تأثير الإعلام على السياسة
تأثير الإعلام على السياسة
بقلم : د. محمد إسماعيل
زمان كنا نعتمد على الجرايد والتلفزيون عشان نعرف الأخبار لكن اليوم الوضع تغير تماما وصار الإعلام بكل أشكاله من التلفزيون لحد السوشيال ميديا يلعب دور أساسي في السياسة الإعلام ما عاد بس وسيلة لنقل الأخبار بل صار أداة قوية لتوجيه الرأي العام التأثير على الانتخابات وحتى صناعة الأزمات أو تهدئتها.
يقال إن الإعلام هو السلطة الرابعة لأنه يراقب الحكومات ويكشف الفساد ويساعد الناس على فهم القضايا السياسية اللي تؤثر على حياتهم لما الصحافة تتناول قضية معينة بشكل مكثف يصير الناس يهتمون بها أكثر وبالتالي يضغطون على السياسيين للتحرك وهذا يخلي الإعلام لاعب رئيسي في صنع القرار.
ونجد انه ما في انتخابات بدون إعلام الصحف القنوات والإعلانات السياسية كلها تلعب دور في توجيه الناخبين.
ومع السوشيال ميديا صار للمرشحين فرصة أكبر للتواصل المباشر مع الجمهور لكن في نفس الوقت صارت الأخبار الكاذبة والدعاية المضللة تنتشر أسرع كثير من الناس صاروا يتأثرون باللي يشوفونه على الإنترنت أكثر من البرامج الانتخابية الحقيقية
الإعلام عنده طرق ذكية جدا لتوجيه الناس مثلا لما يركز على قضية معينة بشكل متكرر يصير الناس يحسون إنها أهم قضية حتى لو كان في مشاكل ثانية أهم مثال بسيط لو كل يوم نشوف أخبار عن ارتفاع الأسعار بيصير هذا الموضوع الشاغل للناس حتى لو كان في أشياء ثانية بنفس الأهمية مثل التعليم أو الصحة.
لغة الإعلام والصور اللي يستخدمها تلعب دور كبير في التأثير على مشاعر الناس لو قناة معينة تريد تلمع صورة سياسي معين بتختار له صور وهو يبتسم وسط الناس ولو تبي تشوه سمعته بتطلع له صور وهو مكشر أو في موقف محرج.
وقت الأزمات السياسية أو الكوارث الإعلام يكون المصدر الأول للمعلومات لكنه ممكن يكون أداة تضليل بعد.
بعض الحكومات تستخدم الإعلام الرسمي لتهدئة الوضع أو توجيه الناس لفكرة معينة، بينما جهات أخرى تستخدم الإعلام خاصة السوشيال ميديا لنشر الفوضى والتحريض.
مثال واضح هو تأثير السوشيال ميديا في الثورات والاحتجاجات حيث يستخدمها الناس لتنظيم التظاهرات وإثارة
الفوضي.
السوشيال ميديا غيرت شكل الإعلام وصار كل شخص يقدر ينقل الخبر بنفسه من غير الحاجة للقنوات التقليدية السياسيين صاروا يستخدمونها للتواصل المباشر مع الجمهور لكن بنفس الوقت صار في تلاعب خطير
يقومو باستخدام البيانات الشخصية لاستهداف الناخبين مثل اللي صار في فضيحة كامبريدج أناليتيكا
في دول الإعلام فيها حر والصحافة تقدر تنشر أي شيء وهذا يساعد في كشف الفساد وتعزيز الديمقراطية .
حتى الإعلام التجاري عنده مشاكله لأنه غالبا يخدم مصالح الشركات والمستثمرين الكبار اللي يمولونه لهذا السبب أحيانا نلقى قنوات معينة تميل لجهة سياسية معينة وتغطي الأخبار بطريقة تخدم مصالحها.
الإعلام صار جزء لا يتجزأ من السياسة وتأثيره صار أقوى من أي وقت مضى المشكلة أنه سلاح ذو حدين ممكن يستخدم لنشر الوعي والحقيقة وممكن يستخدم للتلاعب والتحكم بعقول الناس صار من الضروري إننا نكون واعين بالإعلام اللي نستهلكه ونتأكد من الأخبار قبل تصديقها أو مشاركتها وعدم الانجرار خلف الشائعات ونسعي لضرر بلدنا حفظ الله مصر من الفتن.