الوجه الحقيقي للتواصل الاجتماعي
الوجه الحقيقي للتواصل الاجتماعي
بقلم : د. محمد إسماعيل
في عصرنا الحديث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فقد قربت المسافات وسهلت تبادل المعلومات وأتاحت فرصا للتعبير والانخراط المجتمعي لم تكن متاحة من قبل لكن خلف هذا الوجه البراق يختبئ وجه خفي يحمل في طياته تحديات واثارا سلبية لا يمكن تجاهلها.
أدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أبرز هذه الأوجه الخفية إذ يقضي كثير من المستخدمين ساعات طويلة في التصفح دون وعي مما يؤدي إلى تراجع في الأداء الدراسي أو المهني فضلاً عن الانفصال التدريجي عن الحياة الواقعية والعلاقات الحقيقية.
منصات التواصل كثر فيها صور معدلة وحياة تبدو مثالية مما يخلق شعورا لدى الآخرين بأنهم أقل شأنا أو غير ناجحين هذه المقارنات غير الواقعية قد تؤدي إلى مشاعر الإحباط وتدني احترام الذات وحتى الإصابة بالاكتئاب.
من المشكلات الخطيرة للتواصل الاجتماعي انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حيث يسهل تداولها بشكل كبير على هذه المنصات مما يهدد وعي المجتمعات ويؤثر في اتخاذ القرارات على المستويات الشخصية والعامة.
منصات التواصل الاجتماعي تجمع كما هائلا من البيانات الشخصية التي قد تستغل لأغراض تجارية أو سياسية دون علم المستخدم هذا يشكل تهديدا حقيقيًا لخصوصية الأفراد وأمنهم الرقمي.
تشهد هذه الوسائل أيضا حالات من التنمر الإلكتروني والتحريض على العنف والكراهية وهي ممارسات قد تترك آثارا نفسية عميقة لا سيما لدى فئات الشباب والمراهقين.
رغم ما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي من فوائد لا بد من التعامل معها بوعي وحرص يجب أن نستخدمها كأداة لبناء الجسور لا لهدمها وأن نحافظ على توازن صحي بين العالم الرقمي والواقعي، حتى لا يتحول الوجه الخفي إلى واقع مؤلم يصعب الهروب منه.