المعتقد المصري القديم والعقيدة الإسلامية رؤية في أوجه التشابه
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
طرح خبير الترميم الأستاذ حمدى يوسف استشارى الترميم والصيانة رؤية تحتاج إلى المناقشة ومزيد من الدراسات حول أوجه التشابه بين المعتقد المصرى القديم والعقيدة الإسلامية
وأوضح الأستاذ حمدى يوسف أن المصرى القديم آمن بالروح وأطلق عليها لقب " با " وأنها تفارق الإنسان حال مماته، وفي العقيدة الاسلامية الروح من الغيبيات التي يؤمن بها المسلم "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " الإسراء 85
وآمن المصري القديم بالقرين وأطلق عليه لقب " كا "وفى الإسلام " وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) " سورة ق آية 24
وآمن المصري القديم بالبعث والخلود في الحياة السرمدية الأبدية وفى الإسلام " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ" سورة الحج آية 5
وفى مصر القديمة الحساب والعقاب علي أفعاله في الدنيا وأن حياته السرمدية وحسابه فيها يتوقف علي مدي فعل الخيرات في حياته الدنيوية، وفى الإسلام " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " الزلزلة 7- 8
وعرف الميزان بشكل رمزي عند الحساب في مصر القديمة ووضع الريشة في كفة والقلب في كفة لتحديد كم الخيرات عند هذا الانسان، " فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ" القارعة 6- 11
وأشار الأستاذ حمدى يوسف إلى أن إيمان المصرى القديم بالروح والبعث والخلود (النشور) هو إيمان بالغيب الذى أشار إليه القرآن الكريم في بداية سورة البقرة " ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ " سورة البقرة 3
وأن إيمان المصري القديم بالبعث والخلود كان سببًا في اهتمامه بالحفاظ علي جثمان المتوفي من التحلل، ولهذا توصل الي فكرة تحفظ الجثة من التحلل حتي تكون قادرة علي الظهور في الحياة الأبدية فكان فن التحنيط الذي حافظ علي الجثمان من التحلل لحين عودة الروح إلي صاحبها عند البعث طبقًا للمعتقد المصرى القديم
وأن المصري القديم كان له من التعاليم الدنيوية ومن المثل والقيم الانسانية والفضائل التي تحث عليها الشرائع السماوية الثلاث ما يجعلنا نتعمق في مزيد من الأبحاث للوصول إلي الحقائق المجهولة والتي تتشابه مع التعاليم الدينية الإسلامية في فقه المعاملات كالأمانة وفعل الخيرات وترك المنكرات وكثير من التعاليم الأخلاقية التي تحض علي فضائل الأفعال وتحذر من الرزيلة وغيرها مما تركه المصري القديم مسجلًا علي جدران المقابر تصور كل أفعاله كشاهد عليه أو ككتاب يحفظ له أفعاله حتي يعرضها علي إله الحساب في يوم الحساب، " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ "
الحاقة 19- 20