشف هذه الجرائم ويطالب بمحاكمة المجرمين.
الخاتمة
اود ان اختم مقالى بمقولة الثائر ( جيفارا ) حين قال إذا وضعت لجاما على فمك فسوف يضعون سرجا على ظهرك.