اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

خبراء الآثار واليونسكو يدلون برأيهم لحملة الدفاع عن الحضارة فى مدخل الهرم

 خبراء الآثار واليونسكو يدلون برأيهم لحملة الدفاع عن الحضارة فى مدخل الهرم



كتب د. عبد الرحيم ريحان

ما زالت أصداء مدخل الهرم الجديد بطريق الفيوم مستمرة ويدلى خبراء الآثار واليونسكو بأرائهم لحملة الدفاع عن الحضارة منذ بدء التشغيل

وأوضح عالم المصريات الشهير الدكتور منصور بريك والذى عمل بمنطقة الأهرامات وتولى الإدارة العامة لآثار الأقصر وله العديد من المؤلفات من خلال عمله فى منطقة الأهرامات لأكثر من عشرين عامًا فى الفترة من ١٩٨٥ وحتى ٢٠٠٥م أن التفكير فى انشاء مدخل للمنطقة من طريق الفيوم لم يكن وليد هذه الأيام أو من تفكير المستثمر الذي يتولى إدارة المنظومة السياحية فى المنطقة الآن ولكن أول من فكر فيها كان الوزير فاروق حسنى بعمل البنية التحتية لهذا المدخل فى أواخر التسعينات من طرق وأماكن للخيول ومنطقة للتريض ليتم تقل الخيول والجمال إليها حفاظًا على المعالم الأثرية فى المنطقة

وتم تطوير مدخل المنطقة من مدخل ميناهاوس وعمل مدخل جديد لها بعد إنشاء السور حول المنطقة لحمايتها من التعديات والتحكم فى تأمين المنطقة والذي تم الانتهاء منه فى ٢٠٠٢ وحتى يمكن التحكم فى دخول الخيالة والجمالة وعدم السماح للدخول سوي من يحمل رخصة وعدم تواجدهم بجوار الأهرام مع الموافقة على وقوف عدد محدد عند كل هرم ولكن لم تنجح تلك التجربة لعدم إلتزامهم كعادة البعض منهم فى فرض سيطرتهم بشتى السبل بالزعيق والصوت العالي والسب والشتيمة.

وأشار الدكتور رمنصور بريك إلى أن السماح للخيول والجمال بالتواجد فى كل مكان داخل المنطقة الأثرية أضر بالكثير من المعالم الأثرية فى منطقة الهرم والتى تحوي إلى جانب الأهرام أكثر من عشرة الآف مقبرة موزعة فى مجوعة من الجبانات حول الأهرام الثلاثة وهي الجبانة شرق وجنوب هرم خوفو الأكبر والجبانة الغربية والجبانة جنوب الطريق الصاعد للملك خعفرع والمقابر جنوب هرم منكاورع وجبانة العمال جنوب شرق ابوالهول وجبانة تاري جنوب مقابر العمال، وحاولت الإدارة منعهم من الدخول بالخيول والجمال داخل تلك الجبانات دون جدوي حتى أنهم كانوا يحطمون الأسوار التى يتم تشيدها حول تلك الجبانات لحمايتها منهم ومن يريد أن يتأكد فليذهب إلى المقابر جنوب الطريق الصاعد ويشاهد كم التدمير لبعض المقابر المشيدة من الطوب اللبن من جري الخيول والجمال فوقها.

ونوه الدكتور منصور بريك إلى أن كل المسؤولية لا تقع على عاتق أصحاب الدواب فى الهرم فقط ولكن هناك أيضا سوء التخطيط والتداخل وعدم التنسيق ما بين الآثار ومحافظة الجيزة فى تصاريح مزاولة المهنة لهؤلاء الفئة من المستفيدين من العمل داخل المنطقة

ومن هذه الحوادث أحد أيام آخر التسعينيات والذى أثير بجريدة الأخبار يقول (سعر قطعة الحجر من الهرم الأكبر بعشرين دولار) وسرد الصحفى كاتب المقال القصة وملخصها أن مجموعة سياحية من سويسرا كانت تزور منطقة الهرم ولاحظ أحد الجمالة انبهارهم بالهرم الأكبر احدي عجائب الدنيا السبع فعرض عليهم أن يمنح كل واحد فيهم قطعة من أحجار الهرم كذكري فى مقابل عشرين دولار للقطعة فوافقوا وكما كتبوا فى خطاب اعتذارهم حيث ذكروا أنه أخرج شاكوشًا أمامهم من جلبابه وبدأ فى تكسير حجارة الهرم الأكبر ليعطي كل واحد قطعة من حجارته واشتري ١٩ فرد من المجموعة قطع حجرية منه وبعد عودتهم للفندق أحسوا انهم ارتكبوا جربمة فى حق هذا الاثر الخالد فتوجهوا الى السفارة وسلموا تلك الأحجار مع خطاب اعتذار منهم على ما فعلوه ولحسن الحظ كانوا قد التقطوا صور له وتم اعتقاله ثم عاد ليعمل مرة أخري فى المنطقة وهناك العديد من القصص والجرائم التى ارتكبت

