اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بطل لا يطلب التصفيق

الصفحة الرئيسية

 بطل لا يطلب التصفيق 



كتب - د.ضياء الرفاعي 

لايف كوتشينج واخصائي تطوير الذات 

 

بطل لا يطلب التصفيق 

 الأب يا سادة ليس مجرد رجل في البيت

إنه بطل بكل المقاييس ولم يطلب يوماً التصفيق.

 الأب الذي نظنه دائمًا ساكتًا أو مشغولًا أو عصبيًا لأسباب بسيطة هو في الحقيقة العمود الذي يحمل سقف البيت. 

نتحرك في الحياة بارتياح دون أن ندرك أن سقوطه يعني انهيار كل شيء

وأسأل من فقد أباه والألم الذي يشعر .


 عندما يغلق الاب الغاز أو يطفئ الأنوار  أو يراجع الحنفيات أو يتمم علي الأبواب قبل نومه.

لا يفعل ذلك حرصًا زائدًا بل لأن عقله يعمل طوال الوقت كـنظام حماية 

يعمل في الخلفية من أجل الأسرة لا من أجل نفسه.

 وصوت الأب المرتفع عندما نرزع أم الباب؟  ليس غضبًا بقدر ما هو وجع داخلي  لأن الصوت العالي يهز قلبه لا أذنه فقط .

 وكأن بداخله من يصرخ  أنا متعب يا اولاد  ألا يشعر بي أحد .

 كلماته التي نكررها ونراها محفوظة في داخلنا  هي محاولات لزرع بذور تربوية  لعلها تنبت يومًا حين نكبر فنعود إليها ونفهمها  ولكن ربما بعد فوات الأوان

 فرحة الأب حين نصرف بحكمة  كأننا نخبره دون كلام  نحن نقدر تعبك ، تعبك لم يذهب هباءً

وهذا الشعور عنده أثمن من الشكر بألف مرة، هو لا يغضب من تفصيلة بسيطة بل من شعور داخلي بانهيار قادم يحاول بكل قوته أن يوقفه حتى لو بدا غاضبًا أو حادًا

هل تعلم يا صديقي أو تشعر ؟

 أن الأب أكثر من يجلب المال وأقل من يصرفه على نفسه مرتب كبير أحيانًا وملابس رثة وحذاء قديم.

 لأنه لا يرى نفسه أولًا بل يرى بيتًا كاملًا ينتظر منه المزيد دوماً .


 إن الأب يتمنى كل يوم أن يبقى في فراشه ليرتاح لكنه يُجبر نفسه على النهوض لأن هناك أفواهًا تنتظر وأحلامًا معلقة عليه وحده 

(انها المسئولية يا ساده)


إن الأب يتحمل من قسوة العمل وضغوطه ما لا يتحمله بشر تتمثل في قهر مدير  وظلم زملاء  وتعامل مع أصناف الناس وضغوط الحياة اليومية ومتطلباتها كل ذلك يصبر عليه من أجلك فقط .


إن الأب لا ينام نومًا عميقًا أبدًا حتى في نومه فكره منشغل بك .

احتياجاتك  دراستك   مستقبلك استقامتك حتي زواجك يفكر كيف يساعدك علي تحقيق احلامك بكل ما أوتي من قوة يحاول حمايتك من عواصف الحياة.

 فالأب دائماً ما يخبئ حزنه في قلبه 

انك بمجرد الجلوس إلى جواره تشعر بالأمان

الأب دعم نفسي ودواء روحي وسكينة لأبنائه .

صديقي 

إذا مررت بجانب حذاء والدك عند الباب ولم تنتبه له فتذكّر أنه يسير به كل يوم فوق نار الحياة  ليحميك من لهيبها.

فلنقلها من القلب

شكرًا يا أبي شكرًا لأنك كنت دائمًا الجدار الذي احتمينا به دون أن نشعر.


وبما أننا بدأنا حديثنا عن الأب 

 فلا ننسى القلب النابض للبيت الأم

 فالأم هي الحضن الأول والملجأ الأخير تسهر على تعبك وتهدأ خوفك وتفهمك دون أن تتكلم.

 كل ركن في البيت يحمل لمستها وكل تفصيلة فيها تعبها .

من الطعام إلى النظافة من الحنان إلى التربية.

 كلها بصمات لا تنسي للأم .


إن رضا الأم هو مفتاح السعادة ودعاؤها هو الحصن الحقيقي من تقلبات الأيام

ومهما تحدثنا لن نوفيها حقها .


الوالدان معًا جنة تمشي على الأرض.


الإسلام لم يفرق في البر بين الأب والأم لكنه أعطى كلًا منهما حقه وأكد على فضل برّهما معًا .

قال الله تعالى في كتابه الكريم 

 "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"

(سورة الإسراء: 23)


في هذه الآية الكريمة قرن الله طاعته ببرّ الوالدين… وهذا تعظيم لا يُضاهى 

وقال رسول الله ﷺ:

"رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟

 قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة"

(رواه مسلم)

وفي النهاية نؤكد أن 

الأم: قلب يفيض بالعاطفة والتضحية

والأب: عقل يفيض بالحكمة والمسؤولية

الوالدان معًا: فريق متكامل، لا يُعوّض.

برّ الوالدين لا يُؤجل فهما لا ينتظران مقابلًا بل ينتظران منك فقط الحب   الدعاء  والتقدير .

google-playkhamsatmostaqltradent