أمريكا وإسرائيل دعم استراتيجي وتحالف مستمر
بقلم : دكتور أشرف الطماوي
منذ إعلان قيام إسرائيل في 14 مايو 1948، لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا محوريًا في دعمها سياسيًا، عسكريًا واقتصاديًا، مما جعل هذا التحالف أكثر التحالفات الاستراتيجية رسوخًا في العلاقات الدولية.
وقد بدأ هذا الدعم منذ إنشاء إسرائيل واستمر حتى اليوم متخذًا أشكالًا متعددة تتراوح بين الدعم السياسي في المحافل الدولية والمساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة، وصولًا إلى التعاون التكنولوجي والاستراتيجي العميق.
1. الاعتراف والدعم السياسي والدبلوماسي
كانت امريكا أول دولة اعترفت بإسرائيل بعد 11 دقيقة فقط من إعلانها ، حيث أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان الاعتراف بالدولة الجديدة، متجاوزًا بذلك العديد من التحفظات داخل إدارته.
منذ ذلك الحين، لعبت واشنطن دورًا رئيسيًا في تأمين الشرعية الدولية لإسرائيل، حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 113 مرة لحمايتها من القرارات التي تدين سياساتها
خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراعات مع الدول العربية.
2. الدعم العسكري: التفوق الإسرائيلي بفضل أمريكا
بدأ الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل بشكل محدود في الخمسينيات والستينيات، لكنه ازداد بشكل كبير بعد حرب 1967، حيث زودت الولايات المتحدة إسرائيل بأسلحة متطورة مكّنتها من الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة. وفي حرب أكتوبر 1973، قدمت واشنطن جسرًا جويًا من الإمدادات العسكرية الضخمة لمساعدة إسرائيل ضد الجيوش العربية، حيث تم إرسال آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر لتعويض خسائر الجيش الإسرائيلي.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت إسرائيل واحدة من أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأمريكية، حيث تحصل سنويًا على مساعدات عسكرية تقدر بنحو 3.8 مليار دولار، بالإضافة إلى تزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات، مثل مقاتلات F-35 ومنظومات الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، التي تم تطويرها بدعم أمريكي مباشر.
3. المساعدات الاقتصادية والدعم التكنولوجي
منذ الخمسينيات، قدمت الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية ضخمة لإسرائيل ساعدتها في بناء اقتصادها وتطوير بنيتها التحتية. وعلى الرغم من أن هذه المساعدات الاقتصادية تقلصت مع نمو الاقتصاد الإسرائيلي، فإن التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين ازداد قوة، حيث تشارك إسرائيل في مشاريع بحثية متقدمة في مجالات التكنولوجيا السيبرانية، والطاقة.
كما توفر واشنطن لإسرائيل امتيازات اقتصادية وتجارية، حيث تعد إسرائيل واحدة من الدول القليلة التي لديها اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، مما يسهل عليها تصدير منتجاتها للسوق الأمريكية.
4. التحالف الاستراتيجي والتعاون الاستخباراتي
يعتبر التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل أحد أركان العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تتبادل أجهزتهما الأمنية المعلومات حول القضايا الإقليمية، مثل إيران والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
وقد عزز هذا التعاون من خلال اتفاقيات دفاعية وتنسيق مستمر في العمليات العسكرية والاستخباراتية.
كما أن الولايات المتحدة تحمي إسرائيل في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة وتدعمها في اتفاقيات السلام مع الدول العربية، مثل اتفاقيات كامب ديفيد (1978) مع مصر، واتفاق أوسلو (1993)
واتفاقيات أبراهام (2020) التي ساهمت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية.
يشكل الدعم الأمريكي لإسرائيل أحد أكثر التحالفات الاستراتيجية ثباتًا في السياسة الدولية، إذ يمتد على مدى أكثر من سبعة عقود، ويشمل جوانب عسكرية، اقتصادية دبلوماسية، واستخباراتية.
ورغم وجود انتقادات داخل الولايات المتحدة لهذه السياسة.