جنحة الضرب في القانون المصري

 صناعة المعروف

بقلم : د. محمد إسماعيل 

في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك تتجلى أعظم معاني الإحسان والتراحم فهو شهر الرحمة والمغفرة وشهر العطاء والبذل يتجدد فيه الإيمان وتصفو فيه النفوس وتقترب القلوب من بعضها البعض في مشهد من الألفة والتآخي ومن أبرز القيم التي تترسخ في هذا الشهر الكريم صناعة المعروف وهي قيمة إنسانية عظيمة تتجاوز حدود الزمان والمكان وتشمل كل أوجه الخير التي يمكن للإنسان أن يسهم بها في تحسين حياة الآخرين مادياً كان أو معنوياً.

صناعة المعروف تعني تقديم الخير للناس بلا انتظار مقابل وهي من الأخلاق العظيمة التي أمر بها الإسلام حيث جاء في الحديث الشريف "صنائع المعروف تقي مصارع السوء" (رواه الطبراني) والمعروف لا يقتصر على المال والصدقات بل يشمل كل أشكال الإحسان من كلمة طيبة وابتسامة صادقة .

ومساعدة محتاج وتيسير الأمور للآخرين ونشر العلم والسعي في قضاء الحوائج.

يكتسب المعروف في رمضان طابعا خاصا حيث تضاعف فيه الحسنات وتتهذب فيه النفوس، ويكون الناس أكثر استعدادًا للعطاء والبذل. ومن صور صناعة المعروف في هذا الشهر.

ومن أعظم صور المعروف في رمضان حيث كان النبي ﷺ أجود ما يكون في رمضان وكان يشجع على إطعام الصائمين فقال "من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" 

(رواه الترمذي) فيمكن للإنسان أن يشارك في موائد الإفطار أو يقدم وجبات للصائمين المحتاجين أو يساهم بالتبرع في حملات توزيع الطعام.

الصدقة في رمضان من أفضل الأعمال سواء كانت صدقة مالية أو بالملابس أو بالأدوية أو بأي صورة أخرى من صور الإحسان. قال ﷺ: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان" (رواه الترمذي)

ومن أوجه المعروف التي لها أثر عظيم رسم البسمة على وجوه الناس سواء بإعانة المحتاج أو بمواساة المحزون أو بزيارة المرضي أو حتى بكلمة طيبة تخفف عن إنسان معاناته.

رمضان فرصة عظيمة لإصلاح العلاقات المقطوعة وردم الفجوات بين الأحباب والأصدقاء فالمعروف هنا يكون بالكلمة الطيبة والمبادرة بالصلح ونشر التسامح والعفو بين الناس.

ومن أعظم صور المعروف تعليم الناس أمور دينهم أو نشر القيم الفاضلة سواء عبر دروس دينية أو مقاطع توعوية أو نصائح توجه للناس في هذا الشهر الفضيل.

ومن ثمار عمل المعروف حماية من البلاء كما في الحديث 

"صنائع المعروف تقي مصارع السوء"

وايضا مضاعفة الأجر والثواب خاصة في رمضان حيث تتضاعف الحسنات.

وتحقيق البركة في المال والعمر فمن ينفق في سبيل الله يعوضه الله أضعافًا 

مضاعفة.

وايضا إسعاد القلوب وزرع المودة فالخير يعود على صاحبه بمثل ما قدمه، وربما أكثر.

صناعة المعروف ليست حكرًا على رمضان لكنها تتجلى فيه بأروع صورها فليكن هذا الشهر بداية لاستمرار العطاء بعده وليكن معروفنا ممتدا طيلة العام فما أجمل أن يكون الإنسان ممن يسعون في الخير ويكون مفتاحًا لكل باب إحسان ورحمة.