اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتبة منال خليل ... تكتب - عَلاقةٌ صِحِّيَّةٌ أَمْ مُعَادَلَةٌ حِسَابِيَّةٌ؟

لم يرفع القلم بعد  

عَلاقةٌ صِحِّيَّةٌ أَمْ مُعَادَلَةٌ حِسَابِيَّةٌ؟





    لم يرفع القلم بعد  

بقلم : الكاتبة منال خليل 


- الحب لا يُدار بالميزان، ولا يُطلب كالدَّين.

 حين تجد نفسك في علاقة تتسول فيها المشاعر، حين يصبح العطاء شحيحاً والتواصل مقتصداً، واللحظات الجميلة نادرة كأنها مكافأة، فاعلم أن البخل بدأ يهدم كل شيء... يحجب الدفء، ويترك مساحة باردة من التوقعات غير المتحققة بالعلاقة. 


- البخل والنرجسية وجهان لعملة واحدة فكلاهما يضع "الأنا" في المقدمة.

 البخيل لا يرى الآخر، لا يشعر بحاجته، لأنه مشغول بحساباته الداخلية: 

"إذا أعطيت، فماذا سأربح؟" حتى عندما يمنح شيئًا، فإنه يمنحه ليُثنى عليه، ليُشاد بكرمه، ليشعر أن العطاء لم يكن مجانا

 إنه يجعل العطاء يبدو وكأنه تفضّل وليس تصرفا طبيعيا.


- البخيل لا يرى نفسه بخيلا ...، يرى أنه ليس مطالب بأن يكون كريم  لأن الكرم في نظره "سذاجة" والمشاعر السخية "مبالغة"


هو لا يدرك أن البخل ليس فقط في المال بل يمكنه أن يتسلل إلى الكلمات، إلى النظرات، إلى العواطف، إلى كل شيء. 

البخيل هو من يعطيك بالكاد، لكنه يريدك أن تحتفي بهذا القليل كأنه معجزة. 

هو من ينتظر منك الامتنان، لأنه "تنازل" ومنحك شيئًا، بينما في الحقيقة، لم يكن يمنح إلا ما لا يستطيع الاحتفاظ به لنفسه.




" حين يصبح الحب معادلة حسابيه " 

- في العلاقات العاطفية، البخيل يحسب كل شيء.

لو قدم كلمة لطيفة، فهو يتوقع أن تكون هناك مكافأة.

لو اشترى هدية، فإنه يعتبرها دينًا عليكِ تسديده.

لو اقترب يومًا بدفء، فهو ينتظر أن يكون لهذا الاقتراب رصيدٌ مستقبلي.


- المشكلة ليست فقط في البخل، بل في أنه يجعلك تعتاد على القليل، يجعلك تتكيف مع الفتات، ثم يلومك لو طلبت المزيد. يراك مبالغة، يراك درامية، يراك مسرفة في العاطفة، لأنه لا يعرف كيف يكون كريمًا بها.


"البخل لا يكون فقط في المال، بل في الوقت، في العاطفة، في الحب.. وما أصعب أن تحب بخيلًا في قلبه

 جبران خليل جبران


- الشخص البخيل يعيش شريكه معه في حالة عطش دائم للحب، كأنما يتوسل إليه بلحظة دفء أو كلمة صادقة، لكنه نادرًا ما يمنحها. فهو مقتنع أن العطاء ليس ضرورة

 بل خيار لا ينبغي أن يكون مجانيًا.


- حتى خارج العلاقات، في أبسط الأمور اليومية، يظل البخيل يزن الأمور بحسابات دقيقة.

هو الذي لا يضع إعجابه على بوست او يكتب تعلليق لكيف إلا إذا رأى فائدة في ذلك. 

هو الذي لا يمدح شخصا إلا لو كان المديح سيعود عليه بنفع ما .

- البخيل هو الذي لو رأى صديق ناجح  فلن يهنئه فورا، بل سينتظر، يدرس، يفكر:

"هل أرفع من قيمته لو باركت له؟ هل سأحصل على شيء بالمقابل؟"

كل شيء عنده يُحسب، يُقاس، يُوزن، وكأن العطاء يجب أن يكون له فائدة مؤكدة قبل أن يُمنح .


- البخيل لا يرى مشكلته

يعيش حياته معتقدًا أنه الأكثر حكمة الأكثر عقلانية، بينما هو في الحقيقة محاصر في دائرة ضيقة من الحرمان والخوف الدائم من العطاء.


- الشخص البخيل لا يدرك أنه كان بإمكانه أن يكون أكثر سعادة، إلا حين تصبح السعادة بعيدة عنه.

لا يفهم أن العطاء لا يُنقص، بل يزيد، إلا حين لا يكون هناك من يحتاج عطاياه بعد الآن.

وحين يأتي اليوم الذي يجلس فيه وحيدًا بلا حب، بلا دفء، بلا صديق حقيقي، لن يفهم فورًا كيف انتهى به الحال هكذا.

لكنه سيفهم، متأخر جدا، أنه لم يربح شيئًا.. بل خسر كل شيء .

- مع الشخص البخيل في المجمل ، لا تتوقع تغيير مفاجئ، لأن البخل ليس مجرد سلوك، بل جزء من تكوين شخصيته.

ولا تحاول تغييره، لأنه لا يرى في نفسه مشكلة ولا غضاضه او اذى نفسي يقع على شريكه .

ولا تمنحه مساحة لتحديد مستوى العطاء في العلاقة، بل اجعله يدرك أن العطاء غير المشروط هو أساس أي علاقة صحية.


"العطاء في الحب ليس مِنّة، بل طبيعة فإن وجدت نفسك تتوسل الاهتمام، فاعلم أنك في علاقة مع بخيل لن يمنحك إلا القليل جدا، وحينها لا تطلب المزيد.. بل غادر 

و انسحب بهدوء ، لأن التعامل مع البخيل مرهق نفسيا وعاطفيا"

google-playkhamsatmostaqltradent