وبعد قيام ثورة يناير ٢٠١١ انتهك الخيالة والجمالة والباعة الجائلين المنطقة وانتشروا فى كل مكان فيها بل وأوقفوا دخول السياحة لمعبد الوادي للملك خعفرع واجبروا منطقة الهرم بعمل مخرج من خلف المعبد للخروج منه مع وضع ترابيزات يعرضون عليها بضائع أغلبها من صناعة الصين وأصبحت منطقة الهرم مأوي لمن لا مهنة له وانتشر فيها الباعة فى كل مكان واعتقد الكل يشاهد فيديوهات الزوار التى توثق لبعض من تلك الصور المسيئة للسياحة المصرية.

ومن هذا المنطلق يؤيد الدكتور منصور بريك فكرة تحديد مكان لهم للتريض لمن يريد ركوب الخيل والجمال مع خلفية الأهرام وبما لا يضر بمصالحهم ومعيشتهم خاصة وأن منهم الكثير الملتزم والحريص على عمله مع التأكيد انهم سيجدون الكثير من الزوار والمجموعات تذهب اليهم لركوب الخيل والجمال والكارتات حيث أن منطقة الهرم تشتهر أيضا بوجودهم.

وبخصوص مشروع استثمار شركة اوراسكم فى منطقة الهرم وما تقوم به من استغلال المنطقة سياحيًا أشار الدكتور بريك إلى أنها تجربة جديدة فى إدارة المواقع الأثرية فى مصر وجيدة لمحاولة إظهار المنطقة بأسلوب حضاري جيد أمام السياحة العالمية وتستفيد الشركة بالطبع من فرض رسومها على كل الخدمات فى المنطقة ولا تحصل وزارة السياحة والآثار سوي رسوم تذاكر الدخول ورسوم زيارات منطقة الهرم الخاصة فقط

ورغم إنشاء الشركة دورات مياه حديثة وهى من اهم الضروريات التى كانت تفتقدها المنطقة حيث كانت هناك عدة محاولات من قبل لم تكن جيدة الخدمة وتحصل عليها رسوم للدخول ولكنها غير كافية

كما قامت الشركة باستغلال مبني الإدارة الهندسية والذي يقع اعلى هضبة الجيزة وكان سيتم إزالته مع الاستراحات التى تمت إزالتها فى المنطقة ومنها استراحة السادات واستراحة بعثة جامعة هارفارد والعديد من المنازل والاستراحات الأخري ولكن لسبب ما تأخر إزالتها وللأسف قامت الشركة بدهان المبني بلون أبيض لا يتناسب مع بانوراما المنطقة الأثربة ولم يعترض أحد للأسف

وتقوم الشركة بتأجير المنطقة أمام أبوالهول لحفلات كثيرة وبمبالغ طائلة مع السماح بإطلاق الألعاب النارية والتى تسبب اهتزاز فد تؤثر على تمثال ابوالهول الذي يعاني أساسًا من ارتفاع منسوب المياه تحت سطحية أسفله وتم تنفيذ مشروع لتخفيضها.

كما قامت الشركة باستغلال منطقة البانوراما بإنشاء مطاعم قالوا فى بداية إنشائها أنها من مواد خفيفة ولكنهم توسعوا فى الانشاءات علاوة على الأسعار المبالغ فيها، كما تستغل الشركة منطقة البانوراما فى إقامة الحفلات المختلفة وبأسعار تحددها هى دون تدخل من الآثار طبقا للعقد، وتفرض الشركة رسوم باركينج على السيارات الخاصة مبالغ فيها مما يؤثر على السياحة الداخلية للمصريين فى دخول الهرم.

ويؤكد الدكتور منصور بريك أن تجربة ركوب المجموعات السياحية الأتوبيسات الكهربائية للتنقل لزيارة المعالم الأثرية فاشلة ولا تناسب زيارة المنطقة وذلك لكثافة الزيارات السياحية إلى جانب أن أتوبيس السياحة بالنسبة للسائح مثل الفندق الصغير فهو مزود بحمامات خاصة إلى جانب أن المرشد يستطيع أن يشرح من خلال الميكروفون عن معالم المنطقة لزيادة التشويق للمجموعة، ولا يمكن إجبار أكثر من مجموعة بالركوب فى حافلة واحدة ومعهم أكثر من مرشد سياحي كل واحد يشرح بلغة مختلفة ناهيك عن عدم الأمان لو تمت سرقة أحد الزوار أثناء الزحام.

كما لم يوضع فى الحسبان تنظيم زيارة المصريين للمنطقة خاصة فى الأعياد والعطلات الرسمية والتى يتوافد عليها عشرات الآلاف منهم مرة واحدة للزيارة، علاوة على تنظيم رحلات المدارس والتى تأتي لزيارة المنطقة بالعديد من الأتوبيسات من أقاليم ومحافظات الجمهورية المختلفة وما قد يسببونه من مضايقات وضجيج وشوشرة على السياح.

وتساءل الدكتور بريك عن فائدة الكوبري الذي تم إنشاؤه لربط المتحف الكبير بمنطقة الهرم وكيف ستكون الزيارة للمنطقة من خلاله وهل ستكون بالحافلات الكهربائية أم سيرًا على الأقدام وكيف سيتم ربط مسار زيارته مع مسار زيارة المنطقة.

ويرى الدكتور منصور بريك الحل فى السماح بزيارة منطقة الهرم للمجموعات السياحية بحافلاتهم دون استخدام الحافلات الخاصة بالشركة إلا عند التنقل من منطقة الهرم الثاني لزيارة الهرم الأكبر فقط على ألا تعود تلك الحافلات السياحية مرة أخري لمدخل الفيوم بل الخروج من منفذ أبوالهول إلى خارج المنطقة لاستكمال برنامجهم السياحي وتستخدم حافلات شركة اوراسكوم للسياحة الأجنبية الفردية وكذلك للزوار المصريين وتحديد أماكن لوقوف الحافلات السياحية وبما لا يتعارض خط السير المحدد.

ومن جانبه يرى الدكتور محمود الشنديدى العالمى استشارى إدارة التراث الثقافى و العالمى والمدير العام السابق لهيئة صندوق إنقاذ اثار النوبة إن إدارة موقع على قائمة التراث العالمى بآليات غير سليمة مرفوض حيث تنظم اتفاقية التراث العالمى عام ١٩٧٢ إدارتها وحمايتها والقواعد والنظم المسموح باستخدامها في نطاق مواقع التراث العالمى وهناك قواعد خاصة معروفة وتطبق فى كثير من دول العالم وتحت مسؤولية جهة الإدارة على حد تعبير اتفاقية التراث العالمى.

فالمعرروف عالميًا أن هناك نطاق يسمى منطقة الحماية أو ما يعرف باسم Buffer Zone وهذا النطاق قد يسمح فيه بأنواع معينة من الأعمال لحماية الموقع وتسهيل زيارته وبواسطة جهة الإدارة بنفسها وليس شركة أعمال لا علاقة لها بالتراث والآثار ولا بالنشاط السياحى الاقتصادى فى مواقع التراث العالمى، وهناك المناطق المتاخمة لنطاق الحماية وهذه تشرف فيها الدولة على كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بحيث لا تؤثر على المدى الطويل او القصير على الموقع و خصائصه.

وهناك طبقا لتعديلات اتفاقية التراث العالمى ما يعرف باسم Monitoring world heritage sites وهى تراقب كل الأنشطة و لكن للأسف اليونسكو الآن أصبحت مؤسسة بيروقراطية مترهلة لا تستطيع أن تنفذ شروط الاتفاقيات التى وقع عليها الدول الأعضاء و منها مصر

ولفت الدكتور محمود الشنديدى خبير التراث العالمى بأن مصر لديها خبراء فى مجال تنسيق وإدارة مواقع التراث العالمى وخبراء فى الاتفاقية و كان أول مصرى من المجلس الأعلى للآثار تستضيفه منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمى ومنظمة العمل الدولية وجامعة تورينو لدراسة إدارة مواقع التراث العالمى عام ٢٠٠٨ ولم يستفد أحد مما تعلمه علاوة على غيره من الباحثين والخبراء.

google-playkhamsatmostaqltradent