أيمن طاهر : الأنشطة السياحية الغير مستدامة تهدد حنكوراب بمرسى علم
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
ايمن طاهر استشاري سياحة بيئية وغوص رئيس مجلس إدارة بلوهيفن هوليداي
شاطئ حنكوراب يقع في مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر وهو جزء من محمية وادي الجمال التي تُعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في مصر حيث يتميز الشاطئ برماله البيضاء الناعمة ومياهه الفيروزية الصافية ويشتهر بكونه أحد أفضل المواقع لممارسة الغوص والسنوركلينج حيث يمكن رؤية الشعاب المرجانية المذهلة والتنوع البيولوجي البحري الغني بما في ذلك السلاحف البحرية وأبقار البحر (الأطوم).
المسافة بين الغردقة وشاطئ حنكوراب في مرسى علم حوالي 350 كم باتجاه الجنوب تستغرق الرحلة بالسيارة حوالي 4 إلى 5 ساعات عبر طريق الغردقة - مرسى علم الساحلي وذلك حسب حالة الطريق وسرعة القيادة.
وهناك شخصيات تعتزم عمل إنشاءات سياحية غير مستدامة تهدد المنطقة، ومن هذا المنطلق وجهت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان سؤالًا إلى استشاري السياحة البيئية والغوص كبتن أيمن طاهر رئيس مجلس إدارة أحد الشركات المتخصصة في السياحة البيئية والغوص عن تأثير الإنشاءات المزمعة على المنطقة وسبل العلاج
وأوضح كبتن أيمن طاهر استشاري السياحة البيئية والغوص الشهير أن المشكلة تكمن فى تأثير ناتج عمليات البناء والتشييد في المناطق الساحلية وخصوصًا داخل المحميات الطبيعية على الشعاب المرجانية من ناتج الأتربة والجسيمات الدقيقة (مثل غبار الأسمنت) في تعكر المياه مما يقلل من وصول الضوء إلى الشعاب المرجانية ويؤثر على عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها الطحالب التكافلية زوثناثيلي(Zooxanthellae) داخل أنسجة المرجان، كما أن بعض الجسيمات خاصة غبار الأسمنت يمكن أن تحتوي على مواد قلوية تؤثر على كيمياء المياه وتُحدث إجهادًا بيئيًا للشعاب.
ونوه كبتن أيمن طاهر إلى أن الحل يتطلب استخدام ستائر مائية أو حاجز صد للأتربة تشمل
١. ستائر الطمي
تُستخدم بشكل شائع في المناطق الساحلية لتقليل انتقال الرواسب والملوثات إلى المياه المفتوحة، تتكون من قماش غير منفذ يمتد من سطح الماء إلى القاع مثبت بأوزان وأعمدة عائمة تقلل من انتشار الجسيمات الدقيقة وتسمح بترسيبها في منطقة محددة دون التأثير على الشعاب المرجانية.
٢. أكياس الرمل أو الحواجز الخرسانية
يمكن استخدامها على الشواطئ أو في مواقع البناء القريبة من المياه لحجز الأتربة ومنعها من الانجراف إلى البحر.
٣. التحكم في موقع خلط الأسمنت والتخزين:
باستخدام مناطق بعيدة عن الساحل لخلط الأسمنت وتخزينه مع تغطية المواد المتطايرة بشكل جيد وتركيب فلاتر هوائية أو أنظمة شفط للحد من انتشار الغبار.
٤. زراعة غطاء نباتي أو استخدام مواد طبيعية مثل القش أو الحصائر الجيولوجية لمنع انتقال الأتربة من التربة إلى المياه.
٥. المراقبة البيئية الدورية
تشمل قياس مستويات العكارة في المياه ومراقبة صحة الشعاب المرجانية للتأكد من أن الأنشطة الساحلية لا تسبب ضررًا بيئيًا طويل الأمد
ويشير كبتن أيمن طاهر إلى أهم إجراءات الحماية المطلوبة خلال التشييد وتشمل
١. التقييم البيئي المسبق
يجب إجراء دراسات تقييم الأثر البيئي قبل بدء أي مشروع قريب من المناطق البحرية الحساسة، وتحديد المناطق التي تحتوي على نظم بيئية هشة مثل الشعاب المرجانية وتجنب العمل بالقرب منها.
٢. تحديد مناطق البناء ومنع الأنشطة العشوائية
يجب وضع حدود صارمة للمناطق المسموح بها للبناء وتجنب استخدام المعدات الثقيلة في المياه الضحلة القريبة من الشعاب، وتخصيص مسارات نقل محددة لمنع تعكير المياه ونقل الرواسب إلى المناطق المرجانية.
٣. إجراءات صارمة للتحكم في الأتربة والغبار
فرض معايير صارمة على عمليات خلط وتخزين الأسمنت مع إلزام الشركات باستخدام تقنيات الحد من الغبار، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة لتقليل المخلفات الضارة.
٤. مراقبة جودة المياه بشكل دوري
يجب أن تخضع المياه القريبة من مواقع البناء لاختبارات دورية للعكارة ودرجة الحموضة ومستويات الأكسجين لضمان عدم حدوث أي تلوث يؤثر على الحياة البحرية، وتركيب محطات مراقبة بيئية لمتابعة التغيرات في النظام البيئي البحري.
٥. تدابير تعويضية
إذا تأثرت الشعاب المرجانية،يمكن تنفيذ برامج استزراع مرجاني لتعويض الضرر البيئي، دعم برامج الحفاظ على الشعاب المرجانية مثل مكافحة ظاهرة التبييض المرجاني وحماية المناطق البحرية المحمية.
٦. إشراك المجتمع المحلي والمنظمات البيئية
تعزيز دور الهيئات البيئية المحلية مثل الجمعيات المختصة بحماية الشعاب المرجانية لمراقبة تنفيذ معايير الحماية، وتدريب العاملين في مشاريع البناء على كيفية الحد من التأثير البيئي وتقليل التلوث، والالتزام بهذه المعايير ليس فقط مسؤولية الجهات الحكومية، ولكن أيضًا مسؤولية الشركات المنفذة والمجتمع المدني لحماية التنوع البيولوجي في البحر الأحمر وغيره من المناطق البحرية الحساسة.
توصيات
وبناءً على ما سبق يوصى كبتن أيمن طاهر بوقف جميع أعمال البناء الجارية وإجراء مراجعة بيئية مستقلة، و فرض حدود القدرة الاستيعابية بتنظيم عدد الزوار وفقًا للمعايير الدولية للحفاظ على البيئة، و حماية المسارات الطبيعية وتقليص التوسع العمراني بالحفاظ على ٧٠% من الساحل دون تغيير مع تخصيص ٢٠ % فقط للمرافق ذات الهيكل الخفيف و١٠% للتخييم ذو التأثير المنخفض.
كما يوصى بتنفيذ تدابير بيئية ومجتمعية تشمل
- استخدام الطاقة المتجددة.
- إقامة نظام صارم لإدارة النفايات ومكافحة التلوث.
- تقييد وسائل النقل الآلية وتعزيز الحركة عبر المسارات.
- إجراء مراقبة بيئية مع تقارير عامة.
- إشراك المجتمعات المحلية في السياحة البيئية والحفاظ على البيئة.
- تعليم الزوار حول ممارسات السياحة المستدامة.
ولفت كبتن أيمن طاهر إلى ضرورة نهج الأولوية للطبيعة بحيث تتصدر الحماية البيئية على السياحة الجماعية مع تصميم كافة المشاريع لتكريم البيئة الطبيعية وليس استغلالها، والتعلم من النجاحات السابقة بتقديم النموذج المدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لحنكوراب أساسًا قويًا لكنه يحتاج إلى تنظيم دقيق لمنع التوسع غير المنضبط.
ويجب أن تكون المجتمعات المحلية في قلب جهود السياحة البيئية لضمان استفادتها من السياحة المسؤولة بدلاً من المشاريع التدميرية قصيرة الأجل، و دمج الاقتصاد الأزرق بحيث تتماشى السياحة المستدامة مع استراتيجيات الحفاظ على البيئة البحرية والساحلية الأوسع من خلال تبني ممارسات مسؤولة تحمي النظم البيئية البرية والبحرية على حد سواء.
وتتطلب جهود الحفظ تدخلًا عاجلًا ومراقبة شفافة والتزامات طويلة الأجل من جميع الأطراف المعنية بما في ذلك السلطات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية.
ويطرح كبتن أيمن طاهر هذه المبادرة التي تتضمن سبل العلاج والتوصيات ويدعو إلى اتخاذ نهج موحد لحماية حنكوراب مما يضمن استمراره كنزًا طبيعيًا نموذجًا للسياحة المستدامة لخدمة المجتمع والحفاظ على البيئة.



