يوميات المفتش "مرر" وثيقة تؤكد بناء المصريين للأهرامات
كتب د. عبد الرحيم ريحان
يُعد المفتش "مرر" رئيسًا لإحدى فرق العمال التي ضمت حوالي 200 عامل في المحاجر وكان مسؤولًا عن سير العمليات والعمال وعن قطع ونقل الأحجار المستخرجة من محاجر طرة الشمالية والجنوبية الواقعة على الضفة المقابلة لنهر النيل والترع المتصلة به.
تشير الدكتورة رنا التونسى رئيس لجنة البحوث والدراسات الأثرية بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية، نائب رئيس الحملة إلى أن المفتش "مرر" عاش في فترة حكم الملك "خوفو" وتحديدًا أثناء بناء الهرم الأكبر وهو كاتب بردية "وادي الجرف" التي تم التعرف على شخصيته من خلالها.
وتُعتبر هذه البردية أهم الوثائق المتعلقة بفترة بناء الهرم الأكبر ويُعد "مرر" شاهد عيان على أعمال البناء من قطع وتشكيل ونقل للحجارة.
دوّن "مرر" تقاريره مُنظمة في جدول زمني يومي وذكر أن الكتل الحجرية كانت تُسلّم إلى موقع بناء الهرم في غضون أربعة أيام، ويُرجح أنها الكتل المستخدمة في الغلاف الخارجي للهرم الأكبر المصنوع من الحجر الجيري.
ذكر أنه تابع بدقة كيفية دفع رواتب فريقه التي كانت تُدفع أجورًا عينية. كان العامل يتقاضى أجره وفقًا لفئته في السلم الإداري ووفقًا للبرديات كان الغذاء الأساسي للعمال يتكون من الخبز وأنواع مختلفة من اللحوم والعسل والبقوليات والجعة.
ذكر "مرر" حركة فرق العمال بشكل منتظم وثابت أثناء نقل الكتل إلى موقع الهرم عبر مركز إداري مهم يُسمى "رع شي خوفو" يبدو أن هذا المركز كان نقطة توقف لوجستية قبل يوم واحد من وصول الكتل إلى موقع البناء على هضبة الجيزة، أي بعد انطلاقها بثلاثة أيام وكان هذا الموقع يخضع لسلطة مسؤول رفيع المستوى هو "عنخ-حا-إف".
وتنوه الدكتورة رنا التونسى إلى أن "مرر" وثق جزءًا من يومياته خلال رحلة الأيام الثلاثة من المحجر إلى موقع الهرم:
اليوم الخامس والعشرون:
قضى المفتش "مرر" يومه مع فريقه في نقل الأحجار من جنوب طرة ثم قضى ليلته هناك.
اليوم السادس والعشرون:
أبحر المفتش "مرر" مع فريقه من جنوب طرة محملاً بالكتل الحجرية إلى "آخت-خوفو" (موقع بناء الهرم الأكبر) قضى ليلته في "رع-شي-خوفو" (نقطة توقف لوجستية قبل يوم واحد من وصوله وفريقه والكتل إلى موقع البناء وكانت تخضع لسلطة المسؤول رفيع المستوى "عنخ-حا-إف").
اليوم السابع والعشرون:
بدأ الإبحار من الموقع المسمى "رع-شي-خوفو"، وأبحر إلى "آخت-خوفو" (موقع بناء الهرم الحالي) محملاً بالكتل الحجرية وقضى ليلته في "آخت-خوفو".
اليوم الثامن والعشرون (العودة):
أبحر الفريق من "آخت-خوفو" صباحًا ثم صعد النهر باتجاه جنوب طرة.
اليومان التاسع والعشرون والثلاثون: قضى المفتش "مرر" يومه مع فريقه في نقل الأحجار جنوب طرة ثم نام هناك.
وأوضحت الدكتورة رنا التونسى أن بردية وادي الجرف أو بردية المفتش "مرر" تعد من أهم الوثائق التي تدحض الادعاءات والأفكار الشاذة حول بناء الهرم حيث ذكرت نصًا: أسماء شخصيات مصرية محددة شاركت في بناء الهرم الأكبر مثل المفتش "مرر" نفسه والمهندس المسؤول عن كل أعمال الملك "عنخ-حا-إف"، الأخ غير الشقيق للملك خوفو الذي عُثر على تمثاله النصفي داخل مقبرته (تطابقت إلى حد كبير بياناته فى البردية مع بياناته فى مقبرته)، لفت الأنظار للأجور التي تنفي فكرة السخرة تمامًا ، أكد على العمل داخل محاجر طرة واستخدام أحجارها في عصر الملك خوفو وصحح مفهوم حول فترة حكم الملك خوفو والبردية لم تذكر أي كائنات أو سفن فضائية